كانت سينما اسبنيول بتطوان مساء اليوم السبت5/4/2014، قِبلة لحشد غفير من الجمهور التطواني الذي حج بكثافة لمتابعة أطوار حفل اختتام الدورة العشرين لفعاليات المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس. رسالة كان يجب أن تصل و ربما قد وصلت لم يدع أحمد حسني رئيس جمعية أصدقاء السينما و مايسترو سمفونية مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط شخصا أو مؤسسة عامة أو خاصة إلى و شكرها إلا شخصية واحدة هي رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد ادعمار، في رسالة مشفرة تشي و بالواضح لا المرموز على الشرخ العميق الذي تعرف العلاقة بين القائمين على المهرجان و المسؤولين عن الشأن المحلي لمدينة تطوان في رسالة قد يكون مفادها أنه إذا دخلت السياسة من الباب فحتما تخرج السينما من النافذة. بساط أحمر.. و عيون ترقب الحاضرين أضواء و كاميرات تلتقط صورا للقادمين من النجوم و النجمات، وهم يمشون الهوينة على البساط الأحمر و على نغمات الطقطوقة الجبلية، و هم يوزعون ابتساماتهم على القابعين خلف الحواجز، بعيون ترمق القادمين وهمسات هنا و هناك، و تكهنات بمن سيؤثث مشهد الختام من المسؤولين و من سيغيب منهم ليأتي الجواب أن لا أحد منهم آت، وأن لا تأثيث للمشهد هذه السنة، هكذا بدا المشهد خارج قاعة العرض. همسات .. شنآن..و سباق محموم أما داخل القاعة فهمسات كطنين النحل و سباق محموم نحو المقاعد الأمامية كما هي عادة المغاربة دائما و أبدا يصل في لحظات عدة إلى الشنآن الذي يقف عند التلاسن و رفع الصوت ولا يصل حد التشابك بالأيدي مع من أوكلت لهم مهمة السهر على تنظيم المهرجان، قبل أن يعم الصمت وقد أطلت حورية بوطيب و صامد غيلان معلنان بداية نهاية المهرجان، وهما يلوكان أحلى الكلام في مدح المكرمين و مهنئان الفائزين. تتويج.. و تكريم توج الفيلم المغربي سرير الأسرار لمخرجه الجيلالي فرحاتي بجائزة محمد الركاب وهي الجائزة الخاصة للجنة التحكيم . الحفل عرف تكريم كل من الفنان المغربي المقتدر صلاح الدين بنموسى و الفنان المصري هاني سلامة، الأخير قال في كلمة له عقب التكريم أنه يهدي هذا التكريم للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين. هذا وعادت جائزة العمل الأول للفيلم الايطالي "عسل" لفليريا غولينو، فيما حاز فيلم "فيلسطين سطيريو" للمخرج الفلسطيني رشيد المشهراوي على جائزة حقوق الإنسان التي يمنحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان. أما الجائزة الكبرى لمدينة تطوان فكانت من نصيب الفيلم التونسي "باستردو". بالإضافة إلى جوائز أخرى همت الأفلام الوثائقية، و الأفلام القصيرة، إلى جانب الأفلام التربوية. و في ختام الحفل تم عرض الفيلم المغربي سرير الأسرار للمؤلف التطواني البشير الدامون، وهو الفيلم الذي جعل من خلاله الجيلالي فرحاتي من المدينة القديمة لتطوان مسرحا لتشخيص مختلف الظواهر السلبية التي يعانيها المجتمع في صورة قاتمة السواد من خلال تسليط الضوء على ظاهرة الدعارة الفساد و الانحلال الخلقي المستشري في المجتمع. يوسف الحايك/بريس تطوان