تكريم محمد ملص وعرض فيلمه الأخير «سلم إلى دمشق» غير بعيد عن حي "الطالعة"، الذي احتضن وقائع وأحداث رواية "سرير الأسرار" للكاتب المغربي البشير الدامون، تعرض سينما "أبنيدا" بمدينة تطوان، أحد عشر فيلما ويشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان الذي يقام ما بين 29 مارس الجاري، و5 أبريل المقبل. من ضمن الأفلام التي عرضت بقاعة سينما "أبنيدا" فيلم "سرير الأسرار"، وقد تحولت الرواية إلى عمل سينمائي أبدعه المخرج المغربي الجيلالي فرحاتي. وإذا كان فرحاتي يمثل جيل السبعينات في السينما المغربية، فإن هشام عيوش، وهو يمثل جيل الألفية الثالثة، سيقدم لنا في هذه الدورة الفيلم المغربي الثاني الذي يدخل سباق المسافات الطويلة، نحو جوائز مهرجان تطوان الخاصة بالفيلم الروائي الطويل، وهو فيلمه الجديد "حمى". على غرار المغرب، تحضر السينما الإيطالية ممثلة بفيلمين هما "عسل" لفاليرا غولينو، و"القاع" لحيدر رشيد، ذي الأصول العراقية. كما تحضر السينما التركية بفيلمين جديدين، فيلم "شتنبر" للمخرجة بيني بنايابولو، وفيلم "الصافيتان" للمخرج رامين مارتان. ومن أسبانيا، تشارك المخرجة الأسبانية ليانا طوريس بفيلم "صلة الرحم". وعن الدول العربية المتوسطية، يشارك المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بفيلم "فلسطين سطيريو"، بينما يمثل محمد حجيج السينما اللبنانية بفيلم "طالع نازل"، ويمثل نجيب بلقاضي السينما التونسية بفيلمه الأخير "باستاردو". وتبقى المشاركة المصرية متميزة، هذه المرة، بحضور خمسة مخرجين في مهرجان تطوان، شاركوا في إخراج فيلم واحد بعنوان "أوضة الفئران"، ويتعلق الأمر بكل من نرمين سالم ومحمد زيدان ومحمد الحديدي ومي زايد وهند بكر وأحمد مجدي مرسي. عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل، يقول مدير المهرجان أحمد حسني، إن انتقاء الأفلام كان منصفا وعادلا، على حد وصفه، حيث: "تدخل خمس دول أوروبية مسابقة الفيلم الروائي الطويل، مقابل خمس دول عربية، ما يعني حوارا سينمائيا متوازنا بين جنوب المتوسط العربي، وشماله الأوروبي"، بتعبير حسني، دائما. على أن جل هذه الأفلام قد شاركت في الدورات الأخيرة من المهرجانات العالمية الكبرى، من قبيل مهرجان كان وبرلين، ومهرجان دبي أيضا. ويضيف حسني أن القاسم المشترك بين هذه الأعمال السينمائية هو الاشتغال على سؤال الهوية، والاهتمام بالمرأة والأسرة، بشكل عام، وهي الانشغالات الأثيرة للسينما المتوسطية، وللمجتمعات المتوسطية، بشكل عام. كما تلامس الأفلام العربية، عن الضفة الجنوبية للمتوسط، أسئلة وتحولات الربيع العربي، بمختلف أحلامه المأمولة، والمجهضة، ومختلف تعقيداته، أيضا. يقول حسني: "تحضر السينما السورية في مسابقة الفيلم الطويل، من خلال رئيس لجنة التحكيم المخرج السوري المخضرم محمد ملص، ومن خلال تكريمه في افتتاح المهرجان، وعرض فيلمه الأخير "سلم إلى دمشق" في حفل افتتاح سوري ومتوسطي استثنائي، في دورة استثنائية من عمر المهرجان، هي الدورة العشرون، تضامنا مع سوريا الاختلاف والإبداع، التي أمدت المهرجان، وجمهور المهرجان، منذ دورته الأولى، قبل 29 عاما من اليوم، بالكثير من الأفلام السينمائية الجذابة". هذا، وتتكون لجنة التحكيم، إلى جانب رئيسها محمد ملص، من مديرة المدرسة الوطنية بالمركز التجريبي للسينما في روما، كاترينا داميكو، والناقدة السينمائية الألمانية وعضو الفدرالية الدولية للنقد السينمائي باربارا لوري دو لا شاريير، والممثل والمخرج الفرنسي باسكال طورو، والممثلة المغربية فاطمة خير. أما مسابقة الفيلم القصير، فتعرف مشاركة 14 فيلما، تمثل عشر دول، وهي فرنسا واليونان والبرتغال وتونس وفلسطين وإيطاليا وأسبانيا والمغرب ومصر. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير السينمائي الأسباني إسماعيل مارتين، إلى جانب الممثلة المغربية سامية أقريو، والناقد السينمائي المصري أحمد الفايق، والفنان التشكيلي المغربي عبدالكريم الوزاني. وحسب بلاغ إدارة مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعرف مسابقة الفيلم الوثائقي مشاركة 13 فيلما، تمثل 9 دول متوسطية، وهي فرنسا وإيطاليا والمغرب وفلسطين ولبنان والجزائر وفلسطينوأسبانيا ومصر. وترأس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي المنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري، إلى جانب المخرج والجامعي الإيطالي ماريو برينطا والمخرج الفرنسي دافيد يون والممثلة المغربية نورا الصقلي. * كاتب صحفي