عشرات من سيارات القوات المساعدة والتدخل السريع، كان مرورها واضحا طيلة يومي الأربعاء والخميس على الطريق الرابطة بين تطوان حتى باب سبتةالمحتلة، ونفس المشهد كان أيضا متجليا بين مدينة الناظور وبني أنصار الحدودية مع مليلية المحتلة. حركة غير عادية وحالة استنفار في مستوى عال، عاشها ويعيشها المعبران يومي الأربعاء والخميس، وهو مشهد قد يستمر للأيام المقبلة أيضا، دعم كبير أضيف للأعداد الهائلة التي كانت موجودة أصلا بالمعبرين، من قوات مساعدة وقوات التدخل السريع ووحدات متنقلة للدرك الملكي، والسبب هي هجمات المهاجرين السريين الكثيفة في محاولة للدخول عنوة للثغرين المحتلين بطريقة "هجومية". واقعة فجر يوم الأربعاء بمعبر مليلية لم يسبق لها مثيل. عمليات مهاجمة المعبر أو محاولة التسرب من هذا الجانب أو ذاك، ليست جديدة ولا غريبة عنه، لكن ما حدث فجر يوم الأربعاء وفق مجموعة روايات كان مثيرا ومدهشا ومروعا أيضا، ما لا يقل عن 800 مهاجر سري من جنسيات مختلفة، منهم الرجال والنساء وحتى الأطفال، هجموا في كتلة واحدة وفي دفعة واحدة تماما كما يحدث في أفلام الهنود الحمر القديمة، هجوم قوي لم يكن في الحسبان ولم تدبر خطة لتوقيفه، سوى اجتهادات خاصة لمن وجد هناك من تلك القوات العمومية التي انطلقت بدورها في محاصرة ومطاردة المهاجمين. بعض المصادر قالت إن العدد كان أكثر من 800 مهاجر سري، فقد تمكنت القوات العمومية من صد تلك الأعداد الهائلة من المهاجمين ومنعهم من ولوج الثغر المحتل، فيما تمكن قرابة 50 منهم من العبور والمرور للجانب الآخر، وبذلك يكونون قد فازوا بمرادهم، فيما لن يتأخر الباقون عن تنظيم صفوفهم مجددا والإعداد لهجوم جديد في أقرب وقت ممكن. فغرضهم الوحيد هو المرور للجانب الآخر بأي ثمن. لكن هاته المرة يبدو أنهم وصلوا إلى مستوى عالي من المغامرة، وهم يجمعون هذا الكم الهائل من المهاجرين لاختراق المعبر، وهم متأكدون أن القوات العمومية لن تستعمل الرصاص ولا العنف ضدهم. في التوقيت ذاته ،كان معبر باب سبتةالمحتلة يعيش وضعا مقاربا، وإن كان العدد أقل بكثير من العدد الذي هاجم باب مليلية المحتلة. فقد حاول قرابة أربعين مهاجرا سريا اختراق معبر باب سبتةالمحتلة، والتسلل للجانب الآخر منه، لكن يقظة القوات العمومية حالت دون ذلك ووقفت في وجوههم، حيث لم تفد أنباء عن تمكن أي منهم من الوصول للجانب الآخر من المراقبة السبتية، لكن مع ذلك أعلنت حالة طوارئ بالمعبر الذي يعرف حاليا حالة استنفار قصوى، كما تم توزيع مئات من عناصر القوات المساعدة والتدخل السريع على جنبات المعبر وكذلك على الطرق المؤدية له، فيما تقوم وحدات للدرك بحملات تمشيطية بالمنطقة، وخاصة بالغابات المجاورة. وقالت بعض المصادر المقربة من الموضوع، إن السلطات المغربية ستلجأ لاستعمال المروحيات الكاشفة لتتبع ومراقبة أي تجمعات قد تتم بتلك الغابات أو المناطق المجاورة للمعبرين، حيث ستمكن عمليات التمشيط تلك من مراقبة أي تحركات كبيرة أو جماعية للمهاجرين السريين، ويمكن التدخل مبكرا لفضها أو محاصرتها، تفاديا لأي خسائر بشرية قد تحدث لا قدر الله في حال استمرار مثل هاته الهجمات.