ليلة رأس السنة، تحولت لليلة محاولة للهجرة إلى الشمال، لدى بعض المهاجرين السريين الأفارقة المنتمين لدول جنوب الصحراء، سواء من الذين حاولوا اقتحام سياجات مدينة سبتةالمحتلة انطلاقا من الغابات المجاورة للفنيدق، أو أولئك الذين اختاروا التوجه بحرا عبر قوارب الموت المعتادة، قبل أن يتم إنقاذهم من طرف عناصر البحرية المغربية والإسبانية. ويبقى هجوم أكثر من ألف مهاجر سري من دول جنوب الصحراء، على السياجات العازلة بين سبتةالمحتلة والتراب المغربي، أهم حدث مع أولى ساعات صباح العام الجديد، بل يعتبر الأخطر من نوعه خلال السنتين الأخيرتين، إذ خلف إصابة عدد كبير من عناصر القوات العمومية المغربية، وبعض عناصر الحرس المدني الإسباني. الهجوم الذي تم بشكل منظم، وفي لحظة واحدة بشكل مفاجئ أولى ساعات صباح السنة الجديدة، شارك فيه وفق إحصاءات مغربية إسبانية، أكثر من ألف مهاجر سري، كانوا يرابطون غير بعيد عن غابات حميطي بضاحية بليونش، قبل أن ينطلقوا في موجة واحدة لا يوقفها أحد. ودونما اهتمام لعناصر القوات العمومية المغربية التي حاولت ثنيهم عن ذلك، بل استعملوا القوة والعنف ضد العناصر الأمنية والقوات المساعدة الموجودين بالمنطقة. ووفق مصدر طبي، فقد أصيب ما لا يقل عن 50 عنصرا من عناصر القوات المساعدة وعناصر التدخل السريع «السيمي»، إصابات مختلفة حالة بعضهم خطيرة جدا، بسبب قوة الدفع، واستعمال المهاجرين للعصي والحجارة الكبيرة، حيث فقد أحد عناصر الأمن عينه خلال المواجهة. في حين لم يتمكن من ولوج المدينةالمحتلة سوى مهاجرين اثنين، بعد محاصرة مجموعة أخرى بين المعبرين، وهو ما مكن السلطات الإسبانية من تسليمهم للسلطات المغربية، التي تعمل حاليا على ترحيلهم لبلدانهم. وقال بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، أنه تم اعتقال جل المتسببين في الهجوم، والمتهمين بالاعتداء على عناصر من القوات العمومية المغربية وعناصر الحرس المدني الإسباني، وأضاف البلاغ، أن مسطرة الترحيل جارية لترحيل جل الذين ثبت تورطهم في المداهمة والاعتداءات التي طالت عناصر القوات المساعدة، في وقت يعمل المغرب على تسوية وضعية عدد منهم. من جانب آخر، تمكنت البحرية المغربية، ومعها البحرية الإسبانية، من إنقاذ ما لا يقل عن 150 مهاجرا سريا آخرون، اختاروا البحر للوصول للإلدورادو الأوروبي، وخاصة الجنوب الإسباني، بحيث تمكنت البحرية المغربية، من توقيف مركب على متنه أكثر من 43 مهاجرا سريا، جلهم من دول جنوب الصحراء، انطلقوا من أحد الشواطئ المغربية، ليلة السبت المنصرم. وبإسبانيا، تم إيقاف ثلاث قوارب موت، وإنقاذ ركابها ال112 المنتمين لدول إفريقية مختلفة، غالبا جنوب الصحراء، وتم نقل كل مجموعة للميناء الأقرب لمكان توقيفهم، حيث كان راكبو القارب الأول وعددهم 52 قد نقلوا لميناء مالقا، من بينهم أربعة نساء وثلاث قاصرين، أوقفوا على بعد 36 ميلا عن ميناء مالقا على مستوى منطقة البوران، وتأكد انطلاق المركب من أحد الشواطئ المجاورة لمدينة الحسيمة. واستقبل ميناء مدينة موتريل شمال مالقا، مجموعة ثانية كانت على وشك على الغرق بمنطقة جزيرة البوران، على بعد 8 أميال من الساحل، عددهم 32 كانوا على متن قارب قادم من أحد السواحل بشمال المغرب، وفق ما أكده المهاجرون الموقوفون، فيما بلغ عدد الموقوفين في العملية الثالثة 28 مهاجرا سريا، تأكد انطلاقهم من منطقة بوغافر بالشمال المغربي، وتم نقلهم لميناء ألميريا. وبذلك شكلت بداية سنة 2017 بداية سنة للمهاجرين، حيث ينتظر أن تسجل أرقاما كبيرة خلال باقي أشهرها، خاصة وأن سنة 2016 سجلت وصول ما لا يقل عن 6.109 مهاجرين، مقابل حوالي 3.369 خلال سنة 2015، وفق تصريحات مندوب الحكومة الإسبانية بالأندلس، متم الأسبوع المنصرم