إعتبر مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة تصميم التهيئة الحضرية لسنتي 2016 و 2017 من بين الوثائق المرجعية والأساسية التي تؤطر الملامح الكبرى لنمو المدن وتوجه تطورها لسنوات بل لعقود من الزمن، مضيفا أن مدينة طنجة التي عرفت تمددا مضطردا وإكراهات حقيقية في نموها الطبيعي هي أحوج ما يكون إلى تصميم يعيد التوازن ويصحح مختلف الإختلالات القائمة. وعبر المرصد في بيان له عن تقديره كون مشروع تصميم التهيئة الموحد لطنجة يحافظ على جزء من الموروث الطبيعي والأثري للمدينة، خاصة فيما يتعلق بتثمينه ومحافظته على مواقع ككاب سبارطيل والمدينة العتيقة والتراث الكولونيالي، وكذا حمايته لمناطق خضراء مهمة كنادي الفروسية ومنطقة ملاباطا وفيلا هاريس. كما سجل المرصد بإيجابية إنفتاح وتواصل الجماعة مع المجتمع المدني ومختلف الفاعلين بشكل مسؤول وبناء سواء خلال مرحلة الإعداد الأولى أو خلال هذه المرحلة من البحث العمومي، مقابل تحفظه الكبير على إصدار تصميم التهيئة قبل وضع التصميم المديري للتهيئة العمرانية وتصميم التنطيق، مما يضرب في العمق فلسفة تهيئة التراب القائمة على التدرج من العام للخاص ومن الوطني إلى الجهوي فالمحلي، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة مراجعة القوانين المتعلقة بالتهيئة المجالية. ويضيف بيان المرصد أنه يسجل تخوفاته وإعتراضه بخصوص إستهداف بعض المناطق الغابوية خاصة على مستوى الرميلات ومديونة وكذا عدم إحداث ما يكفي من مناطق خضراء تواكب تطور نمو المدينة، ناهيك عن عدم مراعاة العدالة المجالية بخصوص توزيع المناطق الخضراء وإغفال الطابع التاريخي لبعض البنايات والمناطق ك: فيلا هاريس وبلاصاطورو والعديد من المرافق الرياضية التاريخية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ الذاكرة الجماعية للمدينة. وأكد بيان المرصد على ضرورة الحفاظ على ملعب مرشان وفق شكله التاريخي وضرورة التعجيل بترتيبه كمعلمة رياضية تاريخية للمدينة والحفاظ على وظيفته الرياضية بشكل واضح. وختم المرصد بيانه بتنبيه المسؤولين على المدينة بأن أي تصميم للتهيئة لا يراعي مقتضيات الحق في المجال العام والإستفادة منه ولا يغلب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية سيكون إعادة لسناريوهات الماضي التي شوهت و لاتزال وجه المدينة. مضيفا أن الإرتقاء بالمدينة لا يمكن أن يتم إلا عبر إحترام حقوق الساكنة في بيئة نظيفة ومستدامة وفي عدالة مجالية وفي إحترام كامل للذاكرة التاريخية والهندسية والمعمارية والجمالية للمدينة التي لها خصوصيتها وفرادتها التي تستلزم مقاربة مندمجة وعلمية متخصصة تتجاوز التدبير الإرتجالي والأحادي والهاوي لمدينة نحثت هويتها وملامحها عبر آلاف السنين.