بعد إنتظار دام لشهور عديدة أعلنت مؤسسة عبد الله كنون، اليوم الإثنين صباحا بطنجة، عن الإنطلاق الرسمي لخدمات مكتبة المرحوم العلامة المؤرخ المحقق الدكتور عبد الله المرابط الترغي لتصبح بؤرة للإشعاع الثقافي والعلمي بحاضرة طنجة. وحضر هذا الحفل شخصيات علمية وأكاديمية من أساتذة جامعيين وباحثين ومؤرخين، وأصدقاء الفقيد وعائلته وتلامذته وطلابه ومحبيه. وأوضح محافظ المكتبة في إفتتاح اللقاء اليوم، إن مكتبة المرحوم تقدم مجموعة منتقاة من الكتب، والمخطوطات والمجلات والأقراص والبحوث والرسائل والأطرُوحات في موضوعات متنوعة من عقيدة وفقه وفتاوى وبلاغة وتراجم وتاريخ وتصوف وفلسفة وقانون، والتي توافق مُيول وإهتمامات الشباب والباحثين، إضافة إلى برنامج متجدد ومبتكر في تقديم الأقراص المخطوطة والتي ستكون مفاجأة لتقديم المعرفة للقراء في قالب عصري وإبداعي. من جهته، رحب الدكتور عبد اللطيف شهبون أستاذ جامعي بكلية الآداب بتطوان رئيس فرقة البحث النص الأدبي العربي القديم، ومنسق ماستر الأدب العربي في المغرب العلوي، ورئيس ملتقى الدراسات الأدبية والمغربية والأندلسية بهذه الفكرة وطالب بإنصاف الرجل ولو بإطلاق إسمه على أحد القاعات بالكلية المذكورة، حيث أن الرجل درَّس بكلية الآداب تطوان خلال ثلاث عقود إلى أن وافته المنية، مشيدا بما فعلت إدارة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، وتأسف رئيس المجلس العلمي الدكتور محمد كنون لذلك بقوله " للأسف إننا نجد جٌحودًا في الكُلية، لم نسمع ولو لساعة واحدة خصصت جلسات لذكره". وإعتبر أن الإفتتاح حدثاً ثقافياً مميزاً كان ينتظره الجميع، وإضافة نوعية للجانب المعرفي والثقافي للمدينة والباحثين بالمنطقة خصوصا، مع إبراز الوجه الحضاري والتراثي للمدينة من خلال ما ستقدمه من خدمات ثقافية، فالراحل سيدي عبد الله الترغي كان جمَّاعاً للوثائق, وفي ما يخص تزويد المكتبة بالكتب والمراجع القيمة، أشار كُنُّون إلى أن المكتبة، التي تضع رهن إشارة مرتاديها أزيد من عشرة آلاف وثيقة متعددة الوسائط، وتعتبر هي ثاني أكبر مكتبة بعد مكتبة عبد الله كنون، بحيث يوجد بها 6560 ستة آلاف عنوان من مختلف الحوامل، وأزيد من 3000 بحث جلها إما أشرف عليها المرحوم سيدي عبد الله المرابط الترغي أو ناقشها، فلربما لا يصل اليها أي أستاذ في العالم العربي، أما من حيث المخطوطات فهي تتوفر على ذخيرة هامة من الرصيد الوثائقي، حيث يبلغ عدد المخطوطات بالمكتبة أزيد من خمسة آلاف مخطوط أصلي ومصور (136 مخطوط أصلي، و5000 مخطوط مصور) وتقديم هذه المخطوطات سيكون على شكل مفاجأة، هذا ناهيك عن الكتب الحجرية فيوجد بها أزيد من مائتين مخطوط.