قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي، أمس الجمعة بطنجة، أن جاذبية المغرب ومستقبله يعتمد بشكل كبير على نوعية التكوين الذي يتلقاه شبابه، في ظل تحديات الإنفتاح على تدريس اللغات الأجنبية، وإستخدام تكنولوجيا المعلومات وتطوير مهارات التواصل. وأكد الداودي، على هامش إفتتاح فعاليات الدورة العاشرة للمنتدى السنوي للمقاولات، المنظمة من طرف المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية تحت شعار "الإسراع الصناعي ..تكوين المهندسين في خدمة المستثمرين"، على ضرورة الإستثمار في التكوين الموجه للشباب، باعتباره "الرأسمال الحقيقي" و "العنصر الاساسي لتعزيز القدرة التنافسية" لتحقيق الإشعاع الحقيقي الذي يتطلع إليه للمغرب حاضرا ومستقبلا . ورأى الداودي، أن المغرب "محظوظ وله فرصة كبيرة لتحقيق التطور والتقدم المنشودين بالشكل الذي يرغب فيه بوجود شباب ديناميكي وفي صلب التنمية والتطور، في وقت يتزايد عدد طلاب مختلف الجامعات المغربية سنويا بنسبة 12 بالمائة، في حين تسعى بلدان أخرى للحفاظ ولو على نفس معدل تطور القوى الحية بالمجتمع سنويا بشق الأنفس". من جهته، قال رئيس جامعة عبد المالك السعدي، حذيفة أمزيان، أن المنتدى السنوي للمقاولات المنظم من طرف المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية له "أهمية خاصة" لأنه يلامس موضوعا له راهنيته وأهميته في تحقيق الإسراع الصناعي، كعلامة فارقة في التنمية الإقتصادية على صعيد المملكة المغربية، مؤكدا أن الجامعة يجب أن تواكب هذه التحولات وأن تكون فاعلا أساسيا في خضم هذا التحول، لأن "الرأس المال البشري والمادي يعدان جوهر وقطب رحى كل تنمية إقتصادية شاملة". وأشار رئيس الجامعة بالمناسبة إلى أن جهة طنجةتطوانالحسيمة تعرف تطورا مهما ومضطردا، في إطار دينامية أبدعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مما أهل الجهة وفي ظرف وجيز يقارب عشر سنوات بأن تحظى بمشاريع تنموية كبيرة، بما في ذلك القطار فائق السرعة، وميناء طنجة المتوسط ومشروع صناعة السيارات، مضيفا أن هذا الحدث العلمي (المنتدى) أصبح موعدا سنويا لا محيد عنه يمكن خريجي المدرسة من التواصل مع فعاليات الجهة على المستوى الإقتصادي والإجتماعي ويعكس بحق أن الجامعة تعد منصة "لنقل المعرفة بتميز". أكد مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة عبد الرحمن الصبيحي، أن إختيار موضوع الإسراع الصناعي لم يكن من قبيل الصدفة ولكن الغرض منه "إبراز نضج الطلبة المهندسين، وقدرتهم على التوقع والعمل وإستعدادهم للتعبير عن إرادتهم للإنخراط في مخططات وإستراتيجيات التنمية والتطور التكنولوجي والإقتصادي والإجتماعي التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن دينامية مخطط الإسراع الصناعي وإعتماد النظم الاقتصادية الجديدة تلبي بالتأكيد متطلبات التنافسية والإنجاز الراقي والأداء الإقتصادي المتوازن وتوفير وتجديد فرص حقيقية للشغل، كما أن هذه الدينامية تتطلب تطوير الشراكات بين المقاولة ومؤسسات التكوين، موضحا أن المدرسة ومن أجل المساهمة في مواكبة متطلبات تكوين الموارد البشرية ذات الكفاءات العالية، تواصل تركيزها على تطوير القدرة على التكيف والإبتكار لدى الطلبة المهندسين، وهي مقتنعة تمام الإقتناع بالحاجة إلى تكوين نموذج المهندس بحس مقاولاتي ". وتسعى هذه التظاهرة الإقتصادية، المنظمة تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة والإستثمار والإقتصاد الرقمي، إلى إبراز أهم تطلعات المستثمرين على المستويين الجهوي والوطني ودور المهندسين في دعم المقاولات والمشاريع الإقتصادية، وتعزيز إنفتاح الطالب المهندس على سوق الشغل من خلال تكوين متعدد الإختصاصات يعمل على إدراج الأساسيات المتعلقة بالمقاولة، وكذا بلورة هذه المكتسبات عبر خلق فرص حقيقية للتواصل الباحثين والطلبة والفاعلين الإقتصاديين. كما يخول الملتقى للطلبة المهندسين فرصة الإطلاع على المحيط الإقتصادي والمهني، وتمكين المقاولات من التعرف عن قرب على الكفاءات والشعب والتخصصات التي توفرها مؤسسة التعليم العالي والتكوين المهني بالجهة وتسليط الضوء على الدور الذي يطلع به المهندس في رفع التحديات وتحقيق الأهداف التي رسمها المخطط الوطني للإسراع الصناعي، وموقع العنصر البشري في دعم الإستثمارات والدينامية الصناعية بجهة طنجةتطوانالحسيمة بشكل خاص ،ودعم تنافسية القطاع، وملاءمة تكوين المهندسين مع متطلبات وحاجيات سوق الشغل.