بينما أن على سطح بيتي جالس ، إذا بسرب نوارس، يحلقون من غير سائس ، فأحببت أن أداعبهم بكسرة خبز يابس، فاخذها احدهم و خاطبني أيها البشر البائس : لم أنت وحدك جالس ، أبك بعض الوساوس ؟ أم انهكك العمل بالمدارس ؟ أم أنك تحب الوحدة و لا تقتفي أثر المجالس !! ام أنك تحيك لأحدهم الدسائس…؟؟ فقلت: أيها الطير الحكيم : إن بي هم عظيم وإني أراك "فيلسوف عظيم". قال : ما أنا كذلك فالفلاسفة قبل قرون قد حرقوا كتبهم و ألقوهم في وابل من الجحيم. فقلت: إذن انت شيطان رجيم ، كيف تكلمني و انا لست لك بأخ حميم و ما أنا بسليمان الحكيم. قال : هون عليك أخي و لا تجزع ان لنا ربا رحيما ينطق الطير و الحجر ، سبحانه ربي رب العرش العظيم. قلت : يا طير، إن القدس في عهدنا دنس…وتجارتنا مع الرب في مكة قد تفلس.، و الشام تزهق به الأرواح والأنفس ، وعربان الخليج سكارى في ملاهي قبرص ، وقل الحياء وانتشر المجون بين الناس حتى أصبح القديس فينا يشبه الخنفس ، وعم الفساد في البر حتى هاج البحر من غيضه علينا ……و انقطع الغيث من السماء مما اقترفت أيادينا… قاطعني الطير و قال: ليت هذا الخلق ما خلق… و لو أنه عندما خلق علم ، و ليته لما علم عمل ، و ليته لما عمل أخلص..أيها الكائن الغريب ، لا تحزن ان الله قريب ، و لمن دعاه مجيب، و صل على جدك الحبيب ، فإن بالصلاة عليه جرحك يطيب، واسلك طريقه في كل الأمور فإنك لن تخيب، و اسال الله بجاهه أن يرفع عن الأمة الضر عساه يستجيب.. بعدها طار الطير وارتحل و لم أعلم له إلى اليوم خبر……….. انتهى