ما لا يعلمه الكثير من ساكنة طنجة، أن مقهى "باريس" من التحف المعمارية العريقة، حيث شيد قبل 118 سنة، وذلك إبان فترة الإنتداب الدولي للمدينة، ومنذ ذلك الحين ظل المقهى على مدار التاريخ ملاذا لفنانين ومبدعين وسياسيين وكتاب وحتى جواسيس من أعراق وثقافات مختلفة، ممن أغواهم سحر مدينة تقع على واجهتين بحريتين. بعض زوار عروسة الشمال إختاروا الإقامة الدائمة بالمدينة، وأصبحوا من الزبائن الدائمين للمقهى الأسطورة "باريس" ومقهى "الحافة" على الخصوص، حيث تتجاور الذكريات مع المعالم السياحية، ففي هذين المقهيين، جلس الموسيقار الأميركي "برايان جيسين" الذي عاش هو الآخر في طنجة، والكاتب الأميركي "تنيسي وليامز" ومواطنه "بول بولز"، والفرنسي "جان جينيه"، الكاتب المتمرد إلى آخر حياته. يتواجد المقهى قبالة قصر القنصلية الفرنسية، الذي يعتبر حسب الحاج "أحمد المالك الحالي"، نموذجا لمجالس الفكر والثقافة بالمدينة، وظل كذلك على امتداد عقود من الزمن، و مع الحكايات مع الفنانين والمشاهير أكثر مما عاشه أي مقهى آخر في المغرب، و إنه عاش الحكايات مع الفنانين والمشاهير أكثر مما عاشه أي مقهى آخر في المغرب كله. ويشير الحاج أحمد إلى أن العديد من الفنانين والكتاب مازالوا يترددون على المقهى كلما حلوا بالمغرب، كما هو الحال للروائي المغربي "الطاهر بن جلون"، والممثل العالمي "نور الشريف". وأفاد المتحدث أن المقهى سجل ضمن التراث الإنساني العالمي من طرف منظمة اليونسكو، ولهذا السبب مازال هذا الفضاء يحافظ على طابعه المعماري وهندسته الأصلية، كما أن الطاولات والكراسي بقيت على اللون والشكل نفسه. يمتد المقهى على مساحة تقدر ب500 متر مربع، وتطل واجهته على شارع الحرية، وأخرى على جزء من الميناء القديم، وبمحاذاته يمتد سور "المعاكيز" أي الكسالى، لأن الساحة المحاذية له كانت محطة للقوافل التجارية وللمسافرين في كل الأزمنة، يتخذونها مستقرا للراحة المؤقتة أو المبيت أو للإستمتاع بالغروب. شهرة "مقهى باريس" لم تستطع أن تغطي الشهرة الدولية ل"مقهى الحافة" الذي افتتح عام 1921 على حافة البحر، ولهذا السبب سمي بهذا الاسم.