يعد مقهى "باريس" في مدينة طنجة، تحفة معمارية شيدت قبل 118 سنة، وذلك إبان فترة الانتداب الدولي للمدينة، ومنذ ذلك الحين ظل المقهى على مدار التاريخ قبلة لفنانين ومبدعين وسياسيين وكتاب وجواسيس من أعراق وثقافات مختلفة، ممن أغواهم سحر مدينة تقع على واجهتين بحريتين. كتاب لعبوا دورا كبيرا في الترويج لهذه المدينة ولمعالمها التاريخية، ك"هنري ماتيس" الذي كان رصد في أحد مؤلفاته تفاصيل المدينة العتيقة والأسوار البرتغالية، وخلف ذلك جبال أوروبا التي تبدو قريبة جدا وعلى مرمى حجر. كما لعبت لوحات ماتيس لمدينة طنجة وقتها دورا كبيرا في دفع هذه المدينة إلى واجهة الشهرة العالمية، فصارت محجا لمزيد من الفنانين والمثقفين، كصمويل بيكيت وأنطوني كوين ومارك توين وجماعة "بيت جينرايشن" الأميركية. بعض هؤلاء الزوار اختاروا الإقامة الدائمة بالمدينة، وأصبحوا من الزبائن الدائمين للمقهى الأسطورة "باريس" ومقهى "الحافة" على الخصوص. يمتد المقهى على مساحة تقدر ب500 متر مربع، وتطل واجهته على شارع الحرية، وأخرى على جزء من الميناء القديم، وبمحاذاته يمتد سور "المعاكيز" أي الكسالى، لأن الساحة المحاذية له كانت محطة للقوافل التجارية وللمسافرين في كل الأزمنة، يتخذونها مستقرا للراحة المؤقتة أو المبيت أو للاستمتاع بالغروب. شهرة "مقهى باريس" لم تستطع أن تغطي الشهرة الدولية ل"مقهى الحافة" الذي افتتح عام 1921 على حافة البحر، ولهذا السبب سمي بهذا الاسم.