شهدت عدد من مدن الشمال ليلة الأربعاء 11 ربيع الأول 1437ه الموافق ل 23 دجنبر 2015، تدخلا أمنيا لمحاولة منع احفتالات شعبية بالمولد النبوي الشريف، في كل من المضيق، طنجة، تطوان، والشاون وأصيلة، حيث وجد السكان أنفسهم وبشكل مباشر في مواجهة مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطات المحلية، عند محاولتهم الانطلاق في مواكب الشموع في جو احتفالي دأبت عليه الأقاليم الشمالية منذ أمد طويل، وأصبحت هذه الاحتفالات من ثقافة وتراث المنطقة. وكان لطنجة النصيب الأكبر من محاولات منع مواكب الشموع، حيث شهدت أحياء "الادريسية" ، "طنجة البالية" ، "مرشان"، "كسبراطا" ، "الحاج سعيد" ، "السانية" ، "شارع أطلس" و"دار مويكنا"، احتكاكات لم تسفر عن أي تطور بين عدد من ساكنة الأحياء المختلفة وبين السلطات الأمنية، حيث أصر السكان على مواصلة الإحتفالات والإستمرار في مواكب الشموع، مما اضطرت معه السلطات إلى فسح المجال أمام المحتفلين والإنسحاب بشكل تدريجي من الأماكن التي حاصرتها. وفي تطوان طوقت العناصر الأمنية موكب الشموع أمام مسجد حسن الثاني وسط المدينة، وحاصرت مئات المحتفلين للتقدم نحو ساحة مولاي المهدي (خاصة)، وشهدت بعض المناوشات بين المحتفلين ورجال الأمن دون وقوع أي أحداث عنف، واستكمل السكان الاحتفالات في المكان الذي تم محاصرتهم فيه، ورفع المحتفلون شعارات وأنشدوا أمداحا نبوية ابتهاجا واحتفاء بميلاد خير البشرية، واختتم الحفل بكلمة تم التذكير فيها بمقاصد هذا الاحتفاء ودلالاته. وقبل انطلاق الموكب من أحد الأحياء القريبة من وسط المدينة (العنصرة) فوجئ منظموا الموكب بمدينة شفشاون باعتراض الأمن لموكبهم في بدايته، منعهم بذلك من التقدم، وكان من المقرر أن يمر الموكب بعدد من أحياء المدينة القديمة وصولا إلى وسط المدينة، الحفل لم يستمر إلا لمدة تقل عن نصف ساعة، رفع خلالها المحتفلون شعارات واناشيد وابتهالات، وكان معظم المشاركين فيها من النساء والأطفال. وبمدينة أصيلة كانت الإستعدادات قد اتمت للإنطلاق في موكب الشموع من شارع الراشدية وبساحة قرب مدرسة الإمام مالك، حيث حضر المئات من ساكنة حي مرج ابي طيب للمشاركة في هذه الاحتفالات، غير أن الأمن كان له رأي آخر، فقام بتطويق الساحة، وأجبر السكان على إعادة التفكير في إمكانية الإستمرار في الإحتفال وإلغاء موكب الشموع، فتم الغاء التجهيزات من معدات الصوت والسيارة المزينة وغيرها من زينة الموكب، بعد أن أقدم قائد المنطقة على نزع أسلاك الكهرباء حسب تصريح أدلى به أحد المشاركين عبر اتصال هاتفي. في محاولة الساكنة الاستمرار في انجاح الموكب وايجاد مخرج بديل قام السكان للإنطلاق مجددا عند آخر نفس الشارع لكن السلطات كانت مصرة على المنع، ومن أجل حل وسط وافقت السلطات للسكان للرجوع لمكان الإنطلاق الأول لإتمام البرنامج دون الإستمرار الموكب، غير أن السلطات لم توفي بوعدها فمنعت الحفل بشكل نهائي حسب ذات التصريح. وحسب ما أفاد به مراسلنا من المضيق، فإن السلطات أبلغت هاتفيا عددا من النشطاء بالمدينة وعبر أعوان السلطة الذين جابوا بعض الأحياء تخبر ساكنتها بمنع موكب الشموع الذي من المتوقع أن ينطلق مساء اليوم، وذلك حسب مصادر متطابقة توصل بها مراسلنا بالمضيق.