وضع سكان طنجة أيديهم على قلوبهم، ليلة الاحتفال بذكرى المولد النبوي، مساء الأربعاء الماضي، بعدما أصرت سلطات طنجة على منع الاحتفال بعدد من الأحياء الشعبية المعروفة بضمها لقطاع واسع من الشباب المنتمي لجماعة العدل والإحسان، إذ حاصرت شاحنات القوات المساعدة عدة أحياء وشوارع. وتكرر سيناريو المنع الذي باتت تعيشه أحياء شعبية عدة بمقاطعتي السواني وبني مكادة كل سنة، لكن هذه المرة بشكل أكثر حدة، إذ بمجرد خروج سكان بعض الأحياء إلى الشارع حاملين شموعا ومرددين أناشيد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، حلت قوات الأمن بأعداد كبيرة وطوقت تلك الأحياء. وشهدت أحياء «شارع أطلس» و«كاسبراطا» و«بئر الشفا» حضورا أمنيا مكثفا، حيث اقتحمت سيارات القوات المساعدة قلب هذه الأحياء الشعبية وانتشرت عناصر القوات العمومية حاملة الهراوات وسط الدروب، ما أدى إلى وقوع احتكاكات محدودة مع بعض المحتفلين. وتصر السلطات بطنجة على منع الاحتفالات بالمولد النبوي في بعض الأحياء الشعبية على اعتبار أن منظميها منتمون لجماعة العدل والإحسان، فيما يصر المنظمون، من جهتهم، أن الاحتفالات عفوية وغير مسيسة، مشيرين إلى أن أحياء طنجة تشهد تنظيم مسيرات «التبشير» الاحتفالية منذ عقود طويلة، ويشكل الأطفال أغلبية المحتفلين. وكانت سلطات طنجة قد سمحت باحتفالات أخرى تنظمها الزوايا أو جمعيات مدنية تزامنا مع منع باقي الاحتفالات، كما نشرت قواتها بكثافة في الأحياء الشعبية صبيحة ذكرى المولد النبوي تحسبا لخرجات أخرى. وللإشارة، فإن المنع هذه السنة لم يقتصر على طنجة، بل تعداها لعدة مدن شمالية، كتطوان وأصيلة وشفشاون والمضيق.