بقلم: شقور عمر * إستبشرنا خيرا بعد إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشروع ملاعب القرب بالأحياء، هذا المشروع الذي يدخل في إطار سياسة القرب الإجتماعي والذي يروم إلى تنمية الملكات الرياضية لدى الأطفال و الشباب، ويهدف إلى محاربة الإنحراف بكل أشكاله، من خلال النهوض بالأنشطة الرياضية داخل الأحياء، عن طريق تحسين البنية التحتية الضرورية من أجل تحقيق هذا الهدف. لكن للأسف الشديد طبع على هذه الملاعب الفوضى و العشوائية، بسبب ترامي بعض الأشخاص والجمعيات وأيضا بعض النوادي الرياضية التي تأسست بين عشية وضحاها على الملاعب، وصاروا يتحكمون في إستغلال هذه الملاعب تحت شعار * لجنة التسيير * ، وكأننا في حملات إنتخابية مفبركة يتم إختيار أشخاص بعينهم وإقصاء الاخرين من أبناء الحي ؟؟ ، وكيف لا والملاعب تنتج ذهبا . إنه لمن العبث أن يتم السيطرة على ملاعب تم إنجازها من أجل الأطفال و الشباب، والأبشع من ذلك أن يتم فرض مبالغ مالية للإستفادة من أرضية الملعب الخضراء دون حسيب أو رقيب ؟ هذا المكتسب الاجتماعي الرياضي يجب المحافظة عليه من خلال التدبير الجيد والعقلاني البعيد كل البعد عن أي مصلحة شخصية رخيصة، وإن كان لابد من إطار تنظيمي لهذه الملاعب فيجب أن يتم بمشاركة الجميع سواء جمعيات أو أفراد دون إقصاء أحد ، فهذا حق للجميع ولا يملك أي أحد سلطة القرار في رفض طرف دون الاخر . نحن مع التنظيم والتدبير وذلك في إطار من الشفافية و الوضوح التام عبر ميثاق يتم تنزيله ويحترمه الجميع دون مرواغة والإلتزام به أمر أخلاقي. تقنين إستعمال الملاعب عبر تخصيص مبلغ رمزي يكون في متناول جميع الفئات، فالرياضة للجميع. هذا المبلغ يتم تقديم وصل عليه كشرط ضروري، ويعود إستغلاله في تأدية راتب حارس الملاعب، وفي صيانة العشب والمرافق المجاورة للملاعب، والأمور التنظيمية الأخرى، كشراء جوائز للدوريات …. إن سوء تسيير ملاعب القرب وسيطرة البعض عليها بغرض الربح المادي، مشكل تعاني منه معظم الأحياء سواء في طنجة أو في المدن المغربية الأخرى، في ظل عدم وجود آلية واضحة لتدبير ملاعب القرب، فإذا ما كتبت *ملاعب القرب* على محرك البحث على الأنترنيت ستجد مئات الشكاوى على شبكات التواصل الاجتماعي، والعديد من المقالات على المواقع الإلكترونية، أشخاص أصبحوا ملاكا للملاعب ويقومون بكراء ساعة على أرضية الملعب بمبلغ خيالي وكأنه مشروع خاص ؟ على طنجة أن تقول كلمتها في هذا الموضوع لأنه بالفعل موضوع الساعة، فلا معنى لهذه الملاعب في ظل عشوائية تنخر جسد المجتمع ثقافيا رياضيا إجتماعيا، كفانا عبثا بحقوق المواطن الطفل، المواطن الشاب، لا نحرمهم ممارسة رياضتهم المفضلة بسبب الحسابات الضيقة لبعض الأشخاص المتطفلين على المجتمع المدني وعلى الرياضة بصفة عامة. ومن هنا نستحضر خطاب عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء الذي خاطب الجميع قائلا : يمنع منعا باتا على جميع الجمعيات المستفيدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحصيل أموال من المواطنين. * فاعل جمعوي