أكد المحافظ الجهوي للتراث بجهة طنجةتطوانالحسيمة، العربي المصباحي، أن المحافظة المستدامة على التراث العتيق لمدينة تطوان يتطلب اعتماد استراتيجية تشاركية وتعاقدية واضحة المعالم تنسجم مع المقتضيات والمعايير المتضمنة في المواثيق الدولية ذات الصلة. وأوضح المصباحي، في محاضرة حول موضوع "تطوان تراث عالمي للإنسانية .. متطلبات الحفاظ واستثمار المكتسبات"، تم تنظيمها على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى ال20 لتصنيف منظمة اليونسكو المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية، أن صيانة التراث الثقافي الوطني والمحافظة عليه وحمايته تعد مسؤولية مشتركة بين مصالح الدولة والجماعات المحلية والمجتمع المدني مما تتطلب تبني استراتيجية تشاركية وتعاقدية واضحة المعالم تنسجم مع المقتضيات والمعايير المتضمنة في المواثيق الدولية ذات الصلة. وفي هذا السياق، أشار المصباحي إلى أن المحافظة المستدامة على الإرث التاريخي والإنساني لمدينة تطوان أضحى أكثر إلحاحا من السابق بفعل ما تشهده المدينة من تحولات اجتماعية واقتصادية وعمرانية. وشدد على أن المحافظة على القيمة الاستثنائية للممتلكات الثقافية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونيسكو تعد مسؤولية وطنية ومحلية بالدرجة الأولى حيث تستوجب اتخاذ مجموعة من التدابير والآليات من بينها ضرورة إحداث مصالح للمحافظة وتثمين التراث، وإدماج المحافظة على التراث في برامج ومخططات إعداد التراب والتنمية الشاملة وإحداث مصالح مختصة في المحافظة وحماية التراث الثقافي والطبيعي. ودعا أيضا إلى تشجيع البحث العلمي والتكوين في مجال المحافظة وتدبير مكونات التراث وتشجيع مبادرات المجتمع المدني التي من شأنها دعم مجهودات الدولة والمجتمع الدولي في المحافظة وصيانة التراث الثقافي والطبيعي، مبرزا ضرورة إحداث بنية إدارية منفتحة وتشاركية للسهر على التنزيل والتطبيق السليم لأهداف مخطط تدبير المواقع المدرجة في لائحة التراث العالمي لليونيسكو. وفي هذا الإطار، طالب بضرورة اعتماد منظومة متكاملة ومندمجة لتدبير الموقع والمحافظة على وحدته وأصالته وعناصره المادية وغير المادية التي أهلته للتسجيل في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، لافتا إلى أهمية إحداث بنية إدارية تشاركية للسهر على تدبير شؤون موقع التراث العالمي وتنمية السياحة الثقافية المرتبطة بالتراث والثقافة، ودعا إلى ضرورة إنجاز مخطط التدبير التشاركي والمستدام للموقع بالإستفادة من الخبرات الوطنية والدولية في هذا المجال. وستتوج هذه التظاهرة، التي تنظمها الجماعة الحضرية لتطوان بشراكة مع عمالة تطوان على مدى يومين، بتقديم إعلان تطوان، ويتم خلالها تنظيم سلسلة من الندوات لبحث العديد من المواضيع منها "تطوان تراث عالمي للانسانية.. متطلبات الحفاظ واستثمار المكتسبات" و" تثمين التراث الثقافي ..تجارب وطنية ودولية" و"دور الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية في المحافظة على التراث الثقافي : نموذج مدينة تطوان". وتضمن برنامج هذا الحدث معارض تؤرخ لزيارات بعض ملوك الدولة العلوية للمدينة وصورا فوتوغرافية للمدينة العتيقة على مر التاريخ، فضلا عن معارض لمنتجات الصناعة التقليدية والفن التشكيلي وكذا أمسيات فنية.