بدأ الأستاذ مصطفى عبد الله السوسي الذي يعتبر من الاعلاميين المتميزين، حياته الإعلامية بمحطة البي بي سي بلندن، قبل أن ينتقل إلى المغرب ليلتحق بأسرة الإذاعة الدولية بطنجة فكان رئيسا للقسم العربي بها منذ سنة 1946 وهي السنة التي تأسست فيها الإذاعة الدولية بطنجة. وكان حضور الأستاذ السوسي قويا أثناء زيارة الملك الراحل محمد الخامس لطنجة سنة 1947 حيث قام بتغطية اعلامية شاملة لتلك الزيارة وتسجيل خطابها التاريخي بحدائق المندوبية، فكان له صوت إذاعي خاص لا يشبهه صوت آخر، وقد ساهم أثناء ترأسه للقسم العربي بإذاعة طنجة في تمرير البيانات الصادرة عن قادة الحركة الوطنية بالشمال ولا سيما في فترة نفي الملك محمد الخامس إلى مدغشقر، فقد كان مهتما بما يرد عليه من بيانات ولا سيما من الأستاذ عبد الله كنون اللاجئ آنذاك في تطوان فرارا واحتجاجا على تنصيب سلطان الحماية بن عرفة العلوي. بعد الاستقلال تولى الأستاذ مصطفى عبد الله إدارة إذاعة طنجة فسار بها نحو الأفضل في كل شيئ وبقي في وظيفته هاته حتى سن التقاعد، بعد ذلك ولج الأستاذ النشاط السياسي والاجتماعي والجمعوي بالمدينة حيث خاض غمار أول انتخابات بلدية بالمغرب وصار رئيس المجلس البلدي بطنجة سنة 1963 ثم الانتخابات النيابية ليحصل على مقعد برلماني كأحد ممثلي طنجة، بالإضافة إلى النشاط الجمعوي حيث كان رئيسا لجمعية الصيادين الغابويين بطنجة. وقد توفي الأستاذ مصطفى عبد الله السوسي سنة 2004 ودفن بمقبرة المجاهدين بطنجة.