70سنة في خدمة الوطن والشعب بورتريهات علي يعتة ولد بمدينة طنجة يوم 25 غشت 1920 من أب ذي أصول جزائرية وأم تنتمي لأسرة طنجاوية. التحق الطفل علي بالكتاب القرآني حيث خبر أبجديات التراث. وبعد انتقال أسرته إلى الدار البيضاء سنة 1933 التحق بثانوية ليوطي دون أن يترك الدراسات العربية. احتضنه سنة 1939 الأستاذ بوشتة الجامعي . تشكلت النواة الأولى لشخصية علي الذي كان مقربا من رموز الحركة الوطنية التي انتمى إليها سنة 1940، لتأخذ حياته منعطفا مصيريا كان يرميه كل مرة وراء القضبان. وفي سنة 1943 تعرف علي يعتة، بوساطة من ميشيل مازيلا، على ليون سلطان. لكن التحاق علي يعتة بالحزب الشيوعي المغربي لن يتم إلا في اليوم الموالي. وبالنظر لمساره النشيط داخل الحزب، تمكنه من بلوغ سكرتاريته سنة1945 وبمعية مازيلا كان ضمن الوفد الذي استقبله محمد الخامس في 26 غشت 1946. سنوات طوال بعد ذلك من النضال والنفي والقهر والمنع شكلت امتحانا عسيرا بالنسبة للرجل الذي ظل شامخا واقفا في مكانه ومكانته القيادية يشتغل من السادسة صباحا إلى منتصف الليل، يدير الجريدتين والمطبعة بكل تفاصيلها. يواكب دوره كبرلماني دائم الحضور ومتميز في الحضور، يعمل على لم شمل الحزب والكتلة الديمقراطية، يستقبل المواطنين والمواطنات ويؤازرهم في مواجهة القهر والظلم، ينتقل عبر ربوع البلاد ليساهم في تأطير المهرجانات الحزبية، يقود سيارته القديمة في عناد رغم سنها وسنه المتقدم وما كان يشكوه من مشاكل صحية جدية. هكذا كان الرجل أيضا في مساء السبت الأول من غشت 1997 يعمل في مكتبه بإدارة جريدة البيان في شارع لاجيروند بالدار البيضاء وقد حرر ذلك اليوم رسالة لرفاقه قادة الكتلة الديمقراطي. كان يعتزم إرسالها لهم، ونزل ليركب سيارته ويعود لباقي التزاماته، غير أن قدره أن يدهس بسيارة يقودها الجنون في شكل آدمي ويدخل في غيبوبة انتقل بعدها إلى دار البقاء يوم 13 غشت 1997. عبد الله العياشي ولد بالرباط سنة 1923، وتوفي يوم السبت 9 سبتمبر 2006. تربى في أحضان جديه لوالدته في ظروف معيشية صعبة، خصوصا بعد وفاة والده. تلقى تعليمه الأولى بالكتاب القرآني تم التحق بالتعليم العصري، ومن أجل التغلب على مصاريف إعالة نفسه وإعالة جديه العجوزين مارس مهنا مختلفة وهو لا يزال طفلا صغيرا... كما اشتغل كموزع للبريد بمدينة سلا في بداية الأربعينيات من القرن الماضي. وبعد طرده من البريد استمر في متابعة تعليمه بصفة شخصية، وذلك بقراءة أمهات الكتب بالخزانة العامة بالرباط. وبعدها تم اختباره كمعلم ملحق بالخميسات ومنطقة لا لالميمونة بالغرب، ثم عين بعد ذلك بقربة تروال، وكان ذلك سنة 1944. في بداية الخمسينيات التقى لأول مرة مع علي يعتة وبدأ معا في تأسيس الحزب الشيوعي المغربي. إلا أن اعتقال علي يعتة من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية بالمغرب حال دون استمرار تنظيم الحزب. وبعد ذلك تم تعيينه مسؤولا بالحزب عن إقليمالرباط ، وفي نفس الفترة التقى مع عبد الكريم بنعبد الله المناضل الشيوعي الذي التحق بالمغرب قادما من فرنسا وعكفا معا على تنظيم وتوسيع خلايا الحزب بعد أن أصبحا معا عضوين في المكتب السياسي، وفي نفس الوقت كان عبد الله العياشي مسؤولا عن النشرات السرية التي كان يطبعها الحزب «espoir» و«حياة الشعب». ونتيجة لنشاطه الحزبي المكثف والسري بالدار البيضاء رصدته الشرطة الفرنسية واعتقلته سنة 1953، حيث تم تعذيبه بطريقة وحشية من أجل الحصول على المعلومات المتعلقة بأنشطة الحزب، لكنه لم يعترف رغم تعرضه لتعذيب مستمر طيلة عدة أشهر. ليون سلطان ازداد في 13 شتنبر 1905 بقسطنطينة بالجزائر. اشتغل بالمحاماة بالدار البيضاء وأصبح الكاتب العام للحزب الشيوعي المغربي إثر تأسيسه سنة 1943. كان سلطان، ابن موظف بالمؤسسات العسكرية، والأخ الأكبر في أسرة تتكون من ثمانية أطفال. بعد المرحلة الثانوية والجامعية وفترة ممارسة المحاماة بقسطنطينة من 1925 إلى 1929، انتقل إلى الدار البيضاء ليزاول المهنة ذاتها بمعية زوجته السيدة فورتوني ليون. وفي سنة 1934 التحق ليون سلطان بالشبيبة الاشتراكية التي أصبح كاتب فرعها بالدار البيضاء. خاض نضالات مريرة ضد الصهيوينة. وبعد الإنزال الأمريكي سنة 1942 وفشل الجنرال نوغي، برز الشيوعيون بقوة ليعلنوا عن تأسيس الحزب الشيوعي المغربي الذي أصبح ليون سلطان كاتبه الأول بعد الندوة التأسيسية في 14 نونبر 1943 في هذه الفترة ظل الحزب بقيادة كاتبه الأول يولي أهمية كبرى للصراع ضد ألمانيا النازية . وقد تطوع سلطان لخوض هذه المعركة على جبهة القتال. أصيب بألمانيا حيث كان على رأس « كتيبة» مشكلة من عمال مغاربة. وقد توفي في 25 يونيو 1945 متأثرا بجراحه بالدار البيضاء، حيث كان من المفروض أن يقضي، بمنزله، فترة نقاهة إلى جانب زوجته وأبنائه الثلاثة. عبد السلام بورقية ولد في نونبر 1917 بمدينة آسفي. بهذه المدينة تلقى تعليمه الأولي بأصالته ومعاصرته. اتجه تفكيره في وقت مبكر للربط بين الكفاح ضد الاستعمار، والكفاح ضد الإقطاعية والرأسمالية والاستبداد واستغلال الإنسان للإنسان، فانخرط في الحركة الوطنية من أجل الاستقلال والإصلاح. غير أن انخراطه هذا ارتكز على قناعته بأهمية النضال من أجل نصرة المستضعفين فقراء وعمال وفلاحين، فتولد عن ذلك حسه الطبقي الذي دفع بمسيرته إلى أن يصبح أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المغربي، وأحد أبرز قادته منذ سنة 1943. يتميز الفقيد بتاريخه الواسع والعريض، فهو من مؤسسي الحزب الشيوعي المغربي في بداية الأربعينيات، وارتبط اسمه بعمله وسط الفلاحين والفقراء انطلاقا من منطقة تادلة. وإلى جانب أحمد بلماضي والمعطي اليوسفي ومئات المناضلين أدخل عبد السلام بورقية إلى قاموس المعارك السياسية والطبقية المغربية عنصرا جديدا اسمه كفاح الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين. وخاض معركة ضاربة مع الرفيق علي يعته ورفاق آخرين في غشت 1946 ليتوجه الحزب الشيوعي المغربي إلى تسطير برنامجه الوطني المطالب بالاستقلال والدفاع عن الحوزة الترابية وإقرار الديمقراطية عن طريق سن دستور يصوغه ممثلو الشعب المنتخبون وتعزيز الاستقلال الاقتصادي والقيام بإصلاح زراعي. وكافح ضد المستعمر في سنوات القمع والتسلط التي مهدت لمؤامرة 20 غشت 1953 . الهادي مسواك من مواليد سنة 1928 ، كانت دراسته الثانوية الإسلامية بمدينة وجدة ثم انتقل إلى فرنسا بجامعة باريس لاستكمال الدراسة العليا في الطب. شب مسواك مع ميلاد الحركة الوطنية وشارك مشاركة فعالة في الصراع ضد الاحتلال الاستعماري. مسواك من أحسن المناضلين وهو مازال تلميذا، وأيضا من بين المناضلين في الحركة الوطنية. أصبح وجها مرموقا في الأوساط الطلابية المغربية بعد دخوله إلى كلية الطب بباريس سنة 1947. حصل على دكتوراه في الطب وتخصص في أمراض الأذن والأنف. كان من بين أول أربعة أساتذة مميزين في الطب بالمغرب ، ومن بين السباقين في ميدان جراحة الأذن .بعد دخوله المغرب ،عالج المقاومين المجروحين الذين أصيبوا أثناء فترة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار، كان الطبيب الخاص للملك الراحل محمد الخامس. عبد الهادي مسواك صديق الجميع، له أخلاق عالية كان يواجه الظلم ويخدم مصالح الجماهيرالكادحة. عرف بالمغرب وبقضيته العادلة في كفاحه ضد الاستعمار من سنة 1947 إلى سنة 1956، وكان عنصرا نشيطا في الحركة الوطنية. وهو من المسؤولين الذينتحملوا المسؤولية في نقابة الأطباء بعد الاستقلال. انخرط مسواك في الحزب الشيوعي المغربي، وكان من قادة الحزب وشارك في محطاته، وكان ضمن وفد الحزب الذي استقبله محمد الخامس، وبقي عضوا في مكتبه السياسي ينشط في السرية بعد الحظر الذي تعرض له الحزب الشيوعي المغربي. عبد الكريم بن عبد الله ولد عبد الكريم بن عبد الله - ذو الأصل الجزائري والجنسية الفرنسية - بتلمسان في 29 نونبر 1923، اشتغل بعد التحاقه بالمغرب بإدارة المعادن، وغدا عضوا قياديا في الحزب الشيوعي المغربي الذي كان عدد من أعضائه ناشطين في منظمة الهلال الأسود للمقاومة إلى جانب أعضاء من تنظيمات سياسية أخرى وآخرين غير منتمين، ترك صاحب الترجمة وظيفته التي كان يتقاضى عنها أزيد من مائة ألف فرنك ليتفرغ للنشاط الوطني. جرى اغتياله مساء السبت 31 مارس 1956 بطريق مديونة بعد أن غادر بيته الواقع برقم 680، وتورطت في الاغتيال نفس الجهة التي اغتالت أحمد الشرايبي وثريا الشاوي وآخرين. وحدادا على الفقيد أغلقت المحلات التجارية في المدينتين القديمة والجديدة. كما شارك في التشييع أعضاء من حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال ومنظمات مغربية وجزائرية. محمد السطي صانع أثاث، كان أمينا جهويا في الحزب الشيوعي المغربي بالدار البيضاء، انظم إلى منظمة الهلال الأسود للمقاولة التي التأمت بداخلها تيارات سياسية متعددة، كان من بين وفد الكونفدرالية العامة للشغل الذي حاول تأسيس مركزية نقابية. جرى اغتياله بالمدينةالجديدة في الدار البيضاء يوم السبت 21 أبريل 1956 من قبل أفراد من المنظمة السرية، التي حاولت اغتيال ثلاثة من قيادي الحزب الشيوعي المغربي وهم عبد السلام بورقية وعبد الله العياشي وإدموند عمران المالح، واغتالت قبل ذلك المهندس الجيولوجي عبد الكريم بن عبد الله. عزيز بلال ازداد في أكتوبر 1932 بتازة. إلى جانب دراسته الابتدائية والثانوية – التي تابعها بمدينة وجدة. بدأ يناضل حوالي سنتي 1949/1950 ضد الاستعمار ومن أجل استقلال البلاد. تابع دراسته الجامعية بالرباط، من 1951- 1953. وفي نفس الوقت انخرط في الحزب الشيوعي المغربي، الحزب الطلائعي للطبقة العاملة و هو محظور، وساهم في تنظيم الطلبة للنضال ضد الحماية الفرنسية. في الفترة من 1952 إلى 1956 تابع دراسته في تولوز (فرنسا) و نال فيها دبلوم الدراسات العليا. و في نفس الوقت، تعاطى لنشاط سياسي مكثف من أجل الاستقلال على رأس الطلبة المغاربة و الأفارقة. كلف بمهمة في التخطيط بين سنتي 1956 و1958، و ساهم في إعداد المخطط الخماسي الأول (1960/1964). في سنة 1959 عين كاتبا عاما لوزارة الشغل، وساهم في تحضير مشروع الضمان الاجتماعي الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ المغرب. نظم الشعبة العربية في كلية الحقوق (1960 - 1971) و هو يشغل منصب نائب العميد بها . وفي سنة 1965 نال أطروحة الدولة في العلوم الاقتصادية حول الاستثمار في المغرب مع جائزة جامعة غرونوبل. وتشكل هذه الأطروحة أحسن عمل نشر لحد الآن حول الاقتصاد المغربي. وفي نفس السنة (1965) عين كأستاذ جامعي. إلى جانب أعماله الجامعية، تابع نشاطه النضالي وساهم في عدة مؤتمرات دولية للاقتصاديين حول مشاكل العالم الثالث. وساهم في تأسيس حزب التحرر والاشتراكية الذي كان عضوا في لجنته المركزية ومكتبه السياسي. وعلى المستوى العالمي قام بنشاط مكثف للتعريف بالقضية الفلسطينية. إلى جانب نشاطاته السياسية والنقابية (نقابة التعليم العالي)، نشر عدة أعمال حول الاقتصاد المغربي وحول مشاكل إفريقيا والعالم العربي. وساهم في تأسيس حزب التقدم و الاشتراكية الذي كان عضوا في لجنته المركزية ومكتبه السياسي. وساهم في المسيرة لأجل تحرير الصحراء. انتخب سنة 1976 عضوا في مجلس الجماعة الحضرية لعين الذئاب و انتخب نائبا أولا لرئيس الجماعة، وعضوا مؤسسا لجمعية الاقتصاديين المغاربة، وكان رئيسا لها إلى حين وفاته. انتخب للمرة الثانية على التوالي من طرف زملائه كرئيس لشعبة العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق بالدار البيضاء. وفي سنة 1980 نشر كتابه : »التنمية والعوامل غير الاقتصادية» بدار النشر. تلقى العالم في 22 ماي 1982 نبأ وفاته رفيقنا عزيز بلال هذا الخبر الذي نزل كالصاعقة، مخلفا ابنيه عبد الكريم ويوسف. شمعون ليفي ولد سنة 1934 بفاس. كان كاتبا وسياسيا يهوديا مغربيا مهتما بالتاريخ اليهودي في المغرب. وكان الكاتب العام للطائفة اليهودية بالدارالبيضاء وقياديا في حزب التقدم والاشتراكية. شغل منصب الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء.التحق سنة 1954 بصفوف الحركة الوطنية لمقاومة الاستعمار وهو ما زال لم يبلغ بعد 20 سنة من العمر، واحد من الذين كانت لهم إمكانية الحصول على الجنسية الفرنسية بموجب أحد القوانين الاستعمارية الفرنسية التي أعطت بموجبها الجنسية الفرنسية لكل يهود المغرب العربي حينما كانت تحتل كلا من الجزائر. تونس والمغرب. غير أنه فضل أن يعيش بدون أوراق وبدون جنسية أكثر من 24 عاما إلى أن صدر قانون الجنسية المغربية في نهاية 1958.. وكان ليفي دائما في قلب الصراع الاجتماعي والسياسي طيلة مغرب ما بعد الاستقلال، مدافعا عن مغرب ديمقراطي يتمتع فيه جميع المغاربة، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية، بكامل حقوق المواطنة. كان علي يعتة، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يشرف على جريدة البيان، والشخص الوحيد الذي كان يملك القدرة على تسيير الجريدة واتخاذ قرارات إدارية في غيابه هو شمعون ليفي. توفي 2 دجنبر 2011. ألبير عياش ولد ألبير عياش سنة 1905 بتلمسانبالجزائر، درس التاريخ والجغرافيا بالمغرب في مدينة وجدة ،ثم انتقل إلى الدارالبيضاء سنة 1932، جند خلال الحرب العالمية الثانية 1939، أسر في شهر يونيو 1940 استطاع الفرار سنة 1941. سرح من عمله بعد عودته إلى المغرب تطبيقا لقرارات حكومة فيشي ضد اليهود. أعيد إلى عمله سنة 1943 كأستاذ بثانوية الدارالبيضاء. خلال مؤتمر نقابة الأساتذة بالمغرب (S.P.E.S) المنعقد في يوليوز 1944. قدم عياش تقريرا حول مسألة إصلاح التعليم الإسلامي.في إطار نشاطه النقابي تحمل عياش المسئوليات التالية: عضو في لجنة الاقتصاد والأسعار والأجور التابعة للإتحاد العام للنقابات الكنفدرالية C.G.T ثم عين سكرتيرا لهذه اللجنة (1944- 1946) ثم في سنة 1947 عين كعضو سكرتارية الإتحاد العام.ساهم في حياة ونضال العمال الشغالين في الفترة التي تجندت فيها السلطات الاستعمارية وأرباب العمل لتكسير الحركة النقابية والحركة الوطنية المغربية،ساهم خلال هذه الفترة كمناضل نقابي وككاتب غطت مقالاته الوضعية الاقتصادية والاجتماعية التي عاينها، بعد الإضراب العام والأحداث التي عاشتها البلاد سنة 1952. طرد من المغرب هو ومجموعة من الفرنسيين بينما اعتقل العديد من أصدقائه المناضلين مغاربي الجنسية. عند استقراره في باريز، حاول إعداد أطروحة الدكتوراه على الطبقة العاملة المغربية، إلا أن أساتذة جامعة السربون آنذاك امتنعوا نظرا لارتباط الموضوع بأحداث ساخنة «لم تتحول بعد إلى تاريخ «.فقرر كتابة نص تحليلي حول حصيلة الاستعمار الفرنسي بالمغرب مشجعا في ذلك من طرف صديقه الباحث جان دريش j.Drech فجاء هذا النص في شكل كتاب جامع يفند كثيرا من مزاعم الكتاب الاستعماريين. ولحسن حظ عياش صدر كتابه في نفس اليوم الذي حصل فيه المغرب على استقلاله السياسي وبذلك نجا من السجن ونجا كتابه من المنع. ابتداء من هذا التاريخ ،قرر عياش توجيه أبحاثه لتنير جوانب مختلفة من تاريخ المغرب المرتبط بالمرحلة الاستعمارية وفي هذا الإطار ساهم في باريز في أنشطة مركز الأبحاث المغربية التابع للمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية.وحاليا ،بالرغم من كبر سنه ساهم في لجان مناقشة أطروحات الدكتوراه بجامعة باريز السابعة. إدريس العلوي كان إدريس العلوي عضوا في الحزب الشيوعي المغربي، وانتخب سنة 1948 كاتبا عاما لناحية الدار البيضاء للحزب الشيوعي، كما انتخب في المكتب السياسي للحزب في المؤتمر الثاني سنة 1949، كان صديقا حميما للنقابي الذي أصبح جنرالا في جيش المقاومة الفيتنامي (VIET MINH) محمد بنعمر الحرش. وصل إدريس العلوي إلى مسؤولية تدبير شؤون الحزب الشيوعي المغربي بالدار البيضاء وهي أهم ناحية، لأنها تشمل المغرب الأطلسي وهضاب الفوسفاط (ألبير عياش). وفي الندوة الجهوية للحزب الشيوعي بالدار البيضاء بتاريخ 10 أبريل 1949، يلقي إدريس العلوي خطابا باللغة العربية، وفي نفس الشهر يتم انتخاب إدريس العلوي عضوا في المكتب السياسي في سنة 1949 خلال المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي المغربي. وفي يونيو 1949 كان إدريس العلوي ضمن الوفد الشيوعي الذي التقى قادة حزب الاستقلال والذين لم يقبلوا اقتراح الحزب الشيوعي بتكوين جبهة ديمقراطية، وكان مشروع حزب الاستقلال هو تكوين جبهة وطنية، بمعنى آخر اعطاء الأولوية قبل كل شيء لشعار: الاستقلال. لقد مثلت تلك السنوات أقسى فترات القمع للحركة الوطنية والحركة العمالية، وأصبحت القيادة الشيوعية تعمل في السرية التامة، وتم طرد علي يعته نحو الجزائر، الذي حاول مرارا العودة سرا الى المغرب، مع النجاح أحيانا في ذلك. وفي هذه الفترة تم طرد إدريس العلوي من الحزب الشيوعي المغربي، وتم التصريح بذلك، حسب ما جاء به ألبير عياش، في يناير 1952، في اجتماع كان مفروضا فيه تمثيل اللجنة المركزية التي اجتمعت بوهران التي كان يتواجد بها علي يعته. وكانت التهمة هي التخابر مع البوليس كما جاء في التقرير الذي قدمه علي يعته. ويرى ألبير عياش أن هذه التهمة أصبحت تلقائية في سلوك السطاليني للقيادات الشيوعية والذي بلغ أوجه ما بين سنتي 1951 و1952، ولقد كانت الأحزاب الشيوعية تنهج، داخليا، نهج ما كان يعرف ب»محاكمات موسكو». وبقي علي يعته أمينا عاما للحزب منذ تلك الفترة. فريحة عياش اسمها فريحة لانكري LANCRRI، ولدت بسلا وكانت عضوا بالشبيبة الاشتراكية، ثم انضمت للحزب الشيوعي بالمغرب عند تأسيسه نهاية 193. تزوجت جرمان عياش سنة 1938. انتمت فريحة عياش، رفقة فورتيني سلطان ولوسيت مازيلا، لمجموعة النساء الشيوعيات اللواتي نظمن ونشطن اتحاد نساء المغرب (1944_1950). وضعن على كاهلهن مهمة التشهير بأوجه تقصير السلطات العمومية في مجال التموين وأن يجذبن معهن، في نضالاتهن ضد أشكال الميز بين المغاربة والأوربيين، العاملات وربات البيوت المغربيات في المدن والقرى. وكان تأثيرهن كبيرا بقدر ما كان العديد منهن يتكلمن اللغة العربية .كانت فريحة عياش ضمن المشرفات على تنظيم المظاهرة الكبرى لربات البيوت بالدار البيضاء يوم 14 نوفمبر1944 ولجان النضال ضد غلاء المعيشة وإسعاف السكان المغاربة خلال المجاعة الكبرى عام 1945. وقدمن اشكال مساعدة للأمهات المغربيات عبارة على نصائح وعلاجات وكسوات وأقمطة للمواليد الجدد. وانطلاقا من 1945 تنامى نفوذهن بانخراط المغربيات ونشاطهن. وكان نصف أعضاء المكتب المنتخب في الدار البيضاء أيام11 و12 نوفمبر 1947 من المغربيات (12 من 23) منهن أربع كاتبات في شؤون الدعاوة لاسيما رابحة بنت ميمون. سافرت فريحة عياش إلى فرنسا رفقة زوجها لما وضع بأمر من الإقامة العامة رهن إشارة إدارته الأصلية في يوليوز 1950 .وعادت معه إلى المغرب عام 1956 توفيت بالرباط في أبريل 1990 فورتوني سلطان زوجة ليون سلطان، كاتب عام الحزب الشيوعي المغربي عند تأسيسه عام 1943، ولدت في تلمسانبالجزائر، حيث درست ابتدائيا وثانويا. تعرفت على ليون سلطان بكلية الحقوق بجامعة الجزائر وتزوجته عام 1928 . كانا محاميين واستقرا بالدار البيضاء. كانت تتابع بتعاطف الالتزامات السياسية لزوجها. لكنها، وهي أم لثلاثة أطفال، لم تنخرط بالكامل إلا بعد وفاة زوجها في يونيو 1945 ناضلت بوجه خاص في إطار اتحاد نساء المغرب، وكانت رئيسته. كانت لهذا الاتحاد فروع نشيطة جدا في مراكش وتادلة والدار البيضاء، وقد أبدى مؤتمر هذا الاتحاد النسائي، في ابريل 1947، عزما على مغربته. كرست فورتوني سلطان نفسها كمحامية للدفاع عن المناضلين النقابيين والسياسيين ضحايا القمع. وبعد اندلاع أحداث الدار البيضاء في 7 و8 دجنبر 1952 تضامنا مع الطبقة العاملة التونسية بعد اغتيال قائدها النقابي فرحات حشاد،اعتقلت، رغم غيابها عن المغرب، وطردت إلى فرنسا حيث توفيت يوم 20 يناير 1998. هذه النخبة الأولى من المناضلين وغيرهم عاشت، منذ حداثة سنها، مرحلة تميزت ببروز عوامل ساعدت على تأسيس الحزب الشيوعي المغربي نذكر منها تطور طبقة عاملة مغربية في القطاعات الصناعية والمنجمية والتجارية التي اضطر المستعمرون إلى إنشائها وتطويرها ليحققوا أقصى الأرباح الرأسمالية. الاستعماري. لحسن الكلاوي يعد لحسن الصحيح أولحسن الكلاوي من مؤسسي اليد السوداء ثم الهلال الأسود التي أصبح بمثابة الأب الروحي لناشطيها، قام بدور كبير في تنظيم عملياتها إلى غاية اعتقاله يوم 3 مارس 1955 بمحج بيرسيموني (شارع 2 مارس حاليا)، استمر التحقيق معه طويلا بسبب الفشل في اعتقال عبد الله الحداوي الذي ورد اسمه كثيرا أثناء الاستنطاق الذي تم خلالهالتركيز على العمليات المسلحة التي نقذتها منظمة الهلال الأسود، وكان لحسن الكلاوي وعبد الله الحداوي من المتورطين فيها، وكذا بسبب دوره في صنع المتفجرات.حين سأله قاضي التحقيق عن مكان وجود عبد الله الحداوي رد عليه بنوع من التهكم: «كيف لي- وأنا المعتقل- أن أعرف مكان وجود رجل طليق، ربما أنا الأجدر بطرح هذا السؤال عليكم. وقد حاول إيهام قاضي التحقيق نفى ذلك لاقتناعه بوجود عبد الله الحداوي بالدار البيضاء. غادر لحسن الكلاوي السجن في ربيع 1956 وفضل أن يظل عبد الله الحداوي ماسكا بزمام منظمة الهلال الأسود، جرى اغتياله في يونيو 1956 بحي الوازيس في الدار البيضاء من قبل اثنين من المنظمة السرية. أحمد الشرايبي ولد أحمد الشرايبي بفاس في 2 نونبر 1923 التحق بعد مرحلة الكتاب بالمدرسة الابتدائية برحبة القيس بفاس. نزحت الأسرة إلى الدار البيضاء عام 1935 فاشتغل أحمد الشرايبي بالتجارة مع والده أمحمد بن الطاهر الشرايبي الذي كانت له مساهمة مهمة في إحداث مدرسة النجاح الحرة بحي الأحباس، وفي إحداث ملحقة لها وهي مدرسة الأميرة للاعائشة بنفس الحي، وكان أمحمد بن الطاهر الشرايبي أحد المبدعين من قبل سلطات الحماية إلى أغبالو نكردوس إثر حوادث دجنبر 1952 بالدار البيضاء. انظم أحمد الشرايبي إلى منظمة الهلال الأسود، وتحول بيتهم بشارع الناضور إلى أحد مقراتها، وكان هذا البيت قد استضاف العديد من الوطنيين خاصة العائدين من المنفى. تعرض للاختطاف لما كان عائدا من الحمام وبعد أن عرج على الحلاق، وذلك ليلة 8 فبراير 1956 لما كانت مدينة الدار البيضاء تستعد لاستقبال السلطان محمد بن يوسف في أول زيارة له لهذه المدينة في اليوم الموالي أي تاسع فبراير، وكانت منفذو الاختطاف والاغتيال يحاولون دفع الهلال الأسود إلى القيام بردود فعل قد تفسد الزيارة السلطانية، وينسب تنفيذ الاختطاف لشقيقين ينحدران من منطقة امزاب بالشاوية. وقد أرغم على دخول محل تجاري، يقع بزنقة أيت يلفان، وهو في ملك أحد رجال الحزب الاستقلال البارزين، فتم شنقه بسلك كهربائي، ألقي بجثته غير بعيد عن ساحة السراغنة، وتحمل إحدى أزقة المدينة القديمة بالدار البيضاء اسم أحمد الشرايبي بعد أن كان يطلق عليها اسم زنقة القنصليات. محمد الطيب البقالي ولد بطنجة، درس بالرباط، ومارس التعليم في سطات، كان له إسهام في نشاط الحركة الوطنية فألقي عليه القبض أثناء عمله فعذب ونفي إلى بوذنيب حيث عانى ظروفا قاسية لمدة سبع سنوات، عاد إلى طنجة ثم الرباط. درس محمد الطيب البقالي بمدرسة الفلاح في المدينةالجديدةبالدار البيضاء، وكانت ملحقة تابعة لمدرسة المعلم بوشعيب الأزموري، ثم انتقل إلى العمل في المحكمة الدار البيضاء ترجمانا، انخرط في منظمة الهلال الأسود بعد نفي السلطان محمد بن يوسف في 20 غشت 1953، وفي المواقع أتى به تلميذه سابقا، عبد الله الحداوي، لترجمة منشورات الهلال الأسود إلى اللغة الفرنسية حتى تتم مخاطبة الرأي العام الفرنسي وتعريفه بالقضية المغربية. كان بيت زوجة البقالي «حورية يعته» مقرا لاجتماعات أعضاء الهلال الأسود ولكتابة وطبع منشوراتها. استشهد البقالي إلى جانب عبد الله الحداوي والعربي السامي ومصطفى بن موسى في كمين حديقة الحيوانات في عين السبع بالدار البيضاء ليلة السبت 28 يوليوز 1956. مصطفى بن موسى ولد بدرب السبليون في المدية الجديدةبالدار البيضاء التي تلقى بدورها دروسه الابتدائية والثانوية، إذ اتخذ نفس مسار محمد الحداوي وعبدالله الحداوي وآخرين انضموا لمنظمة الهلال الأسود. شارك مصطفى بن موسى في إنجاز عدد من عمليات الهلال المسلحة ضد رموز الوجود الفرنسي معمرين ومتعاونين، كما شارك في التداريب التي كان يتلقاها الأفراد الذين جاء بهم عبد الله الحداوي إلى المعسكرات التي أقامها في الدار البيضاء وضواحيها. شكل مصطفى بن موسى إلى جانب كرنفال والزاياني وعبد السلام رشدي المعروف ب «بوعزة» وامبارك المضاربي الحلقة الأساسية التي كانت تحيط بقائد الهلال عبد الله الحداوي، وكان مصطفى بن موسى ضمن قادة الهلال الأسود الأربعة الذين اغتيلوا مساء السبت 28 يوليوز 1956 في الكمين الذي نصبه أشخاص من جهاز «الأمن المغربي» بالقرب من حديقة الحيوانات في عين السبع بالدار البيضاء، وكانوا عائدين من الرباط حين استقبلهم السلطان محمد بن يوسف. الحاج الطيب أبسيل هو الحاج الطيب أبسيل المزداد بدوار أيت أبورك اداوزدوت بجماعة النيحيت دائرة إغرم بإقليم تارودانت سنة ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين ميلادية، انخرط في الحزب مبكرا وكان عضوا نشيطا في خلية إغرم المكونة من أكثر من ثلاتين رفيقا سبق له أن ترشح للإنتخابات التشريعية وخاض عدة معارك نضالية تهم العالم القروي كالماء الشروب والترامي على الأملاك الغابوية، وقضايا الدقيق المدعم، وطرحت وقتها أغلب تلك القضايا، وقضايا أخرى كأسئلة شفوية وكتابية بالبرلمان من طرف الرحوم علي يعتة الذي بادر بتكريم هذا المناضل وأرسله للديار المقدسة لأداء فريضة الحج على نفقته، في انتظار تكريم آخر سيبادر به في الأيام القادمة مناضلوا الحزب بتارودانت وبحضور فعال لأعضاء من المكتب السياسي للحزب في انتظار دور المجتمع المدني بنيحيت وإغرم الذي لابد أن يلتفت لهذا البطل الذي أنجبتهه أرض الفطاحلة في تاريخ الشموخ الوطني. انخراط في حزب التقدم والاشتراكية سنة 1978 عندما كانت خلايا تارودانت تابعة للناحية الحزبية لاكادير. وكانت سنة 1983 سنة فريدة لهذا الصرح الشامخ حيث حقق المعجزة لنفسه ولحزبه حيث كان الفائز الوحيد على الصعيد الوطني بالنسبة لانتخابات المجالس الجماعية وحاز على مقعده بجماعة ولقاضي بإقليم تارودانت وحقق بذلك لحزبه معجزة كبرى اعتبار للقمع السلطوي والتنكيل بمناضلي الحزب محليا ووطنيا هذا الفوز بمقعد في جماعته لم يمر سلاما فقد خلق حالة من الإستنفار الأمني والإستخباراتي الشيء الذي جعل وزارة الداخلية وقتها ترسل لجنة استقصائية لدواره وجماعته القروية النائية للبحث في عين المكان عمن يكون هذا التشيغيفارا أو ماو المغربي لكنها اكتشفت رجلا أميا صامدا كجبال الأطلس لا يتزحزح عن مبادئه النضالية التي اكتسبها بالفطرة البدوية. تم فاز في الانتخابات الجماعية في جماعة النحيت لثر تقسيم الجماعة القروية والقاضي وترشح في الانتخابات التشريعية لسنة 1993 باسم حزب التفدم والاشتراكية. محمد فرحات محمد فرحات «أبو منية»، الصحفي والأديب، ازداد بالصويرة في يوليوز 1921 و غادرنا إلى دار البقاء في 11 نونبر 2011. كان شغوفا بالثقافة والفكر والإبداع في أسمى تجلياتها، ونهل من منابعها المتعددة والمختلفة، تعدد التربة المغربية المتميزة بجذورها المتنوعة وروافدها المتعددة، سي محمد فرحات أستاذ الأجيال. جمع بين الصحافة والأدب، وكان بحق مدرسة في الصحافة، وأديبا لامعا متنوع الروافد، وأيضا معلما في العلاقات الإنسانية يتميز بصدق وعمق وغنى وقوة حبه لذويه ومحبته للرفاق والأصدقاء، وروح غنية أنيقة، ينطبق عليه وصف سان جون بيرس: «لا أناقة ولا غنى إلا أناقة وغنى الروح». كان أيضا مكتشفا ومشجعا للطاقات الشابة من المبدعين والشعراء والأدباء من الشباب الموهوبين، الذين لازالوا يحملون له العرفان على ما أسداه لهم من نصح جليل، وفتح لهم آفاق الكتابة على صفحات جريدة «البيان» الناطقة بلسان الحزب ليطلقوا موهبتهم، فأصبحوا من المبدعين المرموقين. كان بحق رائد الدفاع عن الأمازيغية، حين فتح له ولزملائه أبواب الجريدة، التي كان يشرف عليها، لإطلاق موهبتهم وأفكارهم النضالية.، فكان له السبق في صنع أول صفحة تعنى بالإبداع الأمازيغي تمكن عبرها من رعاية عشرات المبدعين والباحثين، وتوسيع رقعة الانشغال بالثقافة الأمازيغية. يسجل التاريخ أن سي محمد فرحات مناضل فذ قوي الشكيمة حمل هموم وطنه وشعبه، ودافع عنها باستماتة بالغة، في كل المحطات التي مر منها، من الجزائر العاصمة، التي طرد إليها قسرا، إلى تيرانا التي كان صوته يفعم قلوب المغاربة التواقين إلى الاستقلال، مرورا ببودابست، ومن غياهب السجون، إلى فضاء الحرية والإبداع.