كوكايين وريفوتريل.. توقيف شخص بتطوان للاشتباه في ترويجه للمخدرات    العلمي يمثل جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس جمهورية غانا المنتخب    بعد انتقاده توقيف صنصال.. برلمان الجزائر يتهم ماكرون ب"التدخل السافر" في شؤون البلاد    محكمة تستدعي أخنوش في قضية محاكمة برلمانية    وفاة الرمز التاريخي لليمين المتطرف في فرنسا عن 96 عاما    استقالات قيادية تهز الرجاء الرياضي    الطالبي العلمي يمثل الملك في حفل تنصيب رئيس جمهورية غانا    الصين.. ارتفاع حصيلة زلزال التبت إلى 126 قتيلا    فتح فترة التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1447 ه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    برادة يدعو لاستراتيجية عربية لتعزيز الذكاء الاصطناعي في التعليم خلال مؤتمر وزراء التربية العرب    التهراوي يكشف تفاصيل جديدة حول قطاع الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب    الشرق الأوسط الجديد بين سراب الأوهام وحقائق القوة.. بقلم // عمر نجيب    تشاد والسنغال تستنكران تصريحات ماكرون بشأن ما اعتبره "جحود" الزعماء الأفارقة    وزارة المالية: حاجيات الخزينة لشهر يناير تصل إلى 14 مليار درهم    بنعلي: إجمالي الاستثمارات في الشبكة الكهربائية الوطنية للنقل للفترة (2024-2030) يقدر بحوالي 30 مليار درهم    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    أجهزة الرقابة المالية تبحث في امتلاك أجانب عقارات فاخرة بالمغرب    تصنيف "تكلفة المعيشة" يضع 3 مدن مغربية بين الأغلى في قارة إفريقيا    الدعم المباشر للسكن.. تسجيل 110 آلاف طلب استفادة في ظرف سنة    وزير الصحة في مواجهة انتقادات حادة بسبب إلغاء صفقة عمومية ب180 مليون درهم    المستشارون يؤجلون تقديم السكوري لمشروع قانون الإضراب ويشترطون التفاوض مع النقابات أولاً    أسعار الذهب تواصل الارتفاع    صادم.. التدخين يقتل 12.800 مغربي سنويا    انطلاقة برنامج 'محاضرات علمية' الموجه لسجناء قضايا التطرف والإرهاب    مساء اليوم في البرنامج الثقافي "مدارات " بالإذاعة الوطنية : لمحات عن المؤلفات الفقهية والأدبية للسلطان العلوي المولى عبدالحفيظ    المغاربة يغيبون عن "بوكر العربية"    صناع محتوى مغاربة في "قمة المليار متابع" بالإمارات    حنان الإبراهيمي تنعي والدتها بكلمات مؤثرة (صور)    عدد القتلى يرتفع في زلزال الهيمالايا    فرق التجهيز تتدخل لإزالة الثلوج عن محاور طرقية بإقليم الحسيمة    محمد بنشريفة مدرباً جديداً للمغرب التطواني    شركة "سبيس إكس" تطلق 24 قمرا جديدا من "ستارلينك" إلى الفضاء    عاصفة ثلجية قوية تشل حركة أوروبا    الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله يصبح الهداف التاريخي لكأس الملك السعودي    محمد صلاح يرد على كاراغر ساخراً: "بدأت أعتقد أنك مهووس بي"    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    المغربي بوعبيد يعزز صفوف "صحم"    المنتخب النسوي U20 يخوض معسكرا مكثفا بالمعمورة    1,5 مليار درهم قيمة الاستثمارات الأجنبية في السينما بالمغرب    فنان أمريكي يرفض التعاقد على "عدم مقاطعة إسرائيل"    دراسة: الحليب لا يفرز البلغم عند الإصابة بنزلات البرد    كلية الآداب بتطوان وجماعة العرائش يوقعان اتفاقية إطار للتعاون    سفيان رحيمي يتصدر قائمة الهدافين دوليا لعام 2024 حسب تصنيف IFFHS ب 20 هدفًا مذهلًا    بنسعيد يستعرض دواعي مشروع قانون حماية التراث    منتجع مازاغان يحصل على عدد كبير من التتويجات في عام 2024    موعد مباراة برشلونة ضد بيلباو في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني والقنوات المجانية الناقلة    مرسى ماروك تستثمر في محطة نفطية جديدة في دجيبوتي.. لتعزيز سلاسل الإمداد اللوجيستي في شرق إفريقيا    الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور    ماحقيقة فيروس الصين الجديد الذي أثار الفزع حول العالم؟    وزارة الأوقاف تعلن موعد فتح تسجيل الحجاج لموسم حج 1447ه    الأوقاف تعلن عن فتح تسجيل الحجاج إلكترونيا لموسم 1447 هجرية    مقاطعة أم انهيار: غياب ممثلي «جمهورية تندوف» في الخارج عن ندوة «لحمادة» للعلاقات الخارجية    المغرب يشارك في مسابقة "le Bocuse d'Or" وكأس العالم للحلويات وكأس العالم للطهاة    مدوّنة الأسرة… استنبات الإصلاح في حقل ألغام -3-    تفاصيل انتشار فيروس يصيب الأطفال بالصين..    دراسة: التفاعل الاجتماعي يقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية    بنكيران: الملك لم يورط نفسه بأي حكم في مدونة الأسرة ووهبي مستفز وينبغي أن يوكل هذا الموضوع لغيره    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"رونق المغرب" يطرح سؤال تلقي إدوارد سعيد عربيا من خلال كتاب: "إدوار سعيد، الانتفاضة الثقافية"

نظم "الراصد الوطني للنشر والقراءة" مساء يوم السبت 19 نونبر 2016، بالخزانة الجهوية – القنيطرة، ندوة: «تلقي إدوارد سعيد عربيا من خلال كتاب: "إدوارد سعيد. الانتفاضة الثقافية" لإيف كلفارون، ترجمة: الدكتور محمد الجرطي»، بمشاركة الباحثين: إدريس الخضراوي، أحمد الجرطي، رشيد شباري، محمد الجرطي، تنشيط الباحث عبد الله لحميمة.
انطلقت فعاليات الندوة بورقة الباحث إدريس الخضراوي تحدث فيها عن التلقي المزدوج الذي طاول أعمال إدوارد سعيد في السياق الثقافي الفرنسي، مما فوت على الباحثين والمهتمين بالنظرية الأدبية إمكانيات الاستفادة من الجدة التي تنطوي عليها أعماله، وبالتالي تمكين الدراسات الأدبية من تجاوز بعض الإشكاليات التي واجهتها، والدليل على هذه الازدواجية هو كتاب إيف كلفارون: "إدوارد سعيد. الانتفاضة الثقافية" الذي صدر سنة 2013 أي بعد مرور عشر سنوات على رحيل إدوارد سعيد، ما جلعه يكتسب أهمية كبيرة سواء لدى القارئ الفرنسي أو القارئ العربي وهو يفتح أمامه منافذ إلى مسارات جديدة من شأنها تطوير الفهم بما قدمه إدوارد سعيد في حقل النظرية الأدبية، وفي سياق تقديمه للكتاب توقف الباحث إدريس الخضراوي عند المداخل الأساسية التي حاول من خلالها كلفارون النفاد إلى المنظور الإدواردي، وكذلك مفاهيمه الأساسية كالدنيوية والقراءة الطباقية والمثقف والعالم وغيرها من الكلمات/ المفاتيح التي ينهض عليها التصور الإدواردي للأدب والنقد. كما نوه بالمجهود الذي بذله الدكتور محمد الجرطي في ترجمة هذا الكتاب من أجل تمكين القراء من الاطلاع على وجهة النظر الفرنسية حول أعمال إدوارد سعيد.
وفي الندوة نفسها، تطرق الناقد أحمد الجرطي في ورقته إلى أهم القضايا التي أثارها الباحث الفرنسي إيف كلفارون في دراسته للفكر النقدي عند إدوارد سعيد حيث شدد على أن قيمة إدوارد تتجلى بالتحديد في مناهضة خطاب ما بعد البنيوية الذي غالى في متاهة التأويل ولانهائيته مشددا بالمقابل على ضرورة موضعة النصوص داخل سياقاتها الاجتماعية هذا فضلا عن طرحه لمنظور هام لوظيفة المثقف ينادي من خلاله التزامه السياسي بقضايا عصره، كما حاول كلفارون إبراز قيمة إدوارد سعيد في حقل الدراسات الثقافية من خلال مناداته بمفهوم القراءة الطباقية الذي يروم تفكيك السرديات الكولونيالية وتعرية ما تتبطن به من صور نمطية موغلة في التمركز الهوياتي ومبخسة لكل ما هو لاغربي مع الانفتاح في الوقت نفسه على الأصوات المضادة من داخل الشعوب ما بعد الكولونيالية ومساءلة مدى قدرتها على تحبيك سرد مضاد لا يكتفي فقط بتفكيك الصور النمطية للآخر بل يعيد تصحيح صورة الذات وتبئير صوت السرد حول المهمشين والمقموعين الذين حرموا من تمثيل أنفسهم في ظل التسلط الكولونيالي. وعموما يكتسي هذا الكتاب أهمية لافتة في الدراسات النقدية لأنه أول عمل نقدي متكامل يصدر في النقد الفرنسي حول إدوارد سعيد كما أن ترجمته للغة العربية من طرف الباحث والمترجم محمد الجرطي من شأنها أن تغني انفتاح النقد العربي على الدراسات الثقافية وتخصب عملية تمثل مفاهيمها.
أما الباحث رشيد شباري فقد تحدث في ورقته عن الكتاب باعتباره قراءة عابرة للمنجز الفكري السعيدي من خلال تتبع ملامح السيرورة النقدية التي أطرت أعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، تلك السيرورة التي اختارت أن تتفاعل نقديا مع مختلف الاتجاهات الفكرية والأدبية الغربية باعتبارها الأرضية الصلبة التي ارتكزت عليها كل أعماله النقدية، مشيرا إلى أن الكتاب متعدد المداخل المنهجية والروافد المعرفية، موغل في السجال والنقد، فقد تعذر على المتلقي سهولة الارتكاز على مقاربة منهجية تستطيع القبض على مجمل القضايا التي يتناولها بما هي قضايا لا تستقر على قاعدة معرفية مسيجة بقدر ما يؤطرها الجدل الذي يأبى ويستعصي معه السكون والاستقرار.
كما تحدث شباري في ورقته عن أعمال سعيد باعتبارها ترتكز في مجملها على الخلفية النظرية لميشيل فوكو سواء من خلال حفريات المعرفة أو من خلال نحت المفاهيم الأساسية لهذه النظرية وخاصة مفهوم "الخطاب"، كما اعتبر هذه الترجمة المحكمة للدكتور محمد الجرطي لهذا العمل إضاءة وإضافة للخزانة العربية التي تفتقر لمثل هذه الأعمال المستنيرة المثيرة للوجع العربي، في زمن تتداعى فيه قيم النقد والإبداع وتنمو محلها ظواهر الابتذال والسطحية ومظاهر الدمار للأرض والإنسان على طول وعرض خريطة العالم العربي.
كما ساهم الباحث والمترجم محمد الجرطي بورقة تحدث فيها عن ترجمته لكتاب "إدوارد سعيد. الانتفاضة الثقافية" للناقد الفرنسي إيف كلفارون والتي تندرج ضمن الدراسات ما بعد الكولونيالية، حيث يسلط الكتاب الضوء على الإبدال الذي أحدثه إدوارد سعيد في مجال النظرية النقدية لمقاربة النصوص الأدبية متجاوزاً تيار البنيوية وما بعد البنيوية مشدداً على دنيوية النصوص وانغراسها في عوالم المجتمع، وبهذا استطاع إدوارد سعيد في كتابه "الاستشراق" تفكيك المركزية الغربية كاشفاً عن الصور النمطية التي رسمها المستشرقون في تمثيلهم للشرق بغية تكريس دونيته وتبعيته.
وهكذا شكلت أعمال إدوارد سعيد ثورة معرفية لتقويض المعارف التي أنتجتها أوربا عن المجتمعات العربية والشرقية عموماً متسلحاً بقراءة طباقية لإعادة الاعتبار للشرق المزدرى في التقليد الاستشراقي الأوربي عن طريق تطوير معرفة عن الشرق بمنأى عن خطاب الاستشراق وتمثيل هذه المعرفة في وجه المستشرقين حسب عملية الرد بالكتابة. ومن هذا المنظور، أرست القراءة الطباقية سرداً بديلا وخطاباً مضاداً للكشف عن تورط الآداب الغربية في مساندة الاستعمار الأوربي من جهة، والعمل على المقاومة الفكرية لكسر الايديولوجية الكولونيالية الغربية من جهة أخرى. آملا أن تحقق هذه الترجمة تفاعلا من طرف النقاد العرب مع خطاب ما بعد الكولونيالية الذي ساهم إلى حد بعيد في إحداث إبدال في حقل النقد العربي المعاصر لتجاوز سكونية البنيوية التي تفرغ النصوص من مرجعياتها الاجتماعية والتاريخية، حيث كانت الدراسات ما بعد الكولونيالية فعالة في ربط النصوص بمحاضنها الاجتماعية.
واختتمت الندوة التي عرفت نقاشا مستفيضا وعميقا من طرف ثلة من الباحثين والمبدعين الذين حضروا الندوة ما شكل إضافة للأوراق النقدية التي قاربت الكتاب من زوايا مختلفة، بتوقيع كتاب: "إدوارد سعيد. الانتفاضة الثقافية" للكاتب الفرنسي إيف كلفارون، ترجمة الدكتور محمد الجرطي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.