اعتقال «المخزني» المتهم بكونه صاحب صفحة «ثورة القوات المساعدة» بأكادير العنصر نفى إدارته للصفحة أو حتى معرفته بالأنترنيت إدارة الوقاية المدنية تحرم الإطفائيين من استعمال الحواسيب وتهددهم بتسليط العقوبات على المخالفين المساء :بعد مذكرة التوقيف الذي أقرته إدارة الوقاية المدنية في حق مجموعة من الإطفائيين بسبب احتجاجهم على أوضاعهم المزرية وحالة «الحكرة» التي يعيشونها، انتقلت موجة العقوبات والقرارات التأديبية إلى صفوف رجال القوات المساعدة, الذين قرروا الاحتجاج أيضا على الموقع الاجتماعي «فيسبوك» من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية، حيث أكدت مصادر ل«المساء» أن إدارة القوات المساعدة قامت باعتقال متهم بكونه صاحب صفحة «ثورة القوات المساعدة» على الموقع المذكور، من ثكنة القوات المساعدة بمدينة أكادير ليلة الخميس الجمعة، بعدما قرر الكولونيل الجهوي معاقبة هذا «المخزني»، إثر الاشتباه في كونه مؤسس الصفحة، وإدخاله إلى سجن الثكنة في انتظار تقديمه إلى المحكمة العسكرية من أجل محاكمته التي لم يحدد موعدها بعد. وأكدت مصادر «المساء» أن عنصر القوات المساعدة نفى خلال التحقيق معه معرفته باستعمال الأنترنيت وولوج غرف المحادثة والدردشة. وفي رد فعل على هذا الخبر، الذي انتشر بسرعة كبيرة في صفوف رجال القوات المساعدة، طالب بعض أعضاء المجموعة بالدعوة إلى تحديد يوم لتنظيم وقفة سلمية من أجل المطالبة بإطلاق سراح هذا «المخزني» الذي اعتبروا أنه ناضل من أجل 47000 مخزني، في الوقت الذي اقترح فيه البعض منهم يوم فاتح ماي موعدا لهذه الوقفة. وكان رجال القوات المساعدة، من خلال الصفحة التي أنشؤوها على الموقع الاجتماعي، قد بعثوا برسالة إلى الملك محمد السادس يطلبون منه رفع راتبهم إلى 3500 درهم عوض 2200 درهم التي لا تكفي لشخص واحد أمام غلاء المعيشة، والتعويض عن الساعات الليلية شأنهم في ذلك شأن رجال الشرطة والوقاية المدنية. وتعتبر القوات المساعدة ذات صبغة عسكرية، لكنها تابعة لوزارة الداخلية، وقد تعتبر فرعا من القوات المسلحة الملكية، تتلخص مهمتها في حفظ النظام والأمن، وحراسة الحدود وإعانة إطفائيي الغابة. يشار إلى أن احتجاجات رجال القوات المساعدة على ال«فيسبوك» بدأت تؤتي أكلها بالفعل بعدما أعلن وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، تحت قبة البرلمان، التزام وزارته تجاه أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة، بمباشرة الزيادات بالنسبة إلى رجال القوات المساعدة قريبا، في حين ستتم الزيادة في أجور أعوان رجال السلطة ابتداء من فاتح يوليوز. وفي آخر تطورات «الثورة الإلكترونية» التي يقودها رجال الوقاية المدنية وعناصر القوات المساعدة على «فايسبوك»، احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية المزرية وعلى وضعية «الحكرة» التي يعيشونها، بسبب هزالة الأجور، قامت عناصر من القوات المساعدة بإنشاء موقع إلكتروني جديد، احتجاجا على اعتقال مؤسس صفحة «ثورة القوات المساعدة»، الذي اعتُقِل ليلة الخميس الجمعة المنصرمين. وحسب الموقع الذي أنشأه زملاء «قائد ثورة القوات المساعدة» على «فيسبوك»، عقب اعتقاله، فإن هذا الشخص، الذي كانت له الشجاعة لإنشاء صفحة على «فايسبوك»، هو « المخرني» عادل القرموطي، من مواليد 1982 في مدينة كلميم، انضم إلى صفوف القوات المساعدة سنة 2003. واشتغل هذا المخرني، الحاصل على البكالوريا -آداب عصرية، في البداية في مراكش، ثم عمل لمدة 4 سنوات في الحدود، قبل أن يشتغل في ثكنة القوات المساعدة في آيت ملول، وأخيرا في ثكنة «بيوزاكارن». وحسب المعلومات التي قدمها الموقع، فإن القرموطي تم اقتياده من الثكنة مقيد اليدين بأصفاد من حديد، حيث تعرض للتعذيب والتنكيل على أيدي رجال الدرك الملكي، لولا تدخل الجنرال حميدو العنيكري، الذي أنقذه من أياديهم. ويتواجد مؤسس هذه الصفحة حاليا في سجن ثكنة أكادير في زنزانة انفرادية، لا يُسمَح لأحد بزيارته. وأضاف الموقع، نقلا عن مصادر موثوقة، أن القرموطي في حالة صحية جيدة، مشيرا إلى احتمال خوضه إضرابا عن الطعام احتجاجا على المعاملة السيئة التي عامله بها رجال الدرك الملكي قبل اقتياده إلى السجن. وفي موضوع ذي صلة، قررت إدارة الوقاية المدنية منع رجال المطافئ من استخدام أو إحضار الحواسيب المحمولة إلى الثكنات وهددت الإدارة الإطفائيين بتسليط عقوبات عليهم، في حال ثبوت إحضارهم الحواسيب، كرد فعل على إنشاء رجال المطافئ صفحة على «فيسبوك» للاحتجاج على أوضاعهم. وكانت إدارة الوقاية المدنية قد قررت معاقبة بعض رجال الوقاية المدنية العاملين في ثكنات مدن مغربية مختلفة، حيث طلبت منهم نزع بذلاتهم والتوجه إلى المجلس التأديبي، وحزم جميع اللوازم التي يستخدمونها في العمل، في انتظار القرار النهائي للمجلس التأديبي. إلى ذلك، كشفت مصادر ل«المساء» أن الجنرال اليعقوبي بعث ببرقية إلى جميع الثكنات يطلب من الكولونيلات الاجتماع بجميع عناصر الوقاية المدنية والاستماع إليهم وإعداد لائحة المطالب، في انتظار الجولة التي سيقوم بها الجنرال على جميع الثكنات.