"سوف نعلن يوماً لمقاطعة جريدة يومية مغربية بسبب عدم تطرقها لمشاكلنا"، آخر تعليق على صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لعناصر من القوات المساعدة أو المخازنية، وفق التعبير المحلي المتداول في المغرب، والتعليق عبر 8 أشخاص عن إعجابهم به، والصفحة مشترك فيها 938 وتحمل التعريف التالي: "يداً في يد من أجل مغرب ديمقراطي ومن أجل حياة اجتماعية كريمة". وعلى صفحة القوات المساعدة على "فيسبوك" أسماء مستعارة وصور ليست لأصحابها إلا الصورة الرسمية للصفحة وهي شعار الجهاز الأمني، وتركز غالبية المناقشات التي وجدت في العالم الافتراضي مكاناً آمناً من الرقابة، كما يشير أحد التعليقات، على الزيادة في المعاشات وتحسين الظروف المهنية والكرامة خلال أداء الواجب المهني والاحترام اللازم لرجال القوات المساعدة. ظاهرة غير مسبوقة المغرب يعرف ظهوراً على العالم الافتراضي للأجهزة الأمنية من خلال موقع "فيسبوك"، من خلال إحداث صفحات للحديث عن المشاكل التي يعاني منها، ومن هذه الأجهزة الأمنية، القوات المساعدة والشرطة والدرك والمطافئ، وذلك في سياق الحراك العام الذي يعرفه المغرب عقب مسيرات الاحتجاج السلمية المطالبة بالإصلاحات وبمحاربة الفساد والتي دعت لها حركة شباب العشرين من فبراير، والتي رأت النور بدورها النور في "فيسبوك" شهراً قبل أول مسيرات في الشارع العام. وعلى صفحة الإطفائيين المغاربة أو رجال الوقاية المدنية التي تحمل عنوان "منتدى ثورة الحرية للوقاية المدنية"، فيشير العداد إلى 1629 مشتركاً، وفي الصورة شعار يشير إلى تاريخ 20 أبريل كيوم للثورة والاحتجاج السلمي من أجل تحسين الظروف المهنية الخاصة بهم وإعادة إطفائيين تم طردهم من العمل ومناشدة للعاهل المغربي محمد السادس من أجل التدخل لإيقاف ما سماها المشتركون في الصفحة ب"مهزلة الإطفائيين الذين يعيشون برواتب ضعيفة ويخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين". وتشير إحدى الصور المدرجة في الصفحة إلى شعارات احتجاجية للإطفائيين المغاربة من بينهما "لا ترقية ولا حقوق.. الإطفائي دائماً محروق"، فيما تشير صورة أخرى إلى لائحة مطالب للإطفائيين تحمل عنوان "بيان مطالب 20 أبريل" وأولها العمل بنظام العمل ب3 فرق في 24 ساعة مقابل 48 ساعة من الراحة، وآخرها تفعيل العمل بجمعية الأعمال الاجتماعية، وتعلن صفحة الإطفائيين أنه سيتم اللجوء لاحقاً إلى سفر جماعي من مدن المغرب صوب العاصمة الرباط من أجل الاعتصام قبالة مقر وزارة الداخلية في مواجهة سياسة الترهيب وفق تعبير صفحة الإطفائيين على "فيسبوك". الحراك الافتراضي والزائر لصفحات الأجهزة الأمنية المغربية يجد أن عدد المشتركين قليل بالمقارنة مع مجموعات احتجاجية أخرى، فصفحة حركة العشرين من فبراير تجاوزت 47 ألف مشترك، فيما صفحة رجال الشرطة عدد المنخرطين فيها لا يتعدى 759، وهي صفحة يشير فيها رجال الشرطة إلى تشبثهم بمقدسات المغرب ووفائهم للعاهل المغربي محمد السادس ومطالبتهم بتحسين الرواتب فقط، وهي صفحة تبدو أقل حدة في الانتقادات مقارنة مع صفحات أخرى لأجهزة أمنية أخرى، ولا تحمل الصفحة الخاصة برجال الشرطة المغربية أية معلومات عن الجهة التي تقف وراءها. وخلال البحث عن صفحات الأجهزة الأمنية المغربية على موقع "فيسبوك" تظهر صفحة تحمل اسم "أبناء الدرك الملكي"، 121 عدد المنخرطين، ولا معلومات عن مدير الصفحة أو الجهة التي تقف وراء إدارتها، وبين شعار "الله.. الوطن.. الملك" وشعارات مطالبة المسؤولين الحاليين عن تسيير جهاز الدرك وتحسين الحالة المعيشية وتعويضات العائلة وغيرها من المطالب الاجتماعية. عادل الزبيري