مشاركة ألعاب القوى المغربية ببطولة العالم للعدو الريفي مرت في صمت رغم نتائجها الكارثية في خضم الاهتمام الإعلامي الكبير الذي خصص للقاء المغرب ضد الجزائر بمدينة عنابة برسم تصفيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، والمتابعة الجماهيرية الكبيرة لهذه المواجهة المغاربية، بحمولتها المتجاوزة لإطارها الرياضي الصرف، لم يلتفت الكثيرون إلى مشاركة ألعاب القوى المغربية في الدورة ال 39 من بطولة العالم للعدو الريفي التي أقيمت يوم الأحد 20 مارس الماضي في مدينة بونتا أومبريا الواقعة جنوبإسبانيا، والتي مرت في صمت، رغم نتائجها الكارثية، على جميع المستويات. فقد اكتفى منتخبا الكبار والكبيرات على التوالي بالمركزين ال 11 و14 خلال هذه الدورة التي عرفت سيطرة مطلقة لكينيا وإثيوبيا، علما بأن المغرب كان قد احتل العام الماضي المركز الرابع، أما أول عداء مغربي بالترتيب العام فجاء في المرتبة 51 وهو أنس السلموني، متبوعا بعبد الله تغرافت (65) وحفيظ شاني (171)، على مستوى دخلت الإناث فالعداءة رقية مقيم في المرتبة 36، متبوعة ببشرى السهلي (47)، وبشرى الشعبي (49)، أما المخضرمة حنان أوحدو فدخلت في المرتبة ال 81، والغريب أن ترتيب المغرب جاء متخلفا عن دول لم تكن بالأمس القريب تقوى على منافسة العدائين المغاربة. نتائج الشابات والشبان ، كانت أحسن نسبيا، فعلى مستوى الشابات جاء ترتيب المغرب ثامنا، حيث دخلت أول مغربية في المرتبة 31 وهى العداءة فدوى سيدى مدان، متبوعة بكل من أمينة الطاهيري (35) وحياة علاوي (42)، أما ترتيب الذكور فجاء خامسا، حيث احتل سفيان بوقنطار المرتبة ال 18، جاء بعده في الترتيب العام كل من عبد المجيد الحيسوف (23)، وعثمان الكومري (27). وبما أن الاعتراف يبقى دائما سيد الأدلة، فإن تصريح الإطار الوطني عبد القادر قادة بصفته منسقا للجنة التقنية داخل جامعة ألعاب القوى، خص به زملائنا في وكالة المغرب العربي للأنباء، وصف فيه نتائج المنتخبات الوطنية للكبار والكبيرات لهذه البطولة، بالمتواضعة جدا، معبرا عن أسفه ل «النتائج المتواضعة للغاية وغير مرضية»، مؤكدا أن الفريق الوطني كان عليه على الأقل احتلال المركز الخامس في هذه التظاهرة، ومعبرا عن استيائه إزاء تصرف عناصر الفريقين الوطنيين للكبار والكبيرات التي «أثارت عشية البطولة مسائل ذات طابع مادي عوض التركيز على التظاهرة». ويحمل المغرب رصيدا كبيرا وغنيا طيلة تاريخ مشاركاته في الدورات السابقة من بطولة العالم للعدو الريفي، حيث يبلغ عدد الميداليات التي تحصل عليها إلى 33 ميدالية، منها ثلاث ذهبيات و13 فضية و17 نحاسية، ويأتي خالد السكاح في المقدمة بميداليتين ذهبيتين أحرزهما في دورتي إيكس ليبان (فرنسا) عام 1990 وأنفيرس (بلجيكا) عام 1991، أما الذهبية الثالثة، فأحرز عليها المنتخب الوطني النسوي للعدو القصير في الدورة التي استضافتها مدينة مراكش سنة 1998، والذي كانت تقوده آنذاك زهرة العداءة واعزيز، وصيفة بطلة العالم مرتين في هذه المسابقة. وقد انطلق الحضور المغربي القوي بهذه البطولة منذ بداية الستينات، عندما كانت هذه البطولة تعرف باسم عدو الأمم، حيث أحرز المرحوم عبد السلام الراضي لقب، سنة 1960 في غلاسغو (اسكتلندا) والثاني فاز به الغازي الزعراوي (بنعسو) الرباط عام 1966، فضلا عن لقب في فئة الشبان كان قد أحرزه بوشتى بنعبد السلام في دورة شيفيلد (إنجلترا) عام 1962. ويسجل غياب المغرب عن منصات التتويج للسنة الثالثة على التوالي سواء في الفردي أو الجماعي، إذ يعود آخر تتويج له إلى دورة مومباسا (كينيا) عام 2007 عندما فاز بميدالية فضية وأخرى برونزية في سباقي الكبار والكبيرات حسب الفرق، أما آخر فوز على المستوى الفردي فيعود إلى دورة فوكوكا (اليابان) سنة 2006 عندما أحرز بطل العالم السابق لفئة الشبان في 1500م ووصيف بطل العالم في السباق ذاته في هلسنكي 2005 عادل الكوش ميدالية برونزية في سباق العدو القصير (4 كلم) الذي ألغي من أجندة الاتحاد الدولي لألعاب القوى. تراجع مخيف دخلته ألعاب القوى الوطنية خلال السنوات الأخيرة، رغم التطمينات التي توزعها جامعة عبد السلام أحيزون يمينا وشمالا، ورغم الميزانية المهمة التي أصبحت تتوفر عليها جامعة أم الرياضات، بفضل الدعم الحكومي السخي، فان الواقع لا يرتفع، والنتائج خير دليل، مع ما يرافق هذا التراجع من فضائح تلطخ سمعة هذه الرياضة الجميلة التي أهدت للمغرب نتائج باهرة، جعلت كل المغاربة يفتخرون بها أمام كل العالم. للإشارة فإن مصادر عليمة تتحدث عن تورط عدائين مغاربة جدد في فضائح المنشطات، وأن اللائحة تشمل أربعة أسماء من الذكور والإناث، وسيتم الإعلان عن ذلك خلال الأيام القليلة القادمة، وحينها سننتظر التبريرات التي ستصدر عن الجامعة المسؤولة...