أصدرت وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة قرارا بسحب لعبة "البوزل" من السوق المغربية، مع توصيات بمنع تداول اللعبة داخل المدارس، وروض الأطفال، للحيلولة دون تعرض الأطفال لمخاطر محتملة من مادة "الفورماميد" السامة، المصنوعة منها. وجاء القرار تبعا لما كشفت عنه تحاليل خضعت على عينات من اللعبة المسوقة في المغرب، إذ بينت وجود مادة خطيرة، تعرف علميا ب"الفورماميد"، وتوصف بأنها تتسبب لدى بعض الأشخاص في الإصابة ببعض الأمراض السرطانية، لأنها مادة كيماوية، لا تخلو من خطورة على الجسم البشري. وقال عبد الله النجار، مدير مصلحة الجودة والتسويق في وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، ل"المغربية"، إن "الوزارة قررت الإعلان عن توصيات وقائية وتحذيرية من استعمال لعبة البوزل، سيما بالنسبة إلى فئة الصغار، لإيجابية التحليل الذي أجري على عينات قليلة من اللعبة الموجودة في السوق المغربية، الذي بين وجود مادة "الفورماميد"، التي توصف بأنها مادة قد تتسبب في أمراض سرطانية". وبين النجار أن التحاليل المذكورة أجريت في فرنسا، لغياب إمكانية إجرائها داخل المغرب، وجاءت بمبادرة من وزارة التجارة والصناعة، بعد حديث طويل حول خطورة مكونات اللعبة في دول أوروبية، مثل بلجيكا. وأبرز المسؤول نفسه أنه تبعا لعدم خضوع جميع عينات اللعبة للاختبار، تقرر سحب جميع كمياتها من التداول التجاري بالمغرب، والتوصية بالتخلص من مخزونها في المحلات، التي تعرضها للبيع، بتنسيق مع مختبرات الجودة الجهوية التابعة للوزارة. وأشار النجار إلى أن وزارة التجارة والصناعة تعمل على تعزيز مراقبة مختلف اللعب المستوردة إلى المغرب، من خلال إدراج مادة "الفورماميد" ضمن المواد الممنوع توفرها في المنتوجات، وبالتالي، منعها من الدخول إلى السوق المغربية، مشيرا إلى أن المواطن مدعو إلى التأكد من جودة اللعب والمنتوجات، التي يقتنيها، والتعرف على مكوناتها بقراءة النشرة المصاحبة للعبة. من جهة أخرى، أكد مصدر من مركز الوقاية من التسممات واليقظة الدوائية، ل"المغربية"، أن لعبة "البوزل" تحتوي على مادة سامة، كشفت التحاليل المجراة على عينات منها أنها تتسبب في السرطان، وبناء على ذلك، يحظر إبقاؤها في البيت أو المدرسة، داعيا إلى التخلص منها بشكل فوري. وأوضح المصدر نفسه أن مركز الوقاية من التسممات واليقظة الدوائية يستعد لإصدار نشرة إنذارية حول لعبة "البوزل"، والتأكيد على ما تشكله من مخاطر على صحة الإنسان، عموما، والطفل بشكل خاص، سيما أن كثيرا من صغار السن يضعون أجزاء اللعب في أفواههم، وتبعا لذلك، ستصدر توصيات عبر النشرة الدورية للمركز، تحذر من استعمال هذه اللعبة. تجدر الإشارة إلى أن لعبة "البوزل" مكونة من مادة شبيهة بالبلاستيك المطاطي، يشبه السجاد أو الأرضية التي تستعمل في القاعات الكبرى لرياضة "الجيمناستيك". وكان عدد من جمعيات المستهلكين في بلجيكا وإيطاليا أعلن، منذ سنة 2009، عن مخاطر هذه اللعبة، بعدما تبين أنها تتسبب في حساسية في أعين وجلد بعض مستعمليها، ونظمت حملة للدعوة إلى التأكد من مكوناتها، انتهت بإصدار قرار بسحب اللعبة في عدد من الدول الأوروبية.