بات، اليوم، مؤكدا أن لعبة المربعات الاسفنجية، أو ما يعرف باللغة الفرنسية "tapis puzzle"، تحتوي على مادة خطيرة، تسمى "الفورماميد"، تعتبر من بين مسببات الإصابة بداء السرطان عند الإنسان بعد أن توصلت وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة في المغرب بنتائج تحاليل، أجريت في فرنسا، بطلب من المغرب، على عينات من اللعبة المسوقة في المغرب على المادة المذكورة. وارتأت "المغربية" إعادة التذكير بهذه المادة ومخاطرها، للفت انتباه الآباء والأمهات وأولياء الأطفال، لما تتضمنه مكونات لعبة "البوزل" من مخاطر على صحة الإنسان، بشكل عام، وصحة الصغار بشكل خاص، إذ يضعون، عادة، أجزاء جميع اللعب في أفواههم، لاتخاذ مزيد من الحذر والعمل بالتوصيات الوقائية من التبعات الخطيرة لمادة "الفورماميد". ويأتي ذلك، تبعا لانتشار اللعبة في كثير من المدارس الابتدائية الخاصة ودور الحضانة، وحتى في بيوت بعض العائلات المغربية، حيث يمكن أن يساهم وجود اللعبة فيها، في نشر مادة "الفورماميد"، المشتقة من حمض "الفورميك"، المستخدم عادة في المصانع، لتليين مادة تشبه الصمغ، والاحتكاك بها عبر الفم أو اليد، وبالتالي دخولها إلى الجسم. جاء الحديث عن مخاطر لعبة "البوزل" في أوروبا، بعد أن كشفت دراسة أعدتها جمعية المستهلك البلجيكي "Test - Achat" سنة 2009، عن أن لعبة المربعات الإسفنجية،"تتضمن موادا خطرة تضر بالأطفال، لاحتوائها على مادة "الفورماميد"، أحد المواد الكيميائية المسببة للسرطان، وأنها تسببت في حساسية في أعين وجلد بعض مستعمليها، ما نظم حملة للدعوة إلى التأكد من مكوناتها، انتهت بإصدار دعوة إلى سحبها من الأسواق. وسبقت فرنسا دولة بلجيكا بأيام في إعلان تجميد بيع هذه الألعاب، لمدة ثلاثة أشهر، حسب ما صرح به، فريديريك لوفيفبر، وزير الدولة الفرنسي لشؤون المستهلك، تلاه بعد ذلك منع تسويق اللعبة نهائيا في بلجيكا، بعد أن تبين أن مادة "الفورماميد" تعد من مسببات السرطان. ولتوسيع المعرفة بهذه اللعبة، نشير إلى أنها توجد على شكل أجزاء عدة، يعمل الطفل على تركيبها حسب اللون، أو وفق الحروف الأبجدية التي تتضمنها. تتشكل من قطع يجب تجميعها للحصول على رسم أو صورة، ويحتاج اللاعب إلى صورة مرجعية يهتدي بها من أجل إعادة بناء الصورة. وتبعا لذلك، فإن مدراء المدارس الخصوصية ودور الأطفال والرضع في المغرب، مطالبون بالتعامل الايجابي مع قرار الوزارة وتوصياتها الوقائية، من خلال التخلص الفوري منها والإلقاء بها في سلة المهملات، لتجنب الجميع من مخاطرها. كما أن التجار مدعوون إلى وقف استيراد الأنواع التي تتضمن مادة "الفورماميد" المذكورة أعلاه، والتخلص من مخزونهم من الكميات السابقة، التي لا تستجيب لمعاير حفظ الصحة والسلامة. علما أن السلطات المغربية، أصدرت قرار وقف بيع اللعبة في السوق المغربية، ومنع استيراد الأنواع التي تتضمن مادة "الفورماميد". وفي مقابل ذلك، فإن ذلك لا يعني عدم السماح بدخول اللعبة مستقبلا إلى المغرب، بل سيجري استثناء فقط الوحدات التي تتوفر على مادة "الفورماميد"، حسب ما أكده مصدر مسؤول ل"المغربية"، وهو ما يحتم على المشترين أخذ الحيطة والحذر من التجارة غير المهيكلة، مقابل حرهم على قراءة نشرة المعلومات التي يجب أن تكون مصاحبة للعبة. وحسب ما تحدث عنه بعض الأطباء الاختصاصيين ل"المغربية"، عن وجود احتمالات لعدم التعاطي الايجابي مع القرار من قبل التجار، ما يستوجب من الجهات المسؤولة، التواصل مع ممثلي التجار لتدارس إمكانية تعويضهم ماديا على المخزون المعرض للإتلاف من لعب وزرابي "البوزل" كطريقة تحفيزية لهم وضمانا أكبر لحفظ صحة المواطنين. يشار إلى أن مركز الوقاية من التسممات واليقظة الدوائية، يستعد لإصدار نشرة إنذارية حول لعبة وزرابي "البوزل" والتأكيد على ما تشكله من مخاطر على صحة الإنسان، عموما، والطفل بشكل خاص، إذ سيجري إعلان توصيات، عبر النشرة الدورية للمركز، تحذر من استعمال هذه اللعبة. مادة "الفورماميد" وللتعرف على تفاصيل أكثر حول مادة "الفورماميد"، وجدنا أن موقع موسوعة "الويكيبيديا"، عرف "ثنائي ميثيل فورماميد" المعروف باللغة الإنجليزية ب Dimethylformamide، أنه مركب عضوي صيغته الكيميائية C3H7NO. يطلق عليه عادة بشكل مختصر (DMF)، وهو سائل عديم اللون ممزوج مع الماء وأغلب السوائل العضوية، يستخدم DMF بشكل شائع كمذيب في التفاعلات الكيميائية. وتضيف الموسوعة أن ثنائي ميثيل فورماميد النقي، عديم الرائحة في حين أن المنتج التجاري أو المتفكك، يكون له رائحة السمك بسبب الشوائب من ثنائي ميثيل أمين. واسم DMF مشتق من "فورمالدهيد"، وأميد حمض فورميك. ويعتبر ثنائي الميثيل فورماميد، مذيبا قطبيا، محبا للماء، لا بروتوني، ذو نقطة غليان مرتفعة. يسهّل التفاعلات التي تتبع آليات قطبية، مثل تفاعلات SN2. ويمكن اصطناع DMF من فورمات الميثيل وثنائي ميثيل أمين أو تفاعل ثنائي ميثيل أمين وأول أكسيد الكربون، يعتبر DMF غير مستقر في وجود مواد قلوية قوية مثل هيدروكسيد الصوديوم أو الحموض القوية مثل حمض هيدروكلوريك أو حمض كبريتيك، ويتحلل عائدا إلى حمض فورميك وثنائي ميثيل أمين، خاصة في درجات الحرارة المرتفعة.