فجيج من أقصاها إلى أقصاها، ملتفة في غلالة سوداء من الحزن والكآبة على حكيمها وطبيبها الدكتور محمد بن عبد الحق الذي فقدناه فجر يوم الثاثاء 18/01/2011 .. وهب فجيج حياته يداوي مرضاها، ويؤاسي جرحاها .. فحق لها أن تبكيه.. وأن تنسدل على عينيْها المتعبتيْن غشاوة هم ثقيل .. كان رحمه الله كالظبي المقمر في عرصات الهلال الأحمر .. لايكل ولا يعترض ولا يرد طلبا لأحد .. اليوم فقط انحدر الهلال الألق من أفقه العلوي، وأظلمت تلك العرصات التي زهرت بحركاته وابتساماته الرضية.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون:
درة أنت في جبين الهلال يا طبيبا مضى كطيف خيال كنت كالفجر طار يوما سعيدا دجنة الوجْد فيه عين المحال لكن الله قد قضى ، فتعالوْا نملأ الأرض والسما بابتهال رحم الله عبده عبد حق وشفاء، فهل له من مثال؟ رحم الله عبده عبد حق إنه في فجيج نبع الفضال روحه فوقنا تدغدغ شعري وتحض الحضور صبر الرجال فاسمعوا ما تقول حرفا بحرفا إنه الآن في حمى ذي الجلال إنه الآن يرتعي في رياض معْ خُبيْب، وحمزة ، وبلال يرتدي سندسا ويشرب صفوا وبيمناه حور عين غوال فاطمئنوا فإنه في ذرا السع د ، جزاء الذي أتى من فعال وعلى قبره السعيد ملاك يمتح الأمن من حياض السؤال شيعتك القلوب وانطفأ النو ر، ومادت فجيج ميْد الجبال لو يصح الكمال في غير ربي لوضعت الفقيد فوق الكمال حبّر الناس فيك شعرا ونثرا ضمّنوا طرسهم عيون الخصال وتحيّرْتُ في صفاتك ، عفوا صاحب الشعر ، يا ربيب المقال كل بيضاء في الخصال أراها قطعة منك يا عزيز المثال ديّنُ ، ماجد، وأصل كريم خلق طاهر على كل حال اصطفاه الإله في الطب فردا والأطباء منه مثل الظلال عاش ما بينهم سراج اقتداء في التصدي لكل داء عضال ورمى كل علة بدواء أنضج الله قصدها كالغلال وقف الناس من ورائك غرقى في بحار الأسى، ولست تبالي تنظر الحور حول نعشك تترى تنسج الخلد من خيوط المعالي إن يقولوا من الفقيد ؟ نجبهم إن هذا الفقيد روح الهلال إن هذا الفقيد ركن فجيج قد هوى ركننا ، فهل من رجال ؟ عبقري، وفيلسوف، بسيط سرمدي الطموح .. من غير مال فلتة في فجيج هل سنراها؟ تتشظّى بذورُها في الهلال فارس الطب، مرشد، ومعين وحفي، ومنعش الآمال كنت كالنبع والجميع ظماء غار ذا النبع ، هل لنا من زلال؟ أين ذاك النبيل ؟ كم كنت ألقا هُ يجوب الدروب دون كلال ألف الناس أن يروْه ضحوكا وارفا كفه، عزيز احتمال ينفض الداء عن هياكل شتى وكأن الشفاء مولى الموالي هو رمز، نراه في كل شيء بعدما كان مُنْجدا رأس مال لست أنساه يوم عادك أمي وعلى عينه ضباب اعتلال يتحدّى السقام في صبر أيّو ب، كأن الممات لمعة آل أيه المستريح في قبره المش مول، بالعفو والرضا والجلال كلنا للسماء قلبا وكفا نسال الخلد ربك المتعالي هكذا قدّر الإله، فصبرا وخلودا لروحك المفضال هجر الشعر قبضتي بعد أمي ثم عاد اليراع يرسم حالي بين ميْتيْن هاج نوْحا وودّا فعليهم سلام صب مذال وعليهم سلام فج فجيج ولنا فيهما عزاء الرجال