معالم النضال الوطني والسياسي ماذا عسى مثلي أن يقول في حق شخصية من وزن المرحوم بنعبد الله الوكوتي، فهو شخص لا يذكر إلا بخير، وكان اسمه دائما مقترنا باسم الخطيب فهو رفيقه في الكفاح الوطني ورفيقه في الكفاح السياسي وهو من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وقد أبلى البلاء الحسن إلى جانب الراحل الخطيب في الكفاح ضد المستعمر، وكان من المتصدين للنزعات العلمانية التي ظهرت بالمغرب في فترة الاستقلال، وضد ساسة إقامة نظام الحزب الوحيد، وكان قد أدى هو والدكتور الخطيب ثمن ذلك اعتقالا. وفي بداية الستينات لجأت السلطات إلى عمليات انتخابية غير ديمقراطية لتزييف الإرادة الشعبية فرفضها، كما رفض حالة الاستثناء التي فرضت في المغرب، كما عرف بكونه مناضلا نزيها شريفا من أجل إقرار حياة سياسية ديمقراطية حقيقية، وعرف عنه أنه من الذين احتضنوا أبناء الصحوة الإسلامية إلى جانب الدكتور الخطيب. هو إذا شخصية وطنية كبيرة، ورغم أن عامل السن وعامل المرض قد فعل فعلته، فقد ظل الوكوتي مناضلا حرا إلى آخر رمق في حياته، وكان حريصا على حضور كل اللقاءات التي ينظمها حزب العدالة والتنمية ومجلسه الوطني، وأحيانا كان يحضر في حالة مرض وإرهاق كبير إلا أنه كان يصر على الكفاح والنضال، وفقدانه هي خسارة رجل وطني كبير، وهو معلمة من معالم النضال الوطني والسياسي المعاصر.