سقوط سارق ونصاب منتحل لصفة «رجل أمن» في وجدة المساء :أحالت عناصر الفرقة الاقتصادية والمالية، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، يوم الاثنين 20 دجنبر الماضي، على استئنافية وجدة أحد الأشخاص بتهمة السرقة الموصوفة والنصب والاحتيال والمشاركة وانتحال صفة (رجل أمن) ينظمها القانون، فيما وجهت لشركائه الثلاثة المتورطين معه تهم المشاركة وإخفاء ونقل المسروق. وتعود تفاصيل الحادث، بعد أن تقدمت إحدى ضحاياه بشكاية إلى مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، تفيد تعرضها لعملية نصب واحتيال من طرف أحد الأشخاص (ع.ح) البالغ من العمر حوالي 25 سنة، تقدم إليها بصفته «رجل أمن» في استطاعته توظيف الراغبين في العمل بمطار وجدة أنجاد الجديد بمجرد افتتاح أبوابه مقابل مبلغ مالي مهمّ، بعد أن قامت بتعبئة ملف يتضمن مطبوعات تحمل رأسية المكتب الوطني للمطارات لطلب الشغل وفّرها لها، لكن لم يف بوعده بعد أن تمكن من الحصول على حوالي 45 ألف درهم من ضحيته. استنفرت الفرقة الاقتصادية والمالية عناصرها، وبعد جمع جميع المعلومات حول هوية الفاعل ووضعيته الاجتماعية، قامت بحبك خطة محكمة ونصب كمين له بمساعدة الضحية التي أسند إليها أمر الإيقاع به، رغم تهديده لها بعد أن بلغه خبر تقديمها شكاية ضده. لكن الطمع عطّل ذكاء رجل الأمن المزيف وأعمى بصره فتلقّف الطُّعم، بعد أن اتصلت به الضحية ونجحت في إقناعه بأنها مستعدة للتنازل عن شكايتها وتسليمه مليون سنتيم إذا ما هو واصل مجهوداته لتوظيفها بالمطار كما وعدها بذلك، الأمر الذي قبله بسرعة وحددت معه موعدا لتسليمه المبلغ المالي المتفق عليه. انتشرت عناصر الفرقة الاقتصادية والمالية، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة، صباح يوم السبت 18 دجنبر الماضي، ببعض المواقع، في سرية تامة دون إثارة أي انتباه، بشارع محمد الخامس بالقرب من أحد المقاهي قبالة بنك المغرب، فيما وقفت الضحية/الطّعم تنتظر قدوم النصاب المحتال ليتسلم المال. لم تنتظر الضحية طويلا، إذ دون أن تشعر بقدومه انتصب خلفها ووضع يده على كتفها دون أن يتفوه بكلمة تحية أو سلام، أمام أعين مراقبة لجميع حركاته وسكناته، وطلب منها تسليمه المبلغ المالي الذي وعدته به لإتمام الصفقة. كان كلّ شيء مدروسا، إذ بمجرد أن ناولته الضحية/الطعم ظرفا يفترض فيه أن يحتوي على المبلغ المالي، وبمجرد أن مدّ يده لتسلمه، أحسّ بالأصفاد تنطبق على معصميه.. وقبل أن يلتفت حواليه كانت عناصر الفرقة الأمنية قد أحاطت به وصفّدته وهو متلبس بجريمته. لم ينبس ببنت شفة ولم يقو على الكلام وفهم أنه وقع في ما كان يوقع فيه ضحاياه . اعترف رجل الأمن المزيف، الذي كان يشتغل عاملا عاديا بإحدى شركات المشروبات الغازية، والذي سقط في شباك رجال الأمن الحقيقيين، بما اقترفه، موضحا أنه فعلا كان يعمد إلى استخراج مطبوعات للمكتب الوطني للمطارات عبر الإنترنيت ويقوم بنسخها بعد وضع رأسية المكتب الوطني عليها وتصويرها عبر آلة السكانير، ويقدمها لضحاياه ضمن ملفّ طلب الشغل الذي كان يدعي أنه مكلف بتعبئته للراغبين في الاشتغال في المطار الجديد لمدينة وجدة، واعترف أن عدد من سقط في شباكه بلغ خمسة ضحايا، تراوحت المبالغ المالية التي سلبها منهم ما بين ثمانية آلاف وخمسة وأربعين ألف درهم. كما اعترف بأنه قام بسرقة أثاث شقة إحدى ضحاياه بمفاتيح مزورة، بتواطؤ مع حارس العمارة، بعد أن تمكن من نسخها على المفاتيح الحقيقية في غفلة من صاحبتها، مستغلا بذلك ثقتها العمياء، وتكلف سائق هوندا بنقل المسروق ليلا إلى شخص ثالث قام بإخفائه.