متميز عن جميع أنواع الكفالة التي تقدمها المؤسسات العربية والإسلامية لأطفال فلسطين أكد المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، أمس الأربعاء بالرباط، خلال حفل إطلاق "مشروع كفالة اليتيم المقدسي" أن هذا المشروع متميز عن جميع أنواع الكفالة التي تقدمها باقي المؤسسات العربية والإسلامية لأطفال فلسطين. وأوضح السيد المدغري، في كلمة له خلال الحفل، أن تلك المؤسسات تقتصرعلى تقديم منحة شهرية لليتيم في حين يقدم هذا المشروع "المنحة الشهرية وتغطية صحية كاملة تسمح بمعالجة اليتيم في أحسن مستشفيات القدس وكذا رعاية مدرسية تتمثل في توفير الكتب والأدوات المدرسية والزي المدرسي ونفقات التمدرس لليتيم وبذلة العيد وقفة المواد الغذائية في المناسبات الدينية". وأعلن السيد عبد الكبير العلوي المدغري، بهذه المناسبة أن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، هو أول المتبرعين لهذا المشروع "حيث أبى جلالته إلا أن يتبرع لصندوق كفالة اليتيم بمبلغ 550 ألف دولار أمريكي". وشدد السيد المدغري على أن هذا المشروع، الذي حظي بموافقة ودعم كريم من جلالة الملك، يغطي في مرحلته الأولى كفالة خمسمائة يتيم من أبناء وبنات القدس ويمتد في الزمن من طفولة اليتيم إلى بلوغه سن الرشد. وأكد أن بوسع "كل مواطن ومواطنة وكل مسلم ومسلمة وكل إنسان في الداخل والخارج أن يتبرع منذ الآن لهذا الصندوق بكفالة يتيم واحد أو أكثر لمدة سنة أو أكثر في حساب وكالة بيت مال القدس الشريف رقم 800"، مبرزا أن كفالة يتيم واحد لسنة واحدة تتطلب مبلغ 1440 دولار أي ما يعادل 12 الف و240 درهم. وأشار السيد المدغري في هذا السياق، إلى أن اليتامى بدأوا يتسلمون نفقة الكفالة ابتداء من يوم أمس وبأثر رجعي يشمل الشهور الثلاثة الماضية، مضيفا أن الوكالة وقعت اتفاقيات مع عدة مؤسسات استشفائية مقدسية، تتعلق بالتربية والتعليم والرعاية الصحية للأيتام، كما تتوفرعلى بطاقة كاملة عن هوية اليتيم وحالته المدنية وعنوانه وصورته ورقم هاتف وليه "، الشيء الذي سيسمح بمتابعة ظروف اليتيم وجميع أحواله". وأهاب السيد المدغري بجميع المغاربة والعرب والمسلمين والمؤسسات والأفراد في الداخل والخارج تقديم العون "لإسعاد أيتام القدس والتوسع في هذا المشروع الخيري كما وكيفا". وعرج السيد المدغري في هذا الإطار، على ظروف عمل الوكالة "المليئة بدواعي الإحباط واليأس حيث يستأسد الاحتلال الإسرائيلي على القدس وأهلها والمسجد الأقصى أصبح مهددا بالانهيار، أكثر من أي وقت مضى ، فيما الأمة العربية والإسلامية مستسلمة للواقع تكتفي بالتنديد والشجب". وانتقد السيد المدغري عدم وفاء "معظم الدول العربية والإسلامية بالتزاماتها نحو لجنة القدس إذ لم تقدم الدعم المالي، الذي التزمت به في مؤتمرات القمة ومؤتمرات وزراء الخارجية لتنفيذ البرامج والمشاريع، التي من أجلها أنشئت لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس". وأبرز بالمقابل أن لجنة القدس مازالت تقوم بواجبها في الميدان داخل القدس، مؤكدا أن هذا المشروع يعد أحد المشاريع العديدة، التي تسهر لجنة القدس بواسطة ذراعها الميداني "وكالة بيت مال القدس" على تنفيذها وإنجازها، مبرزا أن هذه الأخيرة أنفقت سنة 2010 إثني عشر مليون دولار على مشاريع حقيقية داخل القدس وستنفق خلال سنة 2011 ثلاثين مليون دولار.