حسب بعض الإحصاءات الرسمية يتم إحداث حوالي20 مركزا للنداء سنويا بالمغرب، وهذا القطاع، الذي لم يظهر إلا منذ ثمان سنوات، يحقق رقم معاملات سنوي يصل إلى مليارين من الدراهم. تطور قطاع ترحيل الخدمات بالمغرب خصوصا مراكز النداء، وبات من الدول المنافسة في جذب الاستثمارات. وهو ما جعله يحتل الرتبة 30 من حيث أكبر الدول تنافسية في قطاع ترحيل الخدمات الأفشورينغ من بين 50 دولة على الصعيد العالمي، وفق تقرير مكتب الدراسات أ.ط.أتكيرني. وعلى الرغم من هذا التقدم الحاصل، إلا أن هذا القطاع يعرف العديد من النواقص والاختلالات التي لا تعرف لدى الرأي العام، وتتعلق هذه المشاكل بحقوق المشتغلين بالقطاع فضلا عن مراكز النداء التي تعمل على بيع الخمور أو المراكز الوردية التي توفر خدمات متعلقة بالجنس والرسائل التي تحمل دلالات جنسية، أو مراكز تنشط في قراءة الطالع. ويرى عدد من المتتبعين أنه في الوقت التي توفر هذه المراكز العديد من فرص الشغل ومجالا خصبا للاستثمارات، فإنها تخفي وراءها طبيعة العمل الذي يعتمد على إخفاء الأسماء الحقيقية، إذ إن العاملين بهذه المراكز يتواصلون مع الزبائن عبر الهاتف بأسماء غربية مستعارة، بالإضافة إلى أنهم يتعاملون وفق منطق وأفكارالغرب على اعتبار أن مجال الاشتغال يتجه إلى دول أوربية. وتوفر هذه المراكز أزيد من 25 ألف فرصة عمل إلا أن بعض الشباب المشتغلين بها، أكدوا أن عملهم في القطاع موسمي، في انتظار إيجاد عمل آخر. وتعمل هذه المراكز على البحث الدائم على العاملين، إما بالتعاقد مع وكالات للتشغيل، أو عبر نشر الإعلانات بالأنترنيت أو على صفحات المجلات. سعد أحد العاملين بهذه المراكز أكد أن العمل في هذه المراكز يتطلب منه مجهودا كبيرا على اعتبار أن الفترة التكوينة تتراوح ما بين أسبوعين وشهر، يليها العمل لمدة شهر في فترة تجريبية، وذلك بتحديد هدف معين كبيع المنتوج أو الخدمة لأزيد من 6 مرات، وإذا لم يتم تحقيق الهدف فيتم الاستغناء عن خدمات المرشح. تطور حسب بعض الإحصاءات الرسمية فإنه يتم إحداث حوالي20 مركزا للنداء سنويا بالمغرب، وأن هذا القطاع، الذي لم يظهر إلا منذ ثمان سنوات، يحقق رقم معاملات سنوي يصل إلى مليارين من الدراهم. وبدأ المغرب ينافس بلدان صاعدة في هذا القطاع (رومانيا، وبولونيا، وتونس، والسينغال)، وذلك بتوفيره لأزيد من20 ألف منصب شغل السنة الماضية. وصنفت إحدى الدراسات التي قامت بها المجموعة الأمريكية (ديل)، التي تعد أحد الفاعلين الرئيسين في هذه المهن، الدارالبيضاء ضمن البلدان الثلاثة العالمية الأولى، على مستوى امتلاك الخبرة وجودة الخدمات، والفعالية في توفير الحلول للمشاكل، وتشغل بعض الشركات أزيد من 1000 شخص في هذه المراكز المحدثة بالمغرب. وفي الوقت التي تراجع فيه عدد الأجراء المصرح بهم بكل من قطاع النسيج والألبسة وأجزاء السيارات الموجهة للتصدير والإلكترونيك، سجلت مراكز النداء زيادة ناهزت 9 في المائة. وأبرز مكتب الصرف ارتفاع مداخيل مراكز النداء ب9,10 في المائة و خدمات الاتصالات ب7,7 في المائة، في الوقت الذي تراجعت فيه مداخيل الاستثمارات والقروض الخاصة بحوالي 8 ملايير درهم، أي بمعدل 36 في المائة، فضلا عن تراجع الموجودات الخارجية ب3 ملايير و446 مليون درهم بمعدل 7,1 في المائة، وذلك خلال إحصاءات يوليوز الماضي. وارتفعت كل من مداخيل خدمات الاتصال ومراكز الاتصال ب35 و36 مليون درهم على التوالي، حسب إحصاءات مكتب الصرف لشهر ماي. عمل خاص تعمل مراكز النداء التي توجه خدماته إلى دول أخرى على بيع منتوجات أو توفير خدمات سواء في القطاع التجاري أو السياحي أو العقاري أو مجالات أخرى، إلا أن بعض المشتغلين بها كشفوا أن بعضها يوفر خدمات غريبة أو تتناقض مع طبيعة المجتمع. وطبيعة العمل بهذه المراكز تعتمد على إجراء أكبر قدر ممكن من المكالمات اتجاه أسر بدول أوربية عبر استعمال قاعدة للبيانات تضم أرقام هاتفية، من أجل إقناعها على شراء المنتوج أو الخدمة، وذلك باستعمال تقنيات البيع واتباع أحد الأوراق التي تبين كيفية التعامل مع الزبائن. وتعمل حياة بأحد مراكز النداء، مختصة في مجال الكهانة والعرافة، وهو عكس ما يعرفه العامة عن مراكز النداء التي تعمل أساسا في بيع المواد التجهيزية أو خدمات الأنترنيت، وهو ما يمثل خرقا لطبيعة المجتمع أو دفتر التحملات، إلا أن بعض المحللين يرون أنه أمام تشجيع الاستثمار يفتح الباب على مصراعيه لكل استثمار دون أخذ بعين الاعتبار طبيعة عمله أو المبادئ التي يقوم عليها. وعند الاتصال بأحد العاملين بهذه المراكز نفى أن تكون المؤسسة تعمل في قراءة الطالع، ولكن الأمر يتعلق بقراءة الأبراج ومقاطع موسيقية وخدمات أخرى، إلا أن إحدى العاملات قالت بأن دورهن يتمثل في إعطاء مجموعة من النصائح النفسية لكي يتغلب المتصل على مجموعة من المشاكل الاجتماعية والتي تطرأ على المستوى الشخصي أو المهني، ويشترط في العاملين بهذه المراكز التوفر على مستوى الباكالوريا يليه تكوين في علم الأبراج بالإضافة إلى إتقان إحدى اللغات الأجنبية. أوفشورين أوفشورين أو ترحيل الخدمات هو استثمار بعض الشركات عبر نقل خدماته إلى المغرب خصوصا في مجال مراكز النداء والمعلوميات والتكنولوجية الحديثة، وتلجأ إلى ذلك نظرا لليد العاملة الرخيصة والقرب من أوربا وإتقان الشباب المغربي للعديد من اللغات الأجنبية. وتطور القطاع بالمغرب مما جعله يحتل الرتبة 30 من حيت أكبر الدول تنافسية من بين 50 دولة على الصعيد العالمي، وفق تقرير مكتب الدراسات أ.ط.أتكيرني. واحتلت كل من مصر والأردن وتونس المراتب السادسة والتاسعة والسابعة عشر على التوالي في هذا التقرير. وهو ما يبين تقدمها على المغرب في هذا القطاع الذي يشغل العديد من اليد العاملة خصوصا فئة الشباب. وعلى الرغم من تقدم المغرب ست مراتب مقارنة مع التقرير السابق، إلا أنه لا يتوفر على مؤشرات مهمة بخصوص مناخ العمل واليد العاملة ذات الكفاءة مما يؤثر على ترتيبه العام. وأكد التقرير أن القطاع بالمغرب وتونس يستفيد من قربه من الأسواق الفرنكوفونية، بتوفر على يد عاملة تتقن اللغة الفرنسية، مما ساعده على خلق حوالي 25 ألف فرصة عمل بالمغرب. وجاءت الهند في الرتبة الأولى متبوعة بالصين وماليزيا والتايلاند وأندونسيا. وتجدر الإشارة إلى أن مركز أ.ط.أتكيرني هو مركز للدراسات الاستراتيجية يتوفر على فروع في حوالي36 دولة ويهتم بالعديد من القطاعات. وتوجد أهم المراكز النداء بالدارالبيضاء متبوعة بالرباط، وتنشط المراكز التي توجه خدماته إلى إسبانيا بطنجة وبعض المدن الشمالية. ويؤكد مركز الاستثمار بالدارالبيضاء أنه فضلا عن سمعتها الاقتصادية وموقعها المتميز كمجال مناسب للأعمال والتداول المالي، تتوفر الدارالبيضاء الكبرى على عدة مؤهلات تجعل العديد من المستثمرين يختارونها كفضاء لمهنة الاوفشورين. وتحتضن المدينة، العديد من المقرات الرئيسية لفاعلين اقتصاديين دوليين كبار، وأول مركز في مجال الاستشارة والتكوين المتخصص في مجال الأفشورين. هذا فضلا عن كون نجاح جهة الدارالبيضاء الكبرى عموما، في ميدان مراكزالاتصال، وإدارة الأعمال، يدعم موقعها، كوجهة اقتصادية لخدمات الافشورين. وتقع المنطقة الاقتصادية المعروفة بكازا أوفشور، على مساحة 53 هكتار على الطريق التي تربط المدينة بمطار محمد الخامس الدولي؛ وهي عبارة عن مساحة تصل إلى 250 ألف متر مربع مخصصة بالكامل للمكاتب والتجارة. وبالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي، بفضل قربه من مركز الأعمال لعاصمة اقتصادية كبرى معروفة دوليا كالدارالبيضاء، يتوفر كازا أوفشورين على عدة مؤهلات أخرى، من بينها أنه يضمن الاستقرار السريع للشركات. ويقترح كازأوفشورين، على المستثمرين أفضل الخدمات : مقرات مكيفة ومجهزة بأنظمة متطورة للكهربة والاتصال وجاهزة للاستغلال. كما تم الحرص على توفير الخدمات الإدارية بعين المكان، شبكة الهاتف، السكرتارية، الصيانة، المطاعم ونظام الندوات عبر الأقمار الاصطناعية. وضعت لصالح الشركات العاملة في ميدان الافشورين العديد من المحفزات، ومن بينها الإعانات المالية أثناء استقرار الشركات بمنطقة الافشورين، ونظام ضريبي جد منخفض، كما تم الحرص على تخفيض الضرائب الجمركية لتصل إلى 5,2 في المائة، وفي بعض الحالات إعفاء ضريبي شامل على العمل الأول . وعموما يعتبر النظام الإداري مشجعا، باعتماد الشباك الوحيد للاستثمار، ومرونة قانون الشغل، ومختلف التسهيلات الإدارية. بتسيير من المركز الجهوي للاستثمار بالدارالبيضاء، وشراكة مع جمعية المهنيين في تكنولوجيا المعلومة، والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، يعتبر هذا المركز الدولي، أداة رئيسية لقياس الآراء العامة، وتوجهاتها نحو المشاريع المتعلقة بالمعلوميات بالمغرب، حيث خلصت بعض الاحصائيات الى كون الجمهور اعتبر أن مراكز الاتصال أفضل مجال للاستثمار في ميدان المعلوميات، حسب العينة المستجوبة، وذلك بنسبة 68 في المائة. وهدفت هذه الدراسة الى قياس المحفزات التنافسية التي يمنحها المغرب. وعلى سبيل المثال، اعتبر الفاعلين الاوروبيين، أن اختيارهم للمغرب كمجال للاستثمار، بني على سؤال القيمة (82)، وأيضا على أساس أهلية الموارد البشرية (42). وتعتبر القدرات اللغوية، والحوافز الاجتماعية والضريبية، والبنيات التحتية المتعلقة بالاتصالات، مؤشرات على المؤهلات التي يملكها المغرب كمجال لتجارة الافشورين.