...................................................................... نظم فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالدارالبيضاء, مساء يوم الثلاثاء 13 يناير بالدارالبيضاء, لقاء حول موضوع "الصحافة والإعلام السمعي البصري الإلكتروني والرشوة" بمعهد الصحافة ومهن التلفزيون. وأوضح نور اليقين بنسليمان كاتب الفرع، خلال افتتاح هذا اللقاء، أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار برنامج أنشطة للفرع, التي تروم تحسيس وتحصين وسائل الإعلام والصحفيين, مبرزا الجهود المبذولة من قبل الصحافيين من أجل التنديد بظاهرة الرشوة. و أشار مصطفى الزنايدي، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أن عقد هذا اللقاء يتزامن مع الأنشطة, التي تخلد كل سادس يناير (اليوم الوطني للمحاربة الرشوة), مؤكدا في هذا الجانب أهمية أن يتباحث الصحفيون المهنيون هذا الموضوع الحساس. وشدد أيضا على أهمية تكريس ثقافة احترام الأخلاقيات في وسائل الإعلام الوطنية وخلق بيئة صحية, وعلاقات تعاقدية ومؤسساتية داخل المقاولات الصحافية نحو تحصين أفضل لوسائل الإعلام الوطنية والمهنيين ضد أي محاولة للتورط في مشاكل الرشوة. ومن جانبه, ذكر رشيد الفيلالي المكناسي الكاتب العام للجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (ترانسبارنسي المغرب), بأهمية دور وسائل الإعلام في المجتمع ولحساسية مهمة الصحافيين التي تجعلهم في الطليعة عندما يتعلق الأمر بقضية الرشوة. وشدد الفيلالي المكناسي على أن الصحافة لا تزال مهنة نبيلة تنقل المعلومات والقيم, مبرزا أهمية التوعية في معاهد الصحافة على احترام أخلاقيات المهنة. وبعد استعراضه لمختلف أشكال الرشوة، وكذا الإطار القانوني المتعلق بها في المغرب, وسبل الوقاية منها عبر مجموعة من الإجراءات، في مقدمتها توفر الإرادة، ذكر بإنشاء الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة, داعيا إلى مزيد من التعاون بين وسائل الإعلام والمجتمع المدني لدعم بعضهما البعض. وفي ختام هذا اللقاء صدر بيان تضمن توصيات من شأنها محاربة الرشوة داخل الجسم الصحفي. فيما يلي نصه. توصيات من أجل محاربة الرشوة وسط الجسم الصحافي نظم فرع الدارالبيضاء للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم الثلاثاء 13 يناير 2009، بمعهد الصحافة ومهن التلفزيون، ندوة تحت شعار " الرشوة والصحافة" بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة الرشوة. والهدف من تنظيم هذه الندوة هو المساهمة في المجهودات المبذولة في هذا المضمار وتقوية دور الإعلام في التحسيس والتوعية ومناهضة الرشوة، إضافة إلى ملامسة واقع الرشوة على مستوى الجسم الإعلامي، سواء في الصحافة المكتوبة أو الإعلام السمعي البصري والإلكتروني.و في ختام هذا اللقاء، وفي ضوء ما ساده من نقاش، تقر الندوة وتوصي بما يلي: انتشرت الرشوة بشكل وبائي في المغرب، و تقول مختلف الأبحاث أن أي قطاع لم يسلم منها، بما في ذاك القطاعات الحيوية التي من المفروض أن تكون رادعا و راصدا لجريمة الرشوة. إن الرشوة التي نقول في الإعلام أنها تنخر مجتمعنا، وتشوه مصداقية بلدنا، وتلحق أضرارا جسيمة بالتنمية، وتفسد الحياة العامة و روح المواطنة. إن هذه الآفة امتدت أيضا إلى الجسم الإعلامي بمختلف مكوناته، المكتوب والسمعي البصري والإلكتروني، وأصبح التعامل بها يتزايد باستمرار وسط منعدمي الضمير، و أشكالها تعددت و أحجامها اختلفت، ولا غرابة أن تعرف انتشارا أكثر بفعل تعدد وتتطور الأسباب الموضوعية والذاتية. قد تختلف دوافع رواج الرشوة في الوسط الإعلامي، بيد أن أهمها يعود إلى الفوضى السائدة في القطاع و إلى تأثير قوة المال وتردي أوضاع المهنيين، و بعض هؤلاء بدل أن يدافعوا عن حقوقهم الطبيعية عبر العمل المنظم، يختارون الوسائل القذرة، من هرولة وراء الأظرفة والإمتيازات والأتاوات، و بالتالي تعريض كرامة الصحفي ووضعه الاعتباري في المزاد العلني. وغني عن البيان، إن مثل هذا السلوك، الذي يكرسه بعض مسيري المقاولات الإعلامية و بعض رؤساء التحرير لأغراض معروفة، له عواقب وخيمة على رسالة الإعلام أولا، وعلى الأداء المهني ثانيا، وعلى حرية الصحافة واستقلالية الإعلام ثالثا. إن هذه الحصيلة، التي يتسبب فيها عالم الرشوة و قوة المال الموظف من أجل التأثير على وسائل الإعلام وتحريف دورها، تعتبر الوجه الثاني من محنة الصحافة في شموليتها، والتي يمثل تدخل السلطة والسياسة في الإعلام و تقويض حريته وجهها الأول. أمام هذا الواقع، الذي نعتبره مفروضا على نساء ورجال الإعلام، بكيفية منهجية، ومن أجل أهداف مكشوفة، نعتقد أن إمكانية التصدي له ومقاومته هي في المتناول لو توفرت الإرادة لدى السلطات العمومية ولدى أرباب المقاولات الصحفية. في هذا المضمار، توصي هذه الندوة مختلف الأطراف المعنية بضرورة تحصين المهنة وصون كرامة الصحافي والعمل على تأسيس ممارسة صحفية على أساس قواعد وأعراف المهنة و آدابها. وانسجاما مع تصور و مواقف النقابة الوطنية للصحافة المغربية، نجدد التأكيد على ضرورة: 1 التعجيل بسن قانون للصحافة متكامل وديمقراطي من شأنه تنظيم المهنة وتطويرها ويكرس دمقرطة وسائل الإعلام. 2 اعتماد التدبير الديمقراطي والشفاف لتسيير المقاولة الإعلامية، و إشراك المهنيين عبر ممثليهم في التسيير و و ضع البرامج. 3 وضع ميثاق تحرير مستمد من قواعد وآداب المهنة، وانتخاب مجالس تحرير تسهر على احترامه وتفعيله. 4 الاحترام التام للعمل النقابي، وتوفير شروط ممارسته وفق ما ينص عليه القانون. 5 تجديد و إبرام اتفاقيات جماعية، تراعي الجمع بين الواجبات والحقوق والمكتسبات، وتكون بمثابة مرجع أساسي لحل النزاعات. 6 الإسراع بوضع شبكة للأجور متطورة ومتوافق حولها، تتوخى التحسين المستمر للوضعية المادية للصحافيات والصحافيين و التحفيز على أداء مهني أفضل. 7 عدم الخلط بين العمل الصحفي وبين الإشهار، والحرص على استقلالية العمل المهني وعدم توظيف المهنيين في مهام إشهارية. 8 إعطاء الأهمية اللائقة للتكوين والتكوين المستمر، وجعلهما من أولويات برامج المقاولات الإعلامية. 9 سن أنظمة عمل، على مستوى المقاولات الصحفية، لا تنحصر في ضبط أوقات العمل بل تشمل أيضا التعويض عن المهام والساعات الإضافية ومعايير المنح التحفيزية و تنظيم التداول على تغطية التظاهرات المهمة الوطنية والدولية وتمثيلية المؤسسة في الداخل والخارج، وكل ما يتعلق بالعمل والسير الطبيعي للمقاولة. 10 وضع قوانين من أجل حماية الصحافيين وضمان الحق في الولوج إلى المعلومة. إن ما ذكر يتطلب بذل و تظافر جهود كل الإرادات التي ترغب فعليا في التخليق الحقيقي و في تطهير المغرب من جرائم الرشوة. ومهنيا، إن جميع الصحافيين والصحافيات مطالبون بالانخراط في هذا الورش، بدءا بإبعاد داء الرشوة عن الجسم الإعلامي، و انطلاقا من تجاوز مرحلة الصمت والدخول في مرحلة الفضح والتشهير بالراشين والمرتشين، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، واستعمال مختلف الوسائل للكشف عمن وضعوا أنفسهم في خدمة الفساد وتعهير المهنة. الدارالبيضاء 13 يناير 2009