تخلد أسرة الصحافة والإعلام يومها الوطني يوم السبت المقبل على إيقاع احتجاجات تنظمها العديد من الجمعيات الحقوقية والنقابية؛ نظرا للوضع الذي يعرفه القطاع. وسينظم المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بتنسيق مع مكتب فرع الدارالبيضاء، تجمعا تضامنيا مع جريدة المساء يوم السبت المقبل أمام مقر الجريدة. ودعت النقابة، في بلاغ لها كافة الصحفيين والصحفيات والفاعلين الحقوقيين والنقابيين والسياسين وكافة المواطنين إلى المشاركة للتعبير عن استنكارهم للحكم الجائر الذي طال المساء، والذي يعني إرسالها إلى حبل المشنقة. ومن جهة أخرى، دعت لجنة التنسيق للنقابات الثلاث بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى حمل الشارة طيلة يوم الجمعة المقبل؛ احتجاجا على تدهور أوضاع المؤسسة، وضد الإدراة التي تسعى إلى الالتفاف على استفادة الناجحين في امتحانات الكفاءة المهنية من مستحقاتهم، والتأخر الحاصل في الترقيات والنقص في التعويض الدوري، مع غياب نظام متكامل للتعويضات المهنية. كما ستنظم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ندوة تحت شعار من أجل حرية التعبير والصحافة ودمقرطة الإعلام العمومي يوم الجمعة المقبل، ثم تنظيم وقفة جماعية أمام البرلمان يوم السبت المقبل؛ احتجاجا على انتهاك حرية التعبير والصحافة بالمغرب.وجددت الجمعية، في بيان لها توصلت التجديد بنسخة منه، إدانتها لمجلم الانتهاكات الماسة لحرية التعبير والصحافة، مطالبة برفع الحواجز القانونية أمام ممارسة حرية التعبير والصحافة. ويصادف الاحتفال باليوم الوطني للإعلام العديد من التحديات؛ سواء على المستوى الداخلي أوالخارجي، حسب الدكتور محمد عبدالوهاب العلالي، أستاذ في الإعلام. فعلى المستوى الداخلي، يطرح سؤال مدى النجاح في تحقيق واستكمال متضمنات الإصلاح الذي خضع له المشهد الإعلامي برمته، والذي جاء بقائمة إصلاحات مهمة من شأن تنفيذها أن يشكل مرحلة جديدة في تطوير الإعلام المغربي؛ سواء في الصحافة المكتوبة أوالإعلام السمعي البصري، وخاصة الإجراءات المتعلقة بتحرير القطاع وإعادة تأهيله. وتساء العلالي، في تصريح لـالتجديد عن مدى تمكن الفاعلين، سواء في القطاع العمومي أوالخاص، في الصحافة المكتوبة والصحافة الإعلام السمعي البصري من بلوغ نتائج تقترب من الآمال والتطلعات المعبر عنها، ومدى تمكننا من تطوير نظام التعددية السياسية والثقافية في وسائل إعلامنا، ثم مدى التنفيذ ناجع لعقد البرنامج والاتفاقيات الجماعية، وتبني رؤية مقاولاتية متطورة . وعلى المستوى الخارجي يبقى السؤال مرتبطا بمدى مواكبة التحولات التكنولوجية والسريعة والرقمنة شبه الكاملة التي يشهدها المشهد الإعلامي، وخاصة السمعي البصري ، وكذا مسألة التنافسية وتحولنا من بلد مستهلك ومستورد للمنتجات السمعية البصرية إلى بلد مصدر لها. وأضاف العلالي بالقول لماذ يبقى المشهد الإعلامي المغربي برمته دون مستوى التطلعات والمستوى المأمول ، بالرغم سلسلة الإصلاحات الجارية ، وبالرغم من وجود قطاع إشهاري نسبة نموه السنوي تقترب من 02 في المائة ، وضخ الدولة لأموال هامة في دعم القطاع الإعلامي المكتوب والسمعي البصري ، ووجود هيأة عليا للسمعي البصري تلعب دورا مهما في تطوير وتنظيم القطاع؟ يذكر أنه من المرتقب أن تكون المبادرة المحلية للدفاع عن الحريات الأساسية بمنطقة الرباط وسلا تمارة قد نظمت أمس وقفة احتجاجية من أجل حرية الصحافة، وضد توظيف القضاء ضد الصحافة الحرة، أمام أمام مسرح محمد الخامس بالرباط، بالتزامن مع الحفل الذي تظمه وازرة الاتصال لتسليم الجائزة الكبرى للصحافيين.