الشرطة الإسبانية أبعدت الضحية ليلا دون علم الدفاع والقاضية والنيابة العامة رحلت الشرطة الإسبانية، ليلة أمس الأربعاء، إلى المغرب الشابة المغربية، نورا بنرابح (24 سنة)، التي كانت قدمت شكوى ضد أحد عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية بتهمة الاعتداء الجنسي عليها داخل مركز الشرطة ببلدة "أوريهويلا" بإقليم فالينسيا (جنوب شرق إسبانيا)، حسب ما تداولته بعض الصحف الإسبانية. وكانت المواطنة المغربية توجد في حالة اعتقال احتياطي، في انتظار تقديمها إلى المحكمة لإصدار قرار طردها من إسبانيا، التي كانت تقيم فيها بطريقة غير قانونية، غير أن النيابة العامة قررت عدم ترحيلها إلى حين التحقيق في قضية الاعتداء الجنسي، التي تعرضت إليه داخل مركز الشرطة، لأنها شاهد رئيسي في هذا الملف، الذي لم يقرر بعد تاريخ البت فيه. وتابعت المصادر ذاتها أن دفاع الضحية والقاضية والنيابة العامة فوجئوا بموقف كتابة الدولة في الدفاع، التي سرعت بترحيل نورا، إذ توجه فريق من الشرطة الإسبانية إلى مركز اعتقال الأجانب، في منتصف ليلة الأربعاء، ليرحل الضحية على متن طائرة نقلتها من مدريد إلى الدارالبيضاء. وأثار قرار الترحيل المفاجئ هذا غضب عدة جهات في بلدة "أوريهويلا"، لأنه وضع نهاية لملف الشرطي الإسباني المتهم بالاعتداء الجنسي على نورا، قبل بداية المحاكمة. وإثر ذلك، قررت القاضية، التي تتولى الملف، تقديم شكوى رسمية إلى مجلس القضاء الأعلى ضد الإجراءات، التي اتخذتها وزارة الداخلية الإسبانية بهذا الشأن، بينما شرع دفاع نورا في اتخاذ الإجراءات الضرورية للحصول على تأشيرة خاصة، تسمح لموكلته بالسفر إلى إسبانيا للإدلاء بشهادتها أثناء المحاكمة. وووعد نائب القنصل العام للمغرب في فالنسيا، الذي كان زار نورا داخل مركز اعتقال الأجانب، عائلة الضحية أن السفارة المغربية في مدريد ستقدم شكوى رسمية حول الموضوع إلى وزارة الخارجية الإسبانية. وقررت العديد من المنظمات الحقوقية في إسبانيا تنظيم، الثلاثاء 27 يوليوز الجاري، وقفة احتجاجية، أمام مركز اعتقال الأجانب، تضامنا مع المواطنة المغربية. وتعود وقائع هذه القضية إلى 28 ماي الماضي، عندما كانت نورا توجد في مركز الشرطة، في حالة اعتقال احتياطي، وبعد مرور يومين على اعتقالها، قدمت شكوى للمسؤولين في المركز، ضد شرطي، قالت إنه اعتدى عليها جنسيا. وأفادت نورا، في تصريحات للشرطة الإسبانية، أنها تلقت مكالمة هاتفية من امرأة تتكلم اللغة العربية قالت لها إن الشرطي "يساعد الفتيات، اللواتي يكن لطيفات معه". وتابعت نورا، حسب المصدر ذاته، أنه دقائق بعد المكالمة الهاتفية، قادها الشرطي إلى مراحيض مركز الشرطة ليعتدي عليها جنسيا، ثم عاود الكرة في اليوم التالي. وبعد أن علمت شرطية في المركز بما يجري في مراحيض المركز، شجعت نورا على رفع شكوى ضد الشرطي، الذي جرى توقيفه عن العمل.