"الجهة الشرقية التي شكلت، بالفعل، مصدرا مهما للهجرة في اتجاه أوروبا على مدى عقود، أضحت تثير اهتمام الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا بفضل المشاريع السوسيو-اقتصادية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية". قال المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة الشرقية السيد محمد امباركي، أمس الأربعاء ببروكسيل، إن هذه الجهة تعرف "نهضة حقيقية" تتميز بإطلاق مشاريع تنموية كبرى، ومشاريع قرب تستهدف الفئات الأكثر هشاشة. وأوضح السيد امباركي، الذي يقود وفدا من الجهة الشرقية يزور حاليا بلجيكا بدعوة من جهة ومدينة بروكسيل، أن "الجهة الشرقية تعرف في الوقت الراهن نهضة حقيقية بفضل إسهامات المبادرة الملكية، وتتجلى هذه النهضة في إطلاق مشاريع كبرى والانشغال بتنمية القرب التي تستهدف الفئات الأكثر هشاشة". وأضاف، في هذا الاتجاه، أن قافلة للتضامن وتنمية القرب تجوب حاليا مجموع تراب الجهة منذ 28 يونيو الماضي، ويرتقب أن تعبر جميع أقاليم شمال وجنوب المملكة، موضحا أن الأمر يتعلق بالبرهنة على أن التنمية التي يرغب فيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس تشمل الجميع ولا تترك أحدا على حافة الطريق. وبعدما أشاد بالعلاقات بين المغرب وبلجيكا، سجل المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة الشرقية أن هذه الزيارة، التي تمتد لثلاثة أيام، ستخول لأقاليم الجهة الشرقيةوبروكسيل تدارس إمكانيات التعاون الثنائي، خاصة في ظل وجود جالية مغربية هامة مقيمة في بلجيكا تنحدر من هذه الجهة. وأبرز السيد امباركي أن هذه الجالية حريصة على أن تشكل جسرا بين الجهتين، وعموما بين البلدين على المستويات الثقافية والإنسانية والسوسيو-اقتصادية. وقال إن الجهة الشرقية التي شكلت، بالفعل، مصدرا مهما للهجرة في اتجاه أوروبا على مدى عقود، أضحت تثير اهتمام الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا بفضل المشاريع السوسيو-اقتصادية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية. وتروم هذه المشاريع، حسب السيد امباركي، المساهمة في تنمية العلاقات التي تجمع المقاولات والمشاريع السوسيو-ثقافية التي يحملها المجتمع المدني في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي نفس السياق، أكد السيد توفيق بودشيش، مدير قطب التعاون الدولي والتطوير الاقتصادي بوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الجهة الشرقية أن هذه الجهة من المملكة تعرف إنجاز مشاريع مهيكلة كبرى في مجالات السياحة والصناعة والطاقة والتكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصال، والصناعات الغذائية والتجارة والخدمات، فضلا عن تكوين الكفاءات. وأوضح السيد بودشيش أن العديد من المشاريع تتطلب شراكات بين المقاولات، على الخصوص في المناطق الصناعية لسلوان بالناظور والقطب التكنولوجي بوجدة والقطب الفلاحي ببركان. وأضاف أنه بغية التعريف بكيفية أكبر بالفرص الجديدة للاستثمار، يضم الوفد المغربي على الخصوص رؤساء غرف التجارة والصناعة والخدمات بكل من وجدة والناظور، وكذا مدير المركز الجهوي للاستثمار. ولدى تسليطه الضوء على أهمية الجهة الشرقية على المستوى السياحي، أوضح السيد بودشيش أن المحطة الأولى من مخطط آزور، التي دشنها جلالة الملك محمد السادس سنة 2009 بالسعيدية، بمقدورها استقبال السياح البلجيكيين الذين يبحثون عن المواقع المتنوعة (المناطق الساحلية والجبال والصحراء) التي تميز هذه الجهة المتميزة. وسيقوم الوفد المغربي خلال هذه الزيارة بإطلاع المسؤولين الأوروبيين بلجنة الجهات التابعة للاتحاد الأوروبي على مشروع التوأمة المؤسساتية الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، والذي يجمع الجهة الشرقية بجهتي الأندلس وغاليسيا بإسبانيا في إطار برنامج دعم تفعيل اتفاق الشراكة. وتعتبر الجهة الشرقية، الأولى بجنوب الحوض المتوسطي التي تستفيد من هذا البرنامج المسير بشكل مشترك من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون ومفوضية الاتحاد الأوروبي بالرباط. ومن جهتهم، أشاد المسؤولون البلجيكيون بالطفرة التنموية التي تشهدها مختلف جهات المغرب، وعلى الخصوص الجهة الشرقية، التي تنحدر منها جالية مغربية-بلجيكية كبيرة، كما عبروا عن اهتمام كبير بالإنجازات السوسيو- اقتصادية المحققة بالجهة بقيادة جلالة الملك محمد السادس. كما أبدوا هؤلاء، خلال لقائهم مع ممثلي جهة ومدينة بروكسيل، إرادة واضحة إزاء تدعيم أكبر للتعاون بين الجهتين.