أفيد ل "هسبريس" من قبل عبد المنعم شوقي، بصفته رئيسا للجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب وعضوا باللجنة المغربية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، بأنّ البوليس المغربي قد أقدم بعد زوال يوم أمس الأربعاء على خدمة مصالح التواجد الاستعماري الإسباني بباب مليلية، وأضاف ضمن نفس الإفادة بأنّ عناصر تابعة ل "شرطة الحدود" بمعبر بني انصار (12 كيلومترا شمال النّاظور) قد أقدمت على اعتقال الفاعل الجمعوي لحسن مجّاطي تعسّفا، قبل تسليمه إلى الفرقة الإقليمية للشرطة القضائية بالنّاظور التي شرعت فورا في التحقيق معه بتهمة "خيالية" أشير إلى ارتباطها بإهانة أحد أفراد الشرطة. وأورد عبد المنعم شوقي خلال اتصال هاتفي ب "هسبريس" قوله: "نسجّل أسفنا الشديد بخصوص السلوك اللامسؤول الذي أبان عنه البوليس المُعتقِل للجمعوي لحسن مجاطي، عضو اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب.. كما نرفق أسفنا هذا بتحميلنا رئيسَ المنطقة الإقليمية لأمن النّاظور كافة التبعات التي قد تنجم عن هذا التعسّف الرامي إلى اختلاق أحداث وإعداد تهم بعيدة كلّ البعد عن حقيقة الوقائع"، قبل أن يضيف: "مجّاطي هو المكلّف من قبل لجنتنا برصد ضحايا التعسّفات الإسبانية المرتكبة ضدّ المغاربة بالمعبر الحدودي الرابط بين المناطق الممارسة عليها السيادة المغربية والحيز الترابي المغربي المليلي المحتلّ من قبل إسبانيا.. كما أنّ مجّاطي هو الذي استطاع مؤخرا توثيق خروقات المحتل الإسباني باستنساخ صفحات من كافة الجوازات التي تحمل خاتما قاض بمنع أزيد من 50 مغربيا من ولوج الثغر المحتل طيلة السنوات الخمس المقبلة.. وهنا نقف لنتساءل مفجوعين حول ما إذا كان الأمن المغربي ملمّا بحجم الخدمة التي يقدّمها للمستعمر باعتقال مجّاطي".. كما أشعر شوقي بكون رجال المنطقة الإقليمية لأمن النّاظور قد عمدوا، في إجراء فوري، إلى الاستعانة بعربة شرطة "سْطَافيطْ" لنقل شهود "مفترضين" من بني انصار إلى مقر الشرطة القضائية بالنّاظور بغية تأكيد التهمة الملصقة بمجّاطي ضمن محاضر التحقيق. تصريحات رئيس اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب تأتي ضمن ثالث أيّام "الغضب" الذي عبّر عنه الإطار الجمعوي المذكور تجاه "التعسف الأمني بالجانب الإسباني من معبر بني انصار|مليلية"، وهو ذات "الغضب" الذي حذا بجمعويين ناظوريين إلى الاستعانة بأجسادهم كدروع مانعة لدخول الإسبان إلى النفوذ الترابي لبني انصار في ردّ فعل على إقدام الأمن الإسباني على منع أزيد من 50 مغربيا من ولوج مليلية لخمس سنوات مستقبلية، خيث اعتبر هذا القرار بمثابة عقاب جماعيّ على المجاهرة الشعبية بمغربية المدينة.. كما تأتي ذات التصريحات بعد فترة صباحية متشنّجة، من ذات يوم الأربعاء، عرفت تسجيل احتجاج جمعوي على أحد رجال الشرطة المشتغلين بزي مدني على معبر بني انصار "الحدودي".. إذ أقدم العنصر الأمني المشار إليه بتوجيه انتقاده للجمعويين الغاضبين قائلا: "ماشِي من حقكم تْسْدّو الحدُود علَى الصْبْنْيُولْ.. هَادْ شِّي منْ اخْتِصَاصْ سِيدْنَا.." قبل أنْ يُعقّب عليه مجَاطي الذي طاله الاعتقال بُعيد سويعات: "سِيدْنَا مْقَامُو مْحْفُوظْْ ومَا يْرْضَاشْ بالذل للمغاربة.. عْلاَشْ كتْدَأفْعْ عْلَى الصبنيول.. وَاشْ انتْ مغربي بحَالْ هَاد النّاسْ اللّي تحْقكْرُو وْانْتَ كتشُوفْ.. أوْ احْنَا غَالْطِينْ؟". كما تجدر الإشارة إلى أنّ حضورا أمنيا إسبانيا رفيع المستوى قد حجّ صباح يوم أمس الأربعاء إلى الجانب المحتلّ من بوابة مليلية، حيث عمد ذات الحضور الذي رابط لساعات أمام البوابة، بوجود كبار أمنيي مليلية، إلى مراقبة الوضع عن كثب بغية الاطلاع على الوقائع التي جعلت عددا من إسبانيي المدينة يتذمّرون من عدم تمكنهم من قضاء مآربهم بالنّفوذ الترابي لإقليم النّاظور.