أخلد الأزمنة هو الزمن الذي يشرف فيه صاحب الجلالة الجهة الشرقية حيث تعيش زمنا ملكيا بامتياز، زمنا هو زمن المستقبل، زمن الإقلاع و التحدي، زمن الانطلاق و البناء، زمن مشاريع ذات أبعاد اقتصادية و اجتماعية و ثقافية.... مشاريع تروم تنمية الجهة الشرقية في إطار تنمية وطنية كاملة و متكاملة. إن الزيارات الملكية للجهة الشرقية تدخل في إطار الحضور الفعلي لصاحب الجلالة في كل مدن و جهات المغرب، في إطار التواصل المباشر بين الملك و شعبه في كل منطقة من مناطق المغرب من أكبر مدينة إلى أبعد قرية من قرى المملكة. إنها زيارة التحام و تفاعل بين المؤسسة الملكية من جهة و تطلعات المجتمع المغربي من جهة ثانية. إن الزيارات المتكررة و المتتالية للجهة الشرقية دليل جلي على الاهتمام السامي الذي يوليه صاحب الجلالة لهذه المنطقة التي عانت من التهميش لمدة طويلة، دليل على العناية المولوية التي يوليها صاحب الجلالة لسكان هذه الجهة الذين يتطلعون و يترقبون في كل مرة و على مدار السنة زيارة ملكهم لما تحمله من أبعاد عاطفية نبيلة، و لما تتضمنه من آفاق تنموية تعيد الاعتبار لهذه الجهة و لساكنتها. إن الزيارات الملكية تكرم أبناء المنطقة من خلال اعتماد برامج متعددة من حيث الكم، متنوعة من حيث المجالات، موزعة من حيث الناحية الجغرافية. إنه التلاحم الحقيقي بين الملك و الشعب على كل المستويات، و يكفي الاطلاع على لائحة المشاريع التي أعطى صاحب الجلالة الانطلاقة لها حتى تتوضح الصورة، إنها تندرج كلها في إطار مخطط شمولي يعتمد على نظرة مستقبلية قائمة على بنية تحتية في مستوى الموقع الاستراتيجي للجهة الشرقية. إن الزيارات الملكية المتكررة و المتتالية، تدل بشكل واضح على أن صاحب الجلالة يتعامل مع مختلف أرجاء المملكة بنفس المعاملة و بوليها نفس الاهتمام و هو بذلك يهدم أسس التمييز بين مغرب نافع و آخر غير نافع و أعتقد أن هذه الخطوة هي حجر الزاوية في العمل التنموي الاقتصادي و الاجتماعي الذي ينشده كل المغاربة إن صاحب الجلالة بزياراته المسترسلة للجهة الشرقية يكرم هذه الجهة و أهلها و يرفع عنها العزلة و التهميش و يريدها جهة نامية متطورة، بذلك يرسل رسائل دالة لجهات عديدة، و على الجميع أن يستقبل هذه الرسائل و يستوعب الدرس. و كل زيارة ملكية و الجهة الشقرقية بألف خير.