توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    بوزوق ينفصل عن الرجاء بالتراضي    إعادة تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. مفاهيم مؤسسة وسردية تاريخية    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    العازف سفيان بامارت.. حين تلتقي الأناقة بالعاطفة في تناغم موسيقي فريد    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    11 قتيلا وعشرات المصابين بحادث دهس في سوق لعيد الميلاد بألمانيا    وليد كبير: النظام الجزائري يفشل في عرقلة التقارب المغربي-الموريتاني    الشعب الجزائري يثور تحت شعار #مانيش_راضي.. دعوة لإسقاط نظام العسكر واستعادة كرامة الجزائريين    النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية عزز ورش الجهوية المتقدمة في هذه الربوع من المملكة (الخطاط ينجا)    11 قتيلا وعشرات المصابين بحادث دهس في سوق لعيد الميلاد بألمانيا    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أشرف حكيمي ينال ثاني أفضل تنقيط في الليغ 1    وقفات تضامنية بعدد من المدن المغربية تطالب بوقف التطبيع    جلالة الملك يستقبل رئيس جمهورية موريتانيا بالقصر الملكي بالدار البيضاء    ندوة حقوقية بالعرائش تسلط الضوء على تقييد حرية التعبير وملاحقة الصحفيين قضائيًا    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر    واشنطن تلغي مكافأة اعتقال الشرع    زينب أسامة تطلق أغنيتها الجديدة "حدك هنا"...    توقعات احوال الطقس ليوم السبت.. أمطار ضعيفة بالواحهة المتوسطية    تساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800م يومي السبت والأحد    الملك محمد السادس يهنئ أمير دولة الكويت بمناسبة الذكرى الأولى لتوليه مسند إمارة دولة الكويت    أخنوش يُشرف على توقيع اتفاقية لتطوير المحطة السياحية "موكادور" بالصويرة    دفاع بعيوي ينتقد محاضر الضابطة القضائية .. ومحامي الناصري يثير تقادم التهم    الدار البيضاء: جلسة تحقيق تفصيلية في قضية اغتصاب مثيرة للجدل        نيويورك: الجمعية العامة الأممية تتبنى القرار المغربي بشأن السياحة المستدامة    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    النفط يتراجع مدفوعا بمخاوف بشأن الطلب وقوة الدولار    الأسود ينهون 2024 في المركز الأول قاريا وعربيا و14 عالميا    نيويورك: توجيه لوائح اتهام ل3 تجار مخدرات دوليين اعتقلتهم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمغرب في أبريل الماضي    التامني: بعد المحروقات والأوكسجين جاء الدور على الماء ليستولي عليه أخنوش    تطوان: معهد سرفانتس الإسباني يُبرز تاريخه ويعزز جمالية المدينة    هَنيئاً لِمَنْ دفَّأتْهُ الحُرُوبُ بِأشْلائِنَا!    التافه حين يصير رئيسًا: ملهاة مدينة في قبضة .. !    رئيس الإئتلاف الوطني من أجل اللغة المغربية ل " رسالة 24 ": التحدي السياسي هو أكبر تحدي يواجه اللغة العربية    مجلة دار النيابة تعود إلى الأكشاك بحلة جديدة بعد 40 سنة من إطلاقها    العصبة تكشف عن برنامج الجولة 16 أولى جولات الإياب    بعد المصادقة عليه.. صدور قانون مالية 2025 بالجريدة الرسمية    التجارة بين المغرب وإفريقيا تكشف إمكانات غير مستغلّة بالكامل    الملك: لا ينبغي على الجهات إغفال المخاطر والأزمات لأنها قد تواجه جملة من التهديدات المتنامية    7250 سوريا عادوا إلى بلدهم عبر الحدود الأردنية منذ سقوط الأسد    ريكاردو سابينتو يلوح بالرحيل: ظروف الرجاء لا تسمح بالاستمرار    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    السينغالي مباي نيانغ يعلن رحيله عن الوداد ويودع مكونات الفريق برسالة مؤثرة    رابطة الدوريات ترفض تقليص عدد الأندية    كأس الرابطة الانجليزية.. توتنهام يتأهل لنصف النهاية على حساب مانشستر يونايتد    سوريا إلى أين؟    تسجيل وفيات بجهة الشمال بسبب "بوحمرون"    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    أرخص بنسبة 50 بالمائة.. إطلاق أول دواء مغربي لمعالجة الصرع باستخدام القنب الطبي    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد العرش ملحمة ملك وشعب
نشر في الوجدية يوم 26 - 07 - 2010


يترأس يومي الجمعة والسبت
احتفالات عيد العرش المجيد
بمدينتي طنجة وتطوان
ويصدر عفوه السامي
على 980 شخصا من المحكوم عليهم
من طرف مختلف محاكم المملكة.
عيد العرش ..
ذكرى حافلة بالدلالات والحمولات التاريخية.
مشاريع هيكلية كبرى
في خدمة التماسك الاجتماعي والتحفيز الاقتصادي.
الزيارات الميدانية لجلالة الملك:
استراتيجية عمل ناجعة لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع
والوقوف على أحوال المواطنين.
جلالة الملك
يترأس يومي الجمعة والسبت
احتفالات عيد العرش المجيد
بمدينتي طنجة وتطوان
ويصدر عفوه السامي
على 980 شخصا من المحكوم عليهم
من طرف مختلف محاكم المملكة.
عيد العرش ..
ذكرى حافلة بالدلالات والحمولات التاريخية.
مشاريع هيكلية كبرى
في خدمة التماسك الاجتماعي والتحفيز الاقتصادي.
الزيارات الميدانية لجلالة الملك:
استراتيجية عمل ناجعة لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع
والوقوف على أحوال المواطنين.
رعاية ملكية موصولة لقطاع الشباب والرياضة.
الثقافة محور أساسي
في استراتيجيات التنمية المستدامة في المغرب.
إصدار قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما
بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.
جلالة الملك
يترأس يومي الجمعة والسبت
احتفالات عيد العرش المجيد
بمدينتي طنجة وتطوان


خطاب العرش الملكي السامي على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة ابتداء من الساعة الثانية بعد الظهر
أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، سيترأس ، يومي الجمعة والسبت ، بمدينتي طنجة وتطوان مراسيم الاحتفالات المقامة بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين .
وفي ما يلي نص البلاغ الذي أصدرته الوزارة بهذا الخصوص :
"تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله وأيده، سيؤدي يوم غد الجمعة 17 شعبان 1431 ه الموافق 30 يوليوز 2010 م ، صلاة الجمعة بمسجد محمد الخامس بمدينة طنجة.
وبمناسبة حلول الذكرى الحادية عشرة لتربع جلالته، أعزه الله ، على عرش أسلافه المنعمين سيترأس جلالته، حفظه الله، زوال هذا اليوم، حفل استقبال بقصر مرشان بمدينة طنجة. وسيبث خطاب العرش الملكي السامي على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة ابتداء من الساعة الثانية بعد الظهر.
وفي مساء نفس اليوم ستترأس صاحبات السمو الملكي الأميرات الجليلات مأدبة العشاء، التي سيقيمها صاحب الجلالة، أعزه الله، بقصر مرشان بمدينة طنجة تكريما للسيدات المدعوات.
وفي زوال يوم السبت 18 شعبان 1431 ه الموافق 31 يوليوز 2010 م ، سيترأس صاحب الجلالة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بساحة مشور القصر الملكي بمدينة تطوان حفل أداء القسم الذي سيؤديه أمام جلالته الضباط المتخرجون الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية والمدنية.
وعلى إثر ذلك سيترأس جلالة الملك، أعزه الله، بنادي الضباط التابع للحرس الملكي بمدينة تطوان مأدبة الغداء التي تقيمها القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية بهذه المناسبة المجيدة.
وبعد صلاة عصر نفس اليوم سيترأس جلالة الملك، نصره الله، حفل الولاء بساحة مشور القصر الملكي بمدينة تطوان" .
جلالة الملك
يصدر عفوه السامي
على 980 شخصا من المحكوم عليهم
من طرف مختلف محاكم المملكة
بمناسبة عيد العرش المجيد تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، بإصدار عفوه السامي على 980 شخصا من المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة ، منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح.
وفي ما يلي نص البلاغ الذي أصدرته وزارة العدل بهذا الخصوص :
" بمناسبة عيد العرش المجيد لهذه السنة 1431 هجرية 2010 ميلادية تفضل مولانا الإمام صاحب الجلالة والمهابة الملك سيدي محمد السادس أدام الله عزه ونصره، فأصدر حفظه الله أمره السامي المطاع بالعفو على مجموعة من الأشخاص منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح ، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة الشريفة وعددهم 980 شخصا وهم كالآتي :
- العفو مما تبقى من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة : 5 سجناء
- التخفيض من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة : 599 سجينا
- تحويل السجن المؤبد إلى المحدد لفائدة : سجين واحد
- العفو من العقوبة الحبسية أو مما تبقى منها لفائدة : 91 شخصا
- العفو من العقوبة الحبسية مع إبقاء الغرامة لفائدة : 31 شخصا
- العفو من عقوبتي الحبس والغرامة لفائدة : 23 شخصا
- العفو من الغرامة أو مما تبقى منها لفائدة : 230 شخصا
أبقى الله سيدنا المنصور بالله ذخرا وملاذا لهذه الأمة ومنبعا للرأفة والرحمة وأعاد أمثال أمثال هذا العيد على جلالته بالنصر والتمكين وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن وجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب والسلام" .
عيد العرش ..
ذكرى حافلة بالدلالات والحمولات التاريخية
تحل الذكرى الحادية عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، والشعب المغربي يستحضر بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، قوة ومتانة الالتحام المكين الذي ما فتىء يجمعه بالعرش العلوي المجيد، على امتداد جميع مراحل بناء صرح مملكة الرخاء والازدهار وأهم المنعطفات الحاسمة والمواقف الصعبة من تاريخ الأمة.
وتأتي هذه الذكرى المجيدة يوم 30 يوليوز من كل سنة، لتسلط الضوء على أواصر المحبة القوية ،وتعلق الشعب المغربي الراسخ بجلالة الملك محمد السادس، رمز الأمة وموحدها، وباعث نهضة المغرب الحديث، الذي تمكن بفضل حنكة وتبصر وسداد رؤية جلالته وتجند أبناء هذا الوطن الأبي، من شق طريق التقدم والازدهار بكل عزم وتباث.
والشعب المغربي إذ يخلد هذه الذكرى الحافلة بالدلالات والحمولات التاريخية الوازنة، يجدد تأكيده على متانة رابطة البيعة الشرعية، من خلال استحضار بعدها الديني القائم على التعاليم السديدة للدين الإسلامي الحنيف، وتشبته الراسخ بتخليد هذا العيد الوطني المجيد جريا على العادات والتقاليد العريقة للمملكة المغربية.
وفي غمرة الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية العظيمة التي تؤرخ لاعتلاء أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، عرش أسلافه الميامين يوم 30 يوليوز من سنة 1999، يسترجع المغاربة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها كل من جده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، جنبا إلى جنب مع أبناء الشعب المغربي، تمهيدا لقيام صرح مغرب الحداثة والانفتاح والتقدم بجميع أوجهه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ومضات مشرقة
من ملاحم جهادية
أكدت الالتحام المكين
بين العرش والشعب
لقد حاول الكيان الاستعماري الذي جثم بثقله على المغرب لأزيد من أربعة عقود، تسخير كافة الوسائل وتوظيف جميع الأساليب المتاحة للمساس بالوحدة الوطنية والنيل من الرباط المتين الذي جمع بين جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وشعبه الوفي، مستهدفا من خلال ذلك، طمس معالم آصرة قوية جسدتها رابطة البيعة وتشبث الشعب المغربي القوي بالعرش العلوي المجيد.
وخدمة لهذا الغرض الدنيئ، لم تتوانى سلطات الحماية عن محاصرة القصر الملكي بواسطة قواتها يوم 20 غشت من سنة 1953، مطالبة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بالتنازل عن العرش، فما كان منه طيب الله ثراه إلا أن آثر النفي على الرضوخ لإرادة المستعمر، مصرحا بكل ما أوتي من إيمان وثقة في الله أنه لن يضيع الأمانة التي وضعها شعبه الوفي على عاتقه، والمتمثلة في كونه سلطان الأمة الشرعي ورمز وحدتها وسيادتها الوطنية، وفاءا منه لرابطة راسخة جسدتها البيعة الشرعية.
وأمام المواقف الوطنية السامية التي أبان عنها بطل التحرير، وسعيا منها إلى النيل من تلاحم الشعب المغربي الوطيد بملكه الشرعي، في الشمال كما في الجنوب وفي الشرق كما في الغرب، أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ جريمتها النكراء بنفيه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.وما أن عم الخبر ربوع المملكة وشاع في كل أرجائها حتى ثار الشعب المغربي في انتفاضة عارمة وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، معلنا بداية العمل المسلح وانطلاق العمليات البطولية التواقة إلى ضرب غلاة الاستعمار ومختلف مصالحه وأهدافه.
وما كانت هذه الأعمال البطولية الباسلة إلا أن تثمر عودة بطل التحرير جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، ومجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب المجيدة التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال والوحدة الترابية.
وبذلك يكون الشعب المغربي قد برهن للعالم بأسره عن تعلقه الدائم وحبه العارم لوطنه وملكه، مبديا استعداده القوي واللامشروط لخوض أشد المعارك وتخطي أعتى الصعاب، ذوذا عن مقدساته وصونا لكرامته النابعة من إبائه وأصالته، وهو ما أشار إليه المغفور له الحسن الثاني في خطابه بمناسبة الذكرى ال` 19 لثورة الملك والشعب سنة 1963، واصفا هذه العلاقة المتينة بالرابطة التي "نسج التاريخ خيوطها بعواطف المحبة المشتركة، والأهداف الموحدة التي قامت دائما على تقوى من الله ورضوانه".
رابطة البيعة ...
آصرة قوية تجسد ضمانة
لاستقرار وأمن المملكة
لقد جسدت البيعة الشرعية، على امتداد تاريخ المملكة المغربية، الرابطة المتينة والصلة الراسخة التي ما فتئت تجمع الملك بوصفه أميرا للمؤمنين وحامي حمى الملة والدين، بشعبه الذي يعتبره بمثابة قائد الأمة ورمز الوحدة والسيادة الوطنية بجميع تجلياتها.
وتشمل هذه الآصرة دلالات ومعاني شتى، تحيل في المقام الأول على كونها ضمانا لاستقرار وأمن المملكة، من خلال تجسيد الوحدة الوطنية وسلطة القانون واستتباب السلم، بما يتيح جعل البلاد واحة آمنة وسط صحراء محفوفة بمختلف مظاهر النزاع والاضطراب وعدم الاستقرار.
كما أن هذا الميثاق القائم على ركائز دينية متينة تستمد ثوابتها من شرائع الدين الإسلامي الحنيف، يجسد الاستمرارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ أن تواصل الحكم الرشيد والثبات على النهج القويم، يعد مفتاح الاستقرار والرقي والازدهار.
من جهة أخرى، يعبر ولاء الشعب المغربي لملكه، عن إجماع واضح حول تشبث المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة ورغبتهم في صون حرمتها والذوذ عن حماها، اعتبارا لكون الملك رمزا للوحدة والتكامل الترابي بين مختلف مناطق البلاد.
ولعل حرص شيوخ القبائل وممثلي مختلف مناطق المملكة، على تجديد بيعتهم لجلالة الملك مع حلول ذكرى عيد العرش المجيد من كل سنة، يعد دليلا واضحا على تشبثهم بجلالة الملك واستعدادهم للتجند ورائه خوضا لمختلف التحديات التي تواجهها المملكة.
من ثم، وعلى ضوء هذه الحقائق، يحق للمغاربة الافتخار بهذه الرابطة المتينة، التي ما فتئت شعلتها تتقد وتكبر في العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس، الذي تمكن بفضل رؤيته المتبصرة وقيادته الرشيدة، من جعل المغرب منارة ساطعة أضاءت بإشعاعها وتألقها مختلف أرجاء المعمور.
ومع حلول الذكرى الحادية عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، يوم 30 يوليوز الجاري، يقف الشعب المغربي، وقفة إجلال وإكبار لجلالة الملك محمد السادس، مستحضرا التحولات الإيجابية المشهودة والخطوات الإيجابية الجبارة التي حققتها المملكة المغربية خلال العشرية الأخيرة، واليقين يحذوه بأن تبوأ هذه المكانة الرفيعة لم يكن ليصير حقيقة من دون آصرة قوية تجسدها رابطة البيعة.

@@@@@@@@@@@@
الذكرى الحادية عشرة لعيد العرش:
مشاريع هيكلية كبرى
في خدمة التماسك الاجتماعي والتحفيز الاقتصادي
شهد المغرب ، منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين ، إنجاز مشاريع هيكلية كبرى في خدمة التماسك الاجتماعي والتحفيز الاقتصادي .
وقد ساهمت هذه الأوراش الطموحة ، التي بدت ملامحها تتضح في مختلف أقاليم وعمالات المملكة ، في تغيير وجه المغرب الجديد الذي شهد قفزة نوعية همت جميع المجالات وسرعت وتيرة النمو وعززت الاقتصاد الوطني مما مكنه من مواجهة آثار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.

البعد الاجتماعي في صلب انشغالات جلالة الملك
من أجل مجتمع متماسك ومواطنة كاملة
أولى جلالة الملك منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين عناية كبيرة للبعد الاجتماعي ، وهو ما تجسد في إطلاق مبادرات تمحورت حول التنمية البشرية ومحاربة الفقر والاقصاء الاجتماعي من خلال تثمين العنصر البشري، وإنعاش فرص الشغل والتقليص من معدل البطالة، وحماية القدرة الشرائية للمواطنين ، وضمان الاندماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، وإطلاق آليات جديدة للتضامن لفائدة ذوي الدخل المحدود والفئات المعوزة ، مع إيلاء عناية خاصة للعالم القروي والمناطق الجبلية.
وفي هذا الصدد قال جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة الذكرى العاشرة لعيد العرش "إن منظورنا المتكامل للتنمية الشاملة،يقوم على تلازم رفع معدلات النمو،مع التوزيع العادل لثماره. وعلى جعل التماسك الاجتماعي،الغاية المثلى للتنمية البشرية والنجاعة الاقتصادية. ومن هذا المنطلق،عملنا على تزويد المغرب بالبنية التحتية اللازمة لتقدمه وإطلاق مشاريع هيكلية كبرى
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية:
إحداث أكثر من 18.500 مشروع
سجلت المبادرة الوطنية التي أطلقها جلالة الملك من أجل تقوية التماسك الاجتماعي ومحاربة مختلف مظاهر الفقر والهشاشة والإقصاء، نتائج إيجابية حيث تم الى غاية 19 دجنبر الماضي إحداث أكثر من 19 ألف و800 مشروع باستثمار تجاوز مليار درهم لفائدة 4 ملايين و860 ألف مستفيد في المناطق الأكثر فقرا، خاصة بالوسط القروي.
وقد مكنت هذه المشاريع من تحسين ظروف عيش السكان، وإنعاش الاقتصاد المحلي في إطار تشاركي.
كما كرست المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التحرر الاقتصادي لأصحاب الأنشطة المدرة للدخل.
ولا شك أن نجاح هذا الورش الملكي في تعبئة الموارد واستقطاب الجهود، يعود بالأساس إلى توجهها التشاركي والتعاقدي مع كافة الفاعلين، من منتخبين محليين ومنظمات المجتمع المدني، وكذا القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية في إطار برنامج الالتقائية.

إقرار ميثاق اجتماعي جديد
لبلوغ أهداف السياسات الاجتماعية في مناخ سليم
ومن أجل "بلوغ أهداف السياسات الاجتماعية المتجددة في مناخ سليم"، دعا صاحب الجلالة في نفس الخطاب إلى إقرار ميثاق اجتماعي جديد.
وأكد جلالته في هذا الاطار على "ضرورة تفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي،كإطار مؤسسي للحوار،وكقوة اقتراحية لبلورة هذا الميثاق،بما يخدم تنمية بلادنا،ويمكنها من مواصلة مسارها الإصلاحي،ويجعلها قادرة على مواجهة الظرفيات الصعبة،والحفاظ على ثقة شركائنا،وتعزيز جاذبية المغرب للاستثمارات والكفاءات".
مشاريع اقتصادية تستشرف المستقبل
في ظل اقتصاد معولم
لقد همت المشاريع الاقتصادية ، التي تم إطلاقها في عهد جلالة الملك محمد السادس ، مختلف الأنشطة القطاعية، وجعلت هذه الأوراش القطاعية والترابية الواسعة من المغرب بلدا يتوجه نحو المستقبل، وينخرط في منطق عالم معولم بشكل أكبر.
ولعل مشروع المركب المينائي طنجة-المتوسط الذي أصبح اليوم واقعا، يبرز بشكل جلي هذا البعد المعولم في المقاربة الملكية التي تجسد طموح المغرب لاحتلال موقع الفاعل والشريك الذي يؤخذ بعين الاعتبار في المبادلات الاقتصادية الدولية. وهو الطموح الذي جدد صاحب الجلالة التأكيد عليه من خلال إطلاق ميناء طنجة-المتوسط، وقرار بناء المركب المندمج في خليج بيطويا بالناظور "الناظور ويست ميد".
ويتضمن هذا المركب المندمج ،الذي يوازي في طموحه ميناء طنجة-المتوسط، بناء ميناء كبير في المياه العميقة، وجعله قطبا طاقيا، وأرضية لميناء يتوفر على قدرات هامة في نقل الحاويات والتصدير والاستيراد، وكذا جعله منطقة صناعية حرة مخصصة لاحتضان المهن العالمية بالمغرب.
الاقتصاد الوطني،
قدرة كبيرة على مقاومة آثار الأزمة
يعكس قرار الفاعل في مجال صناعة السيارات "رونو" إحداث مصنع بطنجة، مستوى تنافسية الاقتصاد المغربي في ظل الأزمة العالمية، التي ضربت بشكل قوي قطاع السيارات في دول العالم.
ولعل الدينامية التي يشهدها قطاع البناء من خلال بناء المدن الجديدة (تامسنا، تامنصورت..)، ومختلف الوحدات الفندقية (محطة السعيدية، مزغان..)، إلى جانب الأوراش الأخرى المهيكلة تؤكد حقيقة الاقتصاد الوطني الذي تعزز خلال السنوات الأخيرة وأضحى أكثر قدرة على الصمود في وجه آثار الأزمات.
ويعرف المغرب دينامية غير مسبوقة في الاستثمارات العمومية التي انتقلت من 43 مليار سنة 2002 إلى 116 مليار درهم خلال سنة 2008، ثم إلى 135 مليار درهم عام 2009.
وتتوقع الحكومة أن يصل حجم الاستثمار خلال السنة الجارية إلى 163 مليار درهم، 8ر53 منها برسم ميزانية الدولة، أي بارتفاع بنسبة 20 في المائة مقارنة مع سنة 2009.
واستفاد الاقتصاد الوطني بشكل كبير من هذا المناخ المطمئن والعمل الدؤوب الذي يتم القيام به بقيادة جلالة الملك. وقد وضعت على المحك قدرة الاقتصاد على التكيف وامتصاص الصدمات ليخرج أكثر قوة سواء خلال سنوات الجفاف أو خلال الأزمة المالية والاقتصادية الدولية.
هذه الحقيقة تؤكدها المؤشرات الماكرو-اقتصادية، فإحصائيات وزارة الاقتصاد والمالية تبين بوضوح تطور الاقتصاد الوطني، حيث تشير إلى أن النمو الاقتصادي ارتفع من معدل 9ر3 في المائة خلال الفترة 1999-2003 إلى أزيد من 5 في المائة خلال الفترة 2004-2008.
وتندرج هذه الإنجازات الكبرى في إطار رؤية شمولية ومندمجة تعكس الخيارات الاستراتيجية، التي تبناها المغرب بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، لوضع المغرب على طريق التقدم والازدهار.

@@@@@@@@@@@@
الزيارات الميدانية لجلالة الملك:
استراتيجية عمل ناجعة
لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع
والوقوف على أحوال المواطنين
تميزت الأنشطة الملكية خلال الفترة من يوليوز 2009 إلى يوليوز 2010 ، بمواصلة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،نصره الله، السير على نفس النهج السامي القويم المتمثل في التواجد المستمر بعين المكان لإطلاق مشاريع جديدة , في مختلف ربوع المملكة او للوقوف شخصيا على مدى تقدم أشغال إنجاز المشاريع والبرامج التي أعطى جلالته انطلاقتها أو اطلع على مضامينها.
وتعكس هذه الزيارات والجولات الملكية جانبا أصيلا في النهج الذي اختطه جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين ، وأسلوبا جديدا في التدبير يقوم على التتبع الميداني والوقوف الشخصي لجلالة الملك على مختلف الأوراش والمشاريع التي أعطى انطلاقتها ، وكيف لا وجلالته آل على نفسه، أسابيع فقط بعيد توليه الحكم، الانخراط في سياسة ناجعة للقرب والتواصل مع رعاياه الاوفياء، ترتكز على القيام بجولات مكوكية بين مختلف أرجاء البلاد شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، من أجل تفقد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين واعطاء انطلاقة أو تدشين مشاريع تنموية لفائدتهم.
كما أن هذه الزيارات الميدانية شكلت على الدوام فرصة لجلالة الملك للقاء بشعبه الوفي والقيام ب" معاينة ميدانية لأحوال كل فئاتك وجهاتك خاصة المحرومة منها" (الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش لسنة 2000).
وقد شدد جلالته في هذا السياق على أن هذا اللقاء يشكل خطوة على درب " بناء مجتمع حداثي قوامه ترسيخ دولة الحق والقانون وتجديد وعقلنة وتحديث أساليب إدارتها وإعادة الاعتبار للتضامن الاجتماعي والمجالي وتفعيل دور المجتمع المدني وإنعاش النمو الاقتصادي وحفز الاستثمار العام والخاص وانطلاق تنمية شمولية وإقلاع اقتصادي يضع في صلب أولوياته تشغيل الشباب والنهوض بالعالم القروي والشرائح الاجتماعية والمناطق المعوزة وتأهيل الموارد البشرية والذود عن وحدة التراب واستثمار الرصيد الثمين للإشعاع الدولي للمغرب بنفس وآليات جديدة".
وهكذا فإن هذه الزيارات تعد من صميم استراتيجية العمل الناجعة التي وضعها جلالته من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال إنجاز مشاريع نوعية وضخمة، تستفيد منها جميع جهات المملكة.
كما تعكس هذه الزيارات وما انطوت عليه من منجزات الحرص الشديد لجلالة الملك على دعم المشاريع التنموية التي تراهن على تحقيق التنمية البشرية والمحافظة على البيئة والتي يتم إنجازها في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص والمنتخبين والمجتمع المدني.
والواقع أن مختلف المشاريع والبرامج التي يحرص جلالة الملك على تتبع إنجازها ، تجعل الإنسان محورا رئيسيا وهدفا استراتيجيا لها ، وذلك وفق التوجه الملكي السامي المرتكز ، من جهة ، على إشراك المواطن في عملية التنمية وجعله يتملك مشاريعها تخطيطا وإنجازا واستفادة، ويقوم ، من جهة ثانية ، على القرب من المواطن وبلورة مخططات مندمجة وإيجاد حلول عملية للمشاكل الحقيقية للمواطنين بمشاريع محددة ومنجزات ملموسة.وفي هذا الصدد شكلت مدن الرباط ، أكادير ، الدار البيضاء، الجديدة ، الرشيدية ، ورزازات، فاس ، املشيل ، فكيك، بن جرير ، مراكش ، طنجة، تطوان، شفشاون، بني ملال، مكناس، وجدة، الناظور، والحسيمة, أبرزت المحطات في الزيارات الملكية خلال الفترة الآنفة الذكر. وقد شملت المشاريع والبرامج والأوراش التي وقف عليها جلالة الملك بشكل مباشر، في هذه المدن ، أغلب القطاعات الرئيسية مثل التعليم العالي والنقل واللوجستيك والتكنولوجيا الرقمية والصيد البحري والبيئة والطاقات المتجددة...الخ.
وهكذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عرفت أكادير ترؤس جلالة الملك لحفل تقديم الاستراتيجية الجديدة لقطاع الصيد البحري بالمغرب ومراسم التوقيع على سبعة عشر عقدا لتنمية الجامعة المغربية ، وعرفت ورزازات تقديم المشروع المغربي للطاقة الشمسية، وبالرباط قدمت استراتيجية المغرب الرقمي، وبطنجة كان المشروع المغربي للطاقة الريحية وبالمحمدية الاستراتيجية الوطنية لتطوير التنافسية واللوجيستيك.
وفي إطار تكريس نفس التوجه القائم على مفهوم جديد للتنمية المجالية، والحرص على أن تستفيد كل جهة من مشاريع نوعية ومهيكلة كفيلة بأن تشكل قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بها ، أشرف جلالة الملك بطنجة على تدشين ميناء الركاب طنجة المتوسط وتفقد جلالته أشغال إنجاز ميناء طنجة المتوسط الثاني، وببني ملال أعطى انطلاقة إنجاز الطريق السيار الرابط بين برشيد وبني ملال ، وبورزازات أعطى انطلاقة برنامج توسيع عرض التعليم المدرسي، وبأكادير ترأس جلالته مراسم توقيع اتفاقية إنجاز المشروع الصناعي "هاليوبوليس"، كما ترأس بالقنيطرة إنطلاقة أشغال إنجاز محطة صناعية مخصصة للمهن المتعلقة بصناعة السيارات ...الخ.
أما بالنسبة للمشاريع المهيكلة، فتكفي الإشارة إلى مشاريع القطب التكنولوجي بوجدة وقطب الصناعة الفلاحية ببركان والمشروع السياحي الضخم لمارشيكا بالناظور ..الخ.
وإذا كان الإشراف الفعلي لجلالة الملك على إعطاء انطلاقة هذه المشاريع يشكل في حد ذاته التفاتة كريمة تجاه رعايا جلالته الأوفياء ، فإن عودة جلالته للوقوف الميداني على تقدم أشغال هذه المشاريع تعكس بجلاء الحرص الملكي الدائم على تمكين سكان مختلف ربوع المملكة، من شروط تنمية اقتصادية واجتماعية كفيلة بتوفير العيش الكريم للمواطن وضمان تقدم وازدهار المملكة التي أصبحت ، بفضل هذا التوجه الملكي السديد ، مثالا يحتدى به في مجال تحقيق التنمية المستدامة وجلب الاستثمارات الكبرى.
@@@@@@@@@@@@
عيد العرش 2010 :
رعاية ملكية موصولة لقطاع الشباب والرياضة
لعل من دواعي الفخر والاعتزاز أن يتولى أمور الشباب الرياضي في البلاد ملك شاب يؤمن إيمانا راسخا بأهمية الرياضة في حياة الأمة ودورها الفعال في خدمة الوطن والتعريف به في مختلف المحافل الدولية، وبالتالي يشكل الشأن الرياضي محورا أساسيا في اختيارات حكومة جلالته وبرامجها ومخططاتها .
فأي استثمار أنجع وأبقى وأضمن من الاستثمار في التنمية البشرية التي أطلق جلالته مباردتها الرائدة عام 2005 بما في ذلك الاستثمار في الرياضة ولفائدة الرياضة لتأمين الصحة والسلامة للشباب المغربي وتوفير المناخ الملائم للممارسة ، تجسيدا لأنبل معاني حقوق الإنسان في أبعادها الشمولية على اعتبار أن الرياضة باتت تشكل مدرسة مفتوحة على الحياة .
ولم تثن جلالة الملك انشغالاته الكبرى ومهامه في تسيير دواليب الدولة عن إيلاء عناية خاصة للميدان الرياضي ، وهو الذي تولى حينما كان وليا للعهد مهام عدة ومن بينها على الخصوص رئاسة اللجنة المنظمة لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ( الدار البيضاء 1983 )، وعيا من جلالته بأن هذا القطاع هو قبل كل شىء مدرسة لتكوين الشباب التكوين السليم مما يؤهله للمساهمة في تنمية البلاد وتحقيق نهضتها ورقيها .
وهذه الرعاية المولوية نابعة أيضا من إيمان جلالة الملك بالأهمية التي تكتسيها الرياضة كقطاع منتج ، بدليل أن هذا القطاع أضحى رافدا اقتصاديا ومجالا خصبا للاستثمار وخلق مناصب الشغل ومصدر رزق آلاف الأسر دون إغفال الدور الإشعاعي الذي تضطلع به الرياضة الوطنية من خلال الإنجازات الرائعة التي حققها ويحققها الأبطال المغاربة في بعض الأنواع الرياضية في مختلف المحافل الدولية .
لقد تحولت الرياضة في عهد جلالة الملك محمد السادس من مجرد ممارسة ومشاركة في المسابقات والتظاهرات الجهوية والقارية والدولية إلى أوراش ومشاريع تنموية ضخمة ، وأضحت من الحقائق الملموسة للحياة الاجتماعية ومحورا أساسيا في السياسة الاقتصادية .
وهكذا حرص المغرب بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس على إعطاء دفعة قوية للقطاع الرياضي وتعزيز البنيات التحتية بتشييد ملاعب وقاعات رياضية متعددة الاختصاصات وترميم وإصلاح أخرى حتى تكون في مستوى التظاهرات التي يحتضنها المغرب سواء منها القارية أو الدولية.
وشكلت الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات يومي 24 و25 أكتوبر 2008، منعطفا حاسما في السياسة الوطنية في المجال الرياضي ، وكانت بحق خارطة طريق بالنسبة للمستقبل ، ذلك أنها كانت خطابا واقعيا واقتراحيا، ولم تكتف بعرض الإشكالات وإنما قدمت عناوين كبرى للحلول وحملت إشارات واضحة بخصوص السياسة العامة للدولة في المجال الرياضي. فهي قد أكدت بالخصوص على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية وإعطاء رياضة النخبة والقاعدة نفس الاهتمام في السياسات الرياضية العمومية.
وشدد جلالته على ضرورة توسيع قاعدة الممارسة الرياضية ، التي "أصبحت في عصرنا، حقا من الحقوق الأساسية للإنسان" ، ووضع نظام عصري وفعال لتنظيم القطاع الرياضي، يقوم على إعادة هيكلة المشهد الرياضي الوطني وتأهيل التنظيمات الرياضية للاحترافية ودمقرطة الهيئات المكلفة بالتسيير.
وانسجاما مع روح ونص الرسالة الملكية أعدت وزارة الشباب والرياضة استراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق إقلاع رياضي فعلي وتندرج في إطار الرؤية المستقبلية 2020 التي تتوخى بأن تكون المملكة "بلد شباب مواطن ومتفتح وأرض الرياضة ومنبع الأبطال".
وتروم هذه الاستراتيجية بالأساس النهوض بالرياضة ذات المستوى العالي وتوسيع قاعدة عدد الممارسين، من خلال خلق تصور جديد للأندية الرياضية ، حيث سيتم بناء حوالي 1000 مركز سوسيو رياضي للقرب في أفق 2012، بمختلف مدن وقرى المملكة، علما بأن نسبة الممارسة الرياضية في المغرب لا تتجاوز حاليا واحد بالمائة وأن نصيب الفرد الواحد من التجهيزات الرياضية لايتعدى 152ر1متر مربع.
وتشمل هذه الاستراتيجية على المدى القصير تدعيم البنيات التحتية الرياضية بإتمام أشغال بناء ملاعب مراكش وطنجة وأكادير ، والشروع في إنجاز ملعب الدار البيضاء الكبير ، واعتماد برنامج لتأهيل التجهيزات الرياضية القائمة وتنظيم المغرب لتظاهرة رياضية من الحجم الكبير في أفق عام 2012 أو 2013 ، وإقامة أربعة مراكز لرياضات النخبة إما عن طريق الوزارة أو الأندية ، وإصدار قوانين ونصوص تطبيقية حول الرياضة والتربية البدنية ومكافحة الشغب والمنشطات ونظام الاحتراف في كرة القدم في أفق انطلاق أول بطولة احترافية في موسم 2011 -2012 .
كما تقرر مضاعفة نسق الاستثمارات ثلاث مرات في التجهيزات الرياضية في السنوات الثلاث القادمة ومضاعفة ميزانية تسيير الوزارة وتوفير الإمكانيات الضرورية لجعل المغرب عام 2016 من بين الخمسة بلدان الأولى عربيا وإفريقيا في 12 نوعا رياضيا ( كرة القدم وألعاب القوى والملاكمة والتايكواندو والجيدو والتنس والكراطي وكرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة والسباحة والفروسية) .
وخلال سنة 2010 عملت وزارة الشباب والرياضة على الرفع من قيمة المنح التي تستفيد منها الجامعات الرياضية الوطنية لتصل إلى 323 مليون درهم ، 141 مليون منها للاستثمار و182 مليون درهم للتسيير مقابل 131 مليون درهم في السنة المنقضية (56 مليون للاستشمار و75 مليون للتسيير) أي بنسبة زيادة بلغت 147 في المائة .
ويتمثل الهدف المتوخى من الاستراتيجية المرسومة كذلك في مضاعفة عدد المجازين الممارسين للأنشطة الرياضية من 260 ألف حاليا إلى 520 ألف في عام 2016 ومضاعفة عدد الميداليات في الدورات الأولمبية المقبلة والعمل على تنظيم تظاهرة دولية من الحجم الكبير قبل عام 2020 وتثمين التاريخ والتراث الرياضي الوطني من خلال إنشاء متحف وطني للرياضة وتنظيم معرض للرياضة وخلق ناد يضم قدماء الأبطال الرياضيين المرموقين بغية الاهتمام بهم ورد الاعتبار لأمجادهم الرياضية وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية لهم وبما أنّ صناعة الأبطال والبلوغ بهم عتبة التألق العالمي والأولمبي لا يمكن أن تكون إلا وليدة برامج مدروسة واستثمارات هامة وتشجيعات سخية، راهن المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس في سياسته الرياضية ، على مبدأ التألق والنجاح .
ومن هذا المنطلق حظيت رياضة النخبة بكل اهتمام وسخرت لها جميع الإمكانيات المادية والعملية والتحفيزية لإعدادها في أحسن الظروف وبطريقة علمية حتى تكون في الموعد وتمثل المغرب خير تمثيل في التظاهرات الرياضية الإقليمة والدولية
ومن مظاهر الاهتمام والرعاية بالشأن الرياضي الدعم المادي الهام ، والذي يبلغ 33 مليار سنتيم موزعة على ثلاث سنوات ، المقدم للجنة الصفوة باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية لإعداد الرياضيين المغاربة لأولمبياد لندن 2012 في ستة أنواع رياضية وهي الجيدو وألعاب القوى والملاكمة وسباق الدراجات والسباحة والتايكواندو.
وكان قد تم مؤخرا إدخال تعديلات على برنامج إعداد الرياضين من مستوى عال بإضافة سبع رياضات أخرى وهي كرة المضرب والغولف والريكبي السباعي والرماية بسلاح القنص والرماية بالنبال وقوارب الكياك والمسايفة.
كما يروم البرنامج اعتماد نظام رياضة ودراسة من خلال إحداث مدارس للشباب (ابتداء من 14 سنة) في تسعة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والملاكمة والتايكواندو والجيدو وسباق الدراجات والسباحة والتنس والغولف والريكبي السباعي .
ومن جهة أخرى تعكس مجموعة المراكز السوسيو- رياضية للقرب متعددة الاختصاصات ، التي تم إطلاقها في الشهور الماضية ، الرعاية الملكية الموصولة للفئات الاجتماعية التي توجد في وضعية هشة ، ولاسيما منها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، والشباب والنساء في إطار مقاربة تسعى إلى محاربة الأمية والإقصاء الذي تعاني منه بعض شرائح المجتمع من خلال النهوض بأعمال وأنشطة التأطير والتكوين والتحسيس وتقريب الخدمات الاجتماعية والتربوية من السكان وتشجيع الإدماج الاجتماعي لمختلف الفئات المستهدفة.
وحظيت الرياضة النسائية بعناية خاصة مما ساهم في تحقيق نقلة نوعية حيث شهد الموسم الرياضي 2009- 2010 انطلاق أول بطولة نسائية في كرة القدم مما أكد حضور المرأة في الحقل الرياضي بأعداد هامة .
وشملت العناية بالقطاع الرياضي كذلك مجال التشريع حيث صدرت العديد من النصوص القانونية التي تنظم الميدان أبرزها قانون الرياضة والتربية البدنية الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا من قبل البرلمان بغرفتيه والذي اعتبر ترجمة مؤسساتية للتوجيهات الملكية السامية، وذلك بملاءمة المنظومة القانونية للرياضة مع القوانين الرياضية الدولية وتعزيز التنافسية والشفافية لدى الفاعلين الرياضيين.
ويتضمن هذا القانون أحكاما تنظم الأنشطة البدنية والرياضية المدرسية والجامعية والجمعيات والشركات الرياضية والعصب الجهوية والعصب الاحترافية والحركة الأولمبية واللجنة الوطنية البارالمبية المغربية ( الأولمبية الموازية) .
وتحظى رياضة المعاقين بعطف مولوي خاص إيمانا من جلالة الملك بالدور الذي تلعبه هذه الرياضة في تحسين قدراتهم البدنية والذهنية . وكان من ثمار هذه الرعاية الملكية لهذه الشريحة إحراز العديد من الأبطال نتائج متميزة في التظاهرات القارية والإقليمية والدولية وفي دورات الألعاب الأولمبية الموازية.
وبدورها تحظى الرياضة المدرسية والجامعية باهتمام بالغ خاصة وأنه تم تبويئها مكانة خاصة في النصوص التشريعية وخصت بالعديد من الإجراءات والقرارات بالنظر إلى أهمية وظائفها التربوية والتأطيرية والرياضية .
وإسهاما في توعية المواطن بمزايا الأنشطة البدنية والرياضية ، الصحية منها والتربوية ، وتعميم الممارسة الرياضية على أوسع نطاق خارج الإطار التنافسي ، تم في يناير الماضي إحداث الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع .
وتميزت سنة 2010 بإشراف جلالة الملك محمد السادس على تدشين أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بسلا الجديدة التي تتطلع إلى صناعة نموذج عصري وحديث في مجال التكوين الرياضي، الذي بات خيارا ضروريا من أجل صناعة الأبطال والنخب الرياضية.
@@@@@@@@@@@@
الثقافة محور أساسي
في استراتيجيات التنمية المستدامة في المغرب
يولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، رعاية خاصة للنهوض بالمشهد الثقافي المغربي، باعتباره محورا أساسيا في استراتيجيات التنمية المستدامة بالمغرب، خاصة لمسألة تشجيع الإبداع والمعرفة وحماية الحقوق الثقافية وتعزيز الحوار بين الحضارات والأديان.
وشكل الحفاظ على الموروث المادي واللامادي بالمملكة، وتثمين الهوية المغربية ورموزها اللغوية والثقافية والحضارية، خيارا يعكس الإرادة في الدفاع عن قيم التعدد الثقافي، من خلال القيام بمجموعة من المبادرات التي ترسخ مكانة المملكة كأرض للثقافة المتعددة المشارب.
ويبقى إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإدماج اللغة الأمازيغية في البرامج التعليمية، إضافة إلى إطلاق قناة تلفزية أمازيغية، من المكتسبات والمنجزات التي تكرس التنوع الثقافي، وتميز المغرب الذي تشكل فيه الثقافة الأمازيغية مكونا أساسيا.
كما أن المملكة أكدت انخراطها في النهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال إطلاق مشروع للجهوية يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات والإسهامات الثقافية لكل جهة.
وفضلا عن ذلك، جعل المغرب من الثقافة ركيزة أساسية لتحقيق التقدم والازدهار، حيث يتجلى هذا الاهتمام في تكريم رموز الثقافة وتشجيع الإبداع والتفوق في مختلف تجلياته ومجالاته وتحفيز الفنانين وحثهم على المزيد من العطاء.
ولتشجيع القراءة كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أشرف على تدشين مجموعة من المشاريع التي تروم النهوض بالمشهد الثقافي، من بينها المبنى الجديد للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وهو الحدث الذي شكل لحظة تاريخية بامتياز.
فهذا الفضاء الذي يحتضن يوميا العديد من الراغبين في البحث والتواصل، يعد قيمة ثقافية تعكس الأهمية التي يوليها صاحب الجلالة للعلم والمعرفة والثقافة المغربية في عمقها الحضاري وانفتاحها على الآخر.
وإضافة إلى ذلك، شملت العناية والاهتمام بالعمل الثقافي، عددا من البنيات التحتية، حيث تم ترميم عدد من المآثر والمتاحف بعدد من المدن وإعادة تأهيل بنيات الاستقبال، كما تم تعزيز دعم الحماية الاجتماعية للفنانين وتنظيم مهرجانات جديدة وإقامة المعارض.
هكذا شهدت الساحة الثقافية المغربية مؤخرا تطورا مهما في مجالات الأدب والموسيقى و السينما والفنون التشكيلية، تمثل على الخصوص في تزايد عدد وجودة الأفلام المغربية التي يتم إنتاجها في السنة، وفي تعدد المعارض الفردية والجماعية، وظهور أسماء فنية جديدة شابة تكونت في المعاهد الفنية بالمغرب أو في الخارج، وإحداث أروقة فنية جديدة في عدة مدن مغربية تحتضن أعمالهم.
ويحتضن المغرب أيضا تظاهرات فنية متنوعة بمختلف المدن أصبح لها دور إيجابي في فتح المجال أمام المواهب الشابة وتقريب الجمهور من آخر الإنتاجات الفنية، والتعرف على تراث كل جهة من جهات المملكة، حيث تمتاز كل واحدة منها بخصوصية المدينة التي تحتضنها، فتضفي عليها طابعها وثقافتها وعادات ساكنتها.
ويبقى الطابع العام لهذه المواعيد الفنية هو كونها تظاهرات للاحتفاء بالحياة والفن والإبداع والتواصل والانفتاح على الآخر، من خلال استضافة أشهر الفنانين العرب والدوليين من مطربين ومبدعين ومثقفين.
ونظرا للتطورات التي يشهدها المجال الثقافي في مختلف دول العالم، قام المغرب في السنوات الأخيرة بإبرام اتفاقيات تعاون جديدة مع عدد من الدول، تأخذ بعين الاعتبار التطورات والمتغيرات الدولية وتتماشى والتطورات التي تشهدها المجالات الثقافية والتربوية والفنية والإعلامية.
كل هذه المجهودات المبذولة والاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في سبيل إنعاش الساحة الثقافية بالمغرب، جعلت من المملكة فضاء للإبداع وقبلة سنوية للمفكرين والمثقفين والفنانين من مختلف دول العالم، ومن شتى المشارب والمذاهب والديانات والحضارات.
@@@@@@@@@@@@
المغرب يواصل السير
على درب تعزيز تجذره الإفريقي
يتجه المغرب الذي يتشبث بقوة بامتداده الإفريقي،بعزم نحو تعزيز تجذره في القارة،من خلال نهج سياسة للتعاون جنوب-جنوب،جعل منها خيارا استراتيجيا طبقا للإرادة السامية لجلالة الملك محمد السادس.
وتعتبر هذه الدينامية الجديدة للمملكة،اتجاه القارة،والتي اتخذت بعدا كبيرا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين،استمرارا وتكريسا للعلاقات العريقة القائمة بين المغرب وبلدان القارة على المستويات السوسيو- تاريخية والروحية.
وفضلا عن هذه الروابط العريقة التي تمتد عبر التاريخ،والتي هي دليل على الإشعاع الروحي والثقافي للمملكة على مستوى القارة،يشهد التاريخ المعاصر على حضور قوي للمغرب على الساحة الإفريقية.
وبالفعل،فإن المغرب الذي كان من بين الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية لم يتخل قط عن التزاماته اتجاه دول القارة،كما لم يتوان في مساندة حركات التحرر الإفريقية،إن على المستوى المعنوي أو على المستوى المادي.
وهو ما يؤكده انعقاد مؤتمر الدار البيضاء ولقاء الحركات الوطنية بالمستعمرات البرتغالية في أبريل من سنة 1961 بالعاصمة الاقتصادية للمملكة،حيث عرفت هذه القمة الإفريقية الأولى،التي انعقدت بدعوة من جلالة المغفور له الملك محمد الخامس،مشاركة العديد من القادة الأفارقة خلال تلك الفترة،كجمال عبد الناصر،وكوامي نكروما،وأحمد سيكو توري،وموديبو كيتا.
تعاون ذو طابع إنساني وتضامني
وتتميز التوجهات الحالية للمملكة إزاء القارة الإفريقية بالصدق والالتزام الراسخ،وكذا بإرادة حقيقية لإرساء دعامات تعاون متين ومتنوع مع البلدان الإفريقية،وهو ما يروم جعل تنمية إفريقيا عملا مشتركا،اعتبارا لأوجه العجز الاجتماعي والتنموي الذي تعاني منه ساكنة القارة،التي تزخر بمؤهلات كبيرة في شكل موارد طبيعية.
ولقد برهن المغرب عن هذا التوجه بمناسبة المؤتمر الأول لإفريقيا- الإتحاد الأوروبي،المنعقد بمصر في شهر أبريل من سنة 2000،حيث اتخذت المملكة المغربية في مبادرة أجمعت البلدان الإفريقية على التنويه بها،قرار إلغاء الديون المستحقة على بعض الدول الإفريقية،وإلغاء العوائق الجمركية من أجل تحقيق ولوج من دون حواجز جمركية للمنتوجات المصدرة إلى السوق المغربية من طرف العديد من دول القارة.
وبغية تجسيد أمثل لهذه الإرادة على أرض الواقع،قام جلالة الملك بجولات شملت عدة بلدان إفريقية،حيث اطلع جلالته على عدة مشاريع وبرامج تنموية ممولة من طرف المملكة.
وشكلت الزيارات الملكية التي شملت موريتانيا والكونغو الديمقراطية،والسينغال وبوركينا فاسو،وغينيا الإستوائية،والكاميرون،والبنين،وغامبيا،والنيجر،فضلا عن مجموعة من البلدان الأخرى،مناسبة للتوقيع على اتفاقيات للتعاون وإطلاق مشاريع ذات طبيعة اجتماعية لفائدة الساكنة،لا سيما في الوسط القروي والمناطق النائية،حيث تنعدم الخدمات الاجتماعية وتبقى الحاجيات الإنسانية كبيرة .
من جهة أخرى،دأب المغرب على تسجيل حضوره في الحالات المستعجلة من خلال المساعدة الإنسانية الممنوحة لفائدة الساكنة المنكوبة،كما دل على ذلك الجسر الجوي الذي أقيم مؤخرا من طرف المغرب،بغية نقل المساعدة الإنسانية إلى السكان المنكوبين جراء الفيضانات التي شهدتها بوركينا فاسو.
كما تستفيد القارة الإفريقية من عدة خدمات تقدم في إطار التنمية البشرية المستدامة بعد إحداث "المؤسسة العلوية" التي تهدف إلى تمويل برامج التنمية بالبلدان الشقيقة والصديقة،وتقديم المساعدة المادية المباشرة واللوجستية بغية التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية،(الجفاف،واجتياح أسراب الجراد،والأمراض والأوبئة).
وقد سارع المغرب في عدة مناسبات،بإرسال فرق طبية مدنية وعسكرية إلى الأماكن المنكوبة،بغية الاضطلاع في عين المكان بمهمات لفترات طويلة وذات طبيعة طبية،لفائدة الساكنة المعوزة.
وآخر هذه المبادرات إطلاق جسرين جويين خلال السنة الماضية،بغية إيصال مساعدات إنسانية إلى كل من النيجر وبوركينا فاسو،اللتين عرفتا فيضانات وأزمة غذائية.
التكوين وتحويل المعرفة
ووعيا منه بالدور الهام الذي يضطلع به التأهيل في كل استراتيجيات التنمية،فقد جعل المغرب من التكوين ونقل المعرفة حجر الزاوية في عمله الموجه للدول الصديقة من إفريقيا جنوب الصحراء.
وتنهج المملكة،من خلال الوكالة المغربية للتعاون الدولي،سياسة مفتوحة لتكوين الأطر الإفريقية في المؤسسات الجامعية بالمملكة. وتعد الكفاءات التي تلقت تكوينها في مختلف مجالات العلوم والمعرفة بالمغرب إغناء بالغ الأهمية للموارد البشرية المؤهلة المنكبة على كسب رهانات التنمية للبلدان الإفريقية.
وعلى صعيد التعاون الجامعي،ضاعف المغرب ثلاث مرات،في غضون خمسة أعوام،عدد الطلبة الأجانب المستفيدين من منح دراسية بالمملكة.
ومن جهة أخرى،يشغل التعاون في قطاع الصيد البحري،حيزا هاما في التعاون مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء،بالنظر للدور المحوري الذي تضطلع به موارد الصيد السمكي في اقتصاديات العديد من بلدان غرب إفريقيا.
وقد أبرمت أغلب اتفاقيات التعاون البحري مع بلدان غرب إفريقيا،وهي السينغال،والغابون،وغينيا،وغينيا الاستوائية،والكونغو،والكونغو الديمقراطية،والكوت ديفوار،ونيجيريا،وغانا،وأنغولا،والرأس الأخضر.
كما أن المملكة تعد الوجهة المطلوبة أكثر في مجال التكوين البحري،بالنظر إلى جودة التعليم في هذا المجال بالمؤسسات المغربية المتخصصة،وملاءمة التكوين مع السياق المحلي.
الاستمطار الإصطناعي،
مشروع رائد في التعاون جنوب-جنوب
ويجسد برنامج "باوان" (أمطار الخير بلغة الولوف) بجلاء نقل المعرفة المغربية لفائدة دول إفريقيا جنوب الصحراء،حيث تقدم المملكة عبر هذا البرنامج مساهمة كبيرة في برنامج الاستمطار الاصطناعي السنغالي الرامي إلى ضمان الأمن الغدائي لهذا البلد،والتقليص من تبعيته الغذائية.
ويعمل حاليا بالسينغال فريق مغربي متخصص في مجال الاستمطار الاصطناعي،يضم أزيد من 40 مهندسا ومختصا في الأرصاد الجوية وتقنيا وطيارا،وذلك للسنة السادسة على التوالي.
وقد استفادت من برنامج الاستمطار الاصطناعي أيضا العديد من بلدان غرب إفريقيا،حيث استطاعت بوركينا فاسو بمساعدة مغربية استيعاب هذه التقنية،وأضحت تتوفر على آلياتها اللوجيستية لتخصيب السحب.
ومكنت تقنية الاستمطار الاصطناعي،التي أدخلت إلى بوركينا فاسو منذ سنة 1998،هذا البلد الواقع غرب إفريقيا من العودة إلى عهد الأمطار الغزيرة،ووضع استراتيجية فلاحية قادرة على تحصين أمنه الغذائي.
شراكات مربحة للجميع
وبإمكان السوق الإفريقية التي تشهد نمو مضطردا،والتي تتوفر على إمكانات ضخمة من الموارد الطبيعية،أن تشكل فضاء استراتيجيا للمقاولات الوطنية،ولاسيما في سياق دولي يتسم بمنافسة مكثفة في أسواق بلدان الشمال.
وهكذا،استطاعت العديد من المقاولات المغربية أن تتمركز بنجاح في سوق غرب إفريقيا،وتحديدا في قطاعات المال والنقل والصناعة والصيدلة وتكنولوجيا الاتصال.
بيد أن المبادلات مع بلدان هذه المنطقة تظل دون مستوى الإمكانات التي يتوفر عليها الجانبان،وهو سجلته القافلة المغربية للتصدير،التي قامت مؤخرا بجولة في ثلاث عواصم بغرب إفريقيا،وأجرت محادثات مع المسؤولين المحليين.
كما أن الاتصالات التي جرت بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم بالمنطقة،مكنت من بلورة إرادة مشتركة لتدعيم المبادلات التجارية الثنائية وفق مقاربة تعود بالنفع على الجانبين.
وسيمكن إبرام اتفاق يجري وضع لمساته الأخيرة مع فضاء "الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا"،من المضي قدما في هذا الاتجاه،كما أنه سيتيح للمغرب ولوج سوق يضم 200 مليون مستهلك،ويسمح أيضا للشركاء الأفارقة بولوج أسواق كبيرة،وذلك لارتباط المغرب باتفاقات للتبادل الحر مع فضاءات اقتصادية كبرى.
@@@@@@@@@@@@
إصدار قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما
بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد
بمناسبة الذكرى ال11 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، قام بنك المغرب بسك قطعة نقدية تذكارية فضية من فئة 250 درهما، تتميز بأعلى مواصفات الجودة، وتتدوال بصفة قانوينة وتتمتع بالقوة الإبرائية.
وذكر بلاغ لبنك المغرب، اليوم الخميس، أنه تتبين على وجه هذه القطعة النقدية صورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس مع العبارات "محمد السادس" - "المملكة المغربية"، وكذا التواريخ "1431-2010 ".
ويمثل ظهر القطعة -حسب البلاغ- شعار المملكة محفوفا بعبارة "الذكرى الحادية عشرة لتربع جلالة الملك على العرش"، مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية، وتجسيد لإحدى عشرة نجمة، بالإضافة إلى القيمة النقدية "مئتان وخمسون درهما - 250".
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه القطعة النقدية، التي تزن 28ر28 غراما بقطر يصل إلى 61ر38 مليمتر، سيتم عرضها للبيع لدى شبابيك بنك المغرب ابتداء من ثالث غشت المقبل بسعر 500 درهم.(و.م.ع)
"وجدية . أخبار"
بمناسبة الذكرى الحادية عشرة
لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين
يتشرف خدَام الأعتاب الشريفة
في "وجدية . أخبار"بوجدة
بتقديم ما يليق بالمقام العالي بالله من فروض الطاعة والولاء والإخلاص والوفاء،أن يرفعوا إلى السدة العالية بالله،أصالة عن أنفسهم ،آيات الولاء والإخلاص والوفاء والتعلق المتين بأهذاب العرش العلوي المجيد.معربين عن تجندهم الدائم وراء جلالتكم للدفاع عن حوزة البلاد وكرامتها ومقدساتها الوطنية.
مباركين لجلالتكم الخطوات التي تخطونها والجهود التي تبذلونها من أجل نماء ورفاهية وتقدم وازدهار مملكتكم الشريفة،
وأعاد أمثال أمثال هذا العيد على جلالته بالنصر والتمكين.
أبقاكم الله:يا مولاي،حصنا حصينا لبلدكم الأمين،ودرعا واقيا يحفظكم من كل مكروه وسدا منيعا يحفظ للمملكة سيادتها وعزها،ومتعكم بصحة وعافية دائمتين،وأحاطكم بعنايته الدائمة،وجعل ألطافه مرافقة لكل خطواتكم وأعمالكم،وأقر عينكم بولي عهدكم الأمير الجليل مولاي الحسن،وسمو الأميرة المصونة للاخديجة،وأشد أزركم بشقيقكم صاحب السمو الملكي مولاي رشيد،ونرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ صاحبات السمو الملكي الأميرات الجليلات للاسلمى،للامريم،للاأسماء،وللاحسناء،وكافة الأسرة العلوية الشريفة سلالة الدوحة النبوية العطرة،إنه للدعاء مجيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.