كشفت مصادر تركية مطلعة لصحيفة "المستقبل" أنه في إطار المواجهة المفتوحة بين تركيا وإسرائيل عقب مجزرة "أسطول الحرية" المتوجة الى غزة وعاصفة الاحتجاج والإدانة التي أثارتها في العالم، يفكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في التوجه بنفسه الى غزة لكسر الحصار المفروض عليها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وأنه طرح هذه الفكرة على الداوئر الرسمية القريبة منه. وعلمت "المستقبل" أن أردوعان كاشف الإدارة الأميركية أنه ينوي الطلب من سلاح البحرية التركية مواكبة أسطول جديد لسفن الإغاثة يجرى الإعداد له للتوجه الى غزة، لكن المسؤولين الأميركيين طلبوا منه التريث لدرس الموضوع. وتتعرض الحكومة التركية لضغوط كبيرة مصدرها أوساط سياسية وشعبية لإلغاء الاتفاقات العسكرية المعقودة مع الدولة العبرية، لكن المؤسسة العسكرية التركية تعارض هذا الأمر تماماً. وفي ما اعتبر تصعيداً لا سابق له للهجة التركية في عملية لي الأذرع مع إسرائيل، اعتبر اردوغان أمس في مهرحان شعبي في مدينة كونيا وسط الأناضول أن "مصير القدس مرتبط بمصير اسطنيول.. وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة"، متعهداً "عدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم". وفي إطار التصعيد التركي نفسه، دعا السفير التركي في واشنطن نامق طن الى مؤتمر صحافي واسع طرح خلاله شرطين: الأول: على الحكومة الإسرائيلية أن تعتذر علانية عن الجريمة التي ارتكبتها بحق الناشطين الأتراك المبحرين على متن "أسطول الحرية"، والثاني: قبولها بتحقيق مستقبل حول هذه العملية الإسرائيلية وإنهاء الحصار على غزة. وفي ما اُعتبر انذاراً موجهاً إلى الإدارة الأميركية، حذر نامق طن الذي كان قبل واشنطن سفيراً في إسرائيل، من أنه إذا لم تنفذ إسرائيل الشرطين، فإن انقرة ستلجأ الى قطع العلاقات. وقال أردوغان في أعنف كلمات له حتى الآن "أنا أتحدث إليهم بلغتهم. الوصية السادسة تقول "لا تقتل". ألا تفهمون؟". وأضاف في خطاب تلفزيوني لأنصار "حزب العدالة والتنمية" الحاكم "سأقول مجدداً. أقول بالإنكليزية "لا تقتل". هل ما زلتم لا تفهمون؟ سأقول لكم بلغتكم. أقول بالعبرية "لا تقتل". وكرر في حديث لقناة (ان.تي.في) التركية "نحن جادون بشأن هذا الأمر. نعتزم خفض علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور، والقول إننا حذفنا اسمكم تماماً، فإن ذلك ليس من عادات بلدنا". غير أن أردوغان قارن بين الأفعال الإسرائيلية وبين ما يفعله المتشددون الأكراد في تركيا، وأعلن تأييده لحركة "حماس" واصفاً إياهم بأنهم "مقاومون يقاتلون من أجل أرضهم". وجدد في قونية إدانته للاعتداء الإسرائيلي على سفن "أسطول الحرية"، مؤكداً أن "تركيا لن تدير ظهرها للفلسطينيين حتى لو أدار العالم كله ظهره لهم". وقال "إن قضية فلسطينوغزةوالقدس والشعب الفلسطيني قضية مهمة بالنسبة لتركيا، وتركيا لن تدير ظهرها لهذه القضية"، مشيراً إلى أن" إسرائيل لم تكتف بقتل الأطفال الفلسطينيين في أحضان أمهاتهم، لكنها ترى في المواد الغذائية الموجهة إلى أطفال غزة خطراً يهدد أمنها ويخافون من الأبرياء العزل ويدمرون المستشفيات". وتابع أردوغان أن "إسرائيل ترتكب جميع الجرائم اللاإنسانية والأعمال الدنيئة التي تجلب العار، وتحاول تغطية جرائمها بإيجاد مبررات كاذبة عن استهدافها للإرهاب من حركة حماس ومنظمة القاعدة وأعداء السامية"، مشيراً إلى أن "حماس فازت بالانتخابات الفلسطينية بإرادة الشعب". وأضاف: "لا يمكنني أن أقبل وصف حماس بأنها منظمة إرهابية، وقد قلت ذلك لمسؤولي الإدارة الأميركية، وأؤكده اليوم مرة أخرى، وأؤكد من جديد أن الإسرائيليين كاذبون ويعرفون جيداً كيف يقتلون الأطفال والنساء والعجائز والأبرياء". وحض أردوغان إسرائيل على ضرورة أن تكون واقعية وألا تحاول خداع أحد. وقال: "إننا إذا كنا نحاول ونعمل من أجل تأسيس الاستقرار بالعالم فيجب علينا تأسيسه على أرضية الحق والعدل