أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء ان قافلة «أسطول الحرية» التي اعترضتها إسرائيل هي أول المبادرات الجادة لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، مطالبا بموقف دولي وعربي موحد لرفع الحصار عن قطاع غزة. واوضح محمود عباس في تصريح ادلى به أمس في بيت لحم بالضفة الغربية أن «هذه الدماء التي سالت قبل يومين من الشهداء والجرحى في قافلة أسطول الحرية لن تذهب هدرا فهؤلاء شهدائنا ونعزي أنفسنا في شهادتهم ونعتبرهم من اليوم يحملون الجنسية الفلسطينية» واضاف ان قافلة الحرية جاءت لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني وابنائنا تعرضوا في اليومين الماضيين إلى إرهاب دولة، مشيرا إلى أن العالم يواجه هذا الإرهاب ويرفض استمراره . واكد الرئيس عباس «أن أمثلة الإرهاب الإسرائيلي نشاهده بشكل يومي من خلال الاقتحامات والحواجز وطرد الناس من بيوتهم والحصار على قطاع غزة وحصار القدس وعزل ونهب أراضي» ودعا الرئيس الفلسطيني الى انشاء لجنة تحقيق دولية يشكلها مجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية لاتخاذ قرار ملزم وواضح يحمي حقوق الشعب الفلسطيني ويرفع الحصار عنه. وتابع عباس قائلا «يحق لنا ان نسال السؤال الكبير متى سينتهي هذا الطغيان والاحتلال ومتى ستحترم اسرائيل قواعد الشرعية الدولية حتى يتوقف سفك الدماء ويحل السلام الحقيقي... اننا نطالب بحماية دولية حقيقية وهذه مسؤولية مجلس الامن الدولي وجميع المؤسسات الدولية بما فيها اللجنة الرباعية.» و علي صعيد آخر يدرس وزير العدل التركى امكانية اصدار ملاحقات قضائية بحق اسرائيل بعد عدوانه الشرس على «اسطول الحرية » الذي كان ينقل المساعدة الانسانية الى قطاع غزة وفق ما أكدته وكالة أنباء الاناضول. وأضافت الوكالة أن «السلطات التركية تقوم بدراسة قانون العقوبات التركى والقانون الدولي لتحديد تحركها ردا على العدوان الاسرائيلى» و قالت انه «من المتوقع ان تصدر الوزارة قرارا حول امكانية فتح تحقيق يتولاه مدعون عامون اتراك» وكان رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان قد انتقد بشدة أول امس الثلاثاء اسرائيل على عمليتها العسكرية التى وصفها بانها «مجزرة دامية»» داعيا المجتمع الدولى الى « معاقبة»»اسرائيل ردا على العملية العسكرية التى نفذتها فى المياه الدولية. وكانت الباخرة التركية «مرمرة» كبرى سفن اسطول الحرية الست مسرحا لهجوم اسرائلي دام استهدف منع وصول مساعدات انسانية الى قطاع غزة الذى يرزح تحت الحصار الاسرائيلى. و على صعيد متصل قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للرئيس الاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي ان اسرائيل في طريقها ««لخسارة صديقتها الوحيدة» في المنطقة تركيا بعد الهجوم الاسرائيلي الذي ادى الى مقتل مدنيين في اسطول للمساعدات الانسانية لقطاع غزة. وقال مكتب اردوغان لوسائل الاعلام أمس الاربعاء ان رئيس الوزراء التركي واوباما بحثا مساء الثلاثاء في الوضع بعد الهجوم الاسرائيلي. واكد اردوغان الذي عززت حكومته المنبثقة عن التيار الاسلامي المحافظ علاقاتها مع العالم العربي, ان المكانة التي ستشغلها اسرائيل في الشرق الاوسط «ستكون مرتبطة باعمالها في المستقبل» كما قالت تركيا امس الاربعاء انها مستعدة لاعادة العلاقات مع اسرائيل الى طبيعتها اذا رفعت الدولة العبرية حصارا تفرضه على قطاع غزة مضيفة «حان الوقت لان يحل الهدوء محل الغضب» في أعقاب الهجوم الاسرائيلي على قافلة سفن مساعدات غزة المدعومة من تركيا. وتابع أحمد داود أوغلو وزير الخارجية في أنقرة بعد زيارة للولايات المتحدة لمناقشة الازمة الدبلوماسية في مؤتمر صحفي أن مستقبل العلاقات التركية الاسرائيلية يعتمد على موقف اسرائيل. من جهته قال البيت الابيض ان اوباما شدد على «اهمية العثور على وسائل افضل لتقديم مساعدة انسانية لسكان غزة بدون تقويض امن اسرائيل» مكررا دعم الولاياتالمتحدة «لتحقيق جدير بالثقة وغير منحاز وشفاف حول وقائع هذه المأساة»