أكد أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، وممثلها في لبنان، أن الحركة أعلنت الموافقة أكثر من مرة على المبادرة اليمنية بشأن رأب الصدع في الساحة الفلسطينية قبل شهور، في حين رفضها رئيس السلطة محمود عباس آنذاك. وقال حمدان، في تصريح صحفي له: يثبت رئيس السلطة أنه غير جاد في قبوله للحوار، لأنه يضيف شروطه لهذه المبادرة من خلال الإصرار على الشروط الإسرائيلية بالإقرار بعملية التسوية، وأوضح هذا الموقف في تصريحه في القاهرة عندما جعل موضوع (التخلي عن) المقاومة أحد شروط الحوار . وأوضح حمدان أن إعلان رئيس السلطة محمود عباس موافقته على المبادرة اليمنية الآن لا ينبع من جدية الحوار، و إنما لمحاولته التغطية على موضوع الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة خاصةً، وأنه لم يفعل شيئاً لرفع الحصار، بل كرّس هذا الحصار في أنابوليس وباريس ، مشيراً إلى أن السبب الآخر جاء للتغطية على اغتيال الشهيد الشيخ مجد البرغوثي في سجون المخابرات التابعة لعباس . وأكد حمدان على استعداد حركة حماس للتفاهم حول هذه المبادرة واستعدادها لإنجاح أي جهد عربي من شأنه أن يجمع الشمل الفلسطيني . واستهجن عضو المكتب السياسي لحركة حماس تبرير محمود عباس للحصار والعدوان على قطاع غزة، رغم أن هذا العدوان متواصل منذ أكثر من أربعين عاماً، مشيراً إلى أن عباس غير جاد في الحوار مع المقاومة الفلسطينية، بل يحاول القيام بخطوة استباقية للأمام تحسباً لعدوان إسرائيلي على قطاع غزة . وكان رئيس السلطة محمود عباس قد نسف مجدداً المبادرة اليمنية في تصريح أدلى به لصحيفة الحياة الصادرة في لبنان، حيث كرر شروطه، التي توصف بأنها تعجيزية، لبدء أي حوار مع حركة حماس . وقال عباس، في حوار نُشر اليوم الأربعاء (27/2): إذا وافقت حماس على التراجع عن انقلابها وقبلت الشرعيات التي قبلتها منظمة التحرير الفلسطينية وبينها المبادرة العربية، لا مانع لدينا من الذهاب إلى انتخابات مبكرة، انتخابات رئاسية وتشريعية . وعاد رئيس السلطة مجدداً باستخدام ألفاظ تهجمية وتحريضية على حركة حماس ، في الوقت الذي يزعم فيه قبول المبادرة اليمنية، فقال: إن ممارسات حماس أظهرت للعالم أنها حركة أقل ما يقال فيها إنها ظلامية تريد بناء إمارة في غزة ولا يهمها باقي المشروع الوطني الذي أصبح مهدداً بسبب ما قامت به ، على حد قوله. كما كرر مزاعمه بشأن تخطيط حماس لاغتياله، وقال عباس: أنا متأكد من أن حماس زرعت المتفجرات مرتين لاغتيالي الأولى تحت منزلي والثانية على طريق صلاح الدين ، وهو ما نفته الحركة بصورة تامة.