في خدمة التحديات المستقبلية للبلدين دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم الأربعاء، إلى الحفاظ على الذاكرة المشتركة بين المغرب وفرنسا وجعلها في خدمة تحدياتهما المستقبلية. الرئيس نيكولا ساركوزي يدعو إلى جعل الذاكرة المشتركة بين المغرب وفرنسا في خدمة التحديات المستقبلية للبلدين واعتبر ساركوزي، في رسالة وجهها إلى اليوم الدراسي الذي نظم بالرباط في موضوع "محمد الخامس - دوغول: من نداء إلى آخر"، أن هذا اليوم يشكل "لحظة قوية تؤكد الروابط العميقة التي تجمع اليوم بين فرنسا والمغرب". وفي وقت "تواجه فيه المملكة الشريفة وفرنسا تحديات أورو متوسطية كبرى"، أعرب ساركوزي عن الأمل في أن يتكلل هذا اليوم الدراسي المشترك بالنجاح التام وكذا "كل الأوراش الطموحة التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمغرب". وذكر ساركوزي بأنه بعد يومين من غزو الجيوش النازية لبولونيا، أكد السلطان سيدي محمد بن يوسف عن دعمه اللامشروط للحلفاء الفرنسيين والبريطانيين الذين أعلنوا الحرب على ألمانيا. كما ذكر بأنه في 3 شتنبر 1939، وجه السلطان نداءه الشهير والذي جاء فيه بالخصوص "فمن هذا اليوم الذي اتقدت فيه نيران الحرب والعدوان إلى اليوم الذي يرجع فيه أعداؤنا بالذل والخسران، يتعين علينا أن نبذل لها (فرنسا) الإعانة الكاملة ونعضدها بكل ما لدينا من الوسائل غير محاسبين ولا باخلين..". وأشار إلى أن هذا الخطاب التأسيسي خلق تمازجا حقيقيا بين السلطان وشعبه والتزاما بدون تحفظات في الكفاح من أجل الحرية والكرامة الإنسانية الذي قاده الحلفاء. وخلال الفترة التي استغرقتها الحرب، رفض السلطان كل تفاوض مع قوات المحور وعارض أيضا تطبيق القوانين المعادية للسامية التي سنتها حكومة فيشي. وقال ساركوزي إن "فرنسا لن تنسى أبدا تضحيات إخوتنا في السلاح المغاربة منذ معركة فرنسا في 1940 خلال معارك رهيبة بلاهورني وجومبلو". فرنسا لن تنسى أبدا التقدير الذي حظي به الجنود المغاربة من لدن الجميع بتونس وفرنسا ثم في ألمانيا خلال آخر هجوم على الرايخ الثالث. لم يكن خيار الوفاء لفرنسا بسيطا وكان السلطان واعيا برغبة تأكيد وطنية شعبه، فاعتبر على الرغم من ذلك أن هذا الخيار كان الخيار الوحيد الممكن بالنسبة لبلاده. ويجب التذكير اليوم بالصداقة الحقيقية والاحترام المتبادل الذي كان يتقاسمه الجنرال دوغول والسلطان سيدي محمد بن يوسف. يجب التذكير بالمصير المشترك والعزم الكبير الذي أبان عنه الجنرال دوغول ومحمد الخامس في الوقت الذي نستعد فيه لتخليد الذكرى 70 لنداء 18 يونيو 1940. كان كل منهما يشكل إسما بارزا في القرن العشرين، كلاهما عرفا ساعات شك وامتحانات ميزت طباعهما. كان كلاهما محررا بالنسبة لبلده متشبثين بقوة بقيم الاستقلال الوطني والتضامن واحترام الهويات الثقافية والحرية. في الوقت الذي سيحضر فيه آخر رفقاء التحرير خلال هذه السنة احتفالات مهمة في ذكرى نداء 18 يونيو وملحمة فرنسا الحرة، تأمل فرنسا في الإشادة بالتزام السلطان سيدي محمد بنيوسف وإسهامه الحاسم لفائدة تحرير بلادنا.