يخلد المغرب، على غرار المجتمع الدولي، اليوم العالمي للطيور المهاجرة المنظم تحت شعار "لننقذ الطيور المهاجرة المهددة، كل نوع له أهميته". وبهذه المناسبة وعلى هامش السنة الدولية للتنوع البيولوجي، وحسب وكالة المغرب العربي للانباء،نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أمس السبت، بشراكة مع شركة حماية الحيوانات والطبيعة وجمعية الحياة البرية بالمغرب ومنظمة حياة الطيور الدولية، يوما تحسيسيا حول الطيور المهاجرة. ويهدف هذا اليوم التحسيسي، الذي ينظم منذ سنة 2006 من قبل الأمانة العامة للاتفاقية المتعلقة بالحفاظ على طيور الماء المهاجرة الإفريقية والأوروآسيوية، والأمانة العامة للاتفاقية المتعلقة بالأنواع المهاجرة، إلى التأكيد على أهمية الطيور المهاجرة باعتبارها مؤشرات بيولوجية حول سلامة الأنظمة البيئية للمناطق الرطبة والأنظمة البيئية الساحلية، وكمساهم كبير في التنوع البيولوجي المهدد بالانقراض بسبب تزايد الأنشطة البشرية (الفلاحة والصيد المفرط والقنص)، وإعادة تشكيل استغلال الأراضي (التمدن والفلاحة)، تضاف إليها الاضطرابات المناخية الحالية. ووفقا للاتحاد العالمي للمحافظة على البيئة، فإن 1227 من أصل 9865 نوعا من الطيور المهاجرة (4ر12 بالمائة) تصنف كأنواع مهددة بالانقراض، الذي يعد انعكاسا لموجة انحسار التنوع البيولوجي على الصعيد الدولي، الذي لم يستثن المغرب، والذي تترتب على عواقبه البيئية آثار مباشرة على الأمن الغذائي. ووعيا بأهمية المناطق الرطبة في المحافظة، خارج الموقع الطبيعي، على هذه الطيور باعتبار هذه المناطق مكانا للتوقف وقضاء فصل الشتاء وتوالد مئات الآلاف من الطيور المهاجرة، وأخذا بعين الاعتبار الوضعية البيوجغرافية للمغرب، فقد أمّنت المندوبية السامية إقامة محميات على مساحة 672 ألف هكتار وأزيد من 150 موقعا إيكولوجيا وبيولوجيا على مساحة 5ر2 مليون هكتار، وفعّلت مخططات لتهيئة 24 موقعا للمناطق الرطبة (رامسار)، بغية إعادة تأهيل المعالم الطبيعية بأهداف تنسجم مع اتفاقية الأممالمتحدة حول التنوع البيولوجي. وبالإضافة إلى ذلك، وضعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مشاريع كمشروع (ميدويت/كوست)، المتعلق بالمحافظة على المناطق الرطبة من أجل تعزيز وتكثيف البحث والرصد العلمي للتنوع البيولوجي.