قالت كاتبة الدولة في التعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة البارحة الخميس بالرباط،حسب قصاصة لوكالة المغرب الربي للأنباء إن مواصلة إصلاح مجال التوجيه التربوي على ضوء البرنامج الاستعجالي،تتم من خلال مشروع متكامل غايته تمكين التلميذ من وسائل التوجيه نحو تكوين يتماشى مع ميولاته ويوفر مواصفات تستجيب لسوق الشغل. وأوضحت السيدة العابدة خلال افتتاح المنتدى الوطني للإعلام والتوجيه التربوي تحت شعار "التوجيه التربوي من المقاربة التقنية إلى استراتيجية الإدماج"،أن المشروع (أو 3 بي 7) يهدف أساسا إلى توحيد تدخلات مختلف الفاعلين في مجال الإعلام وتقنينها ووضع معلومات شاملة ومحينة رهن إشارة الجميع ومساعدة التلاميذ والطلبة في اختياراتهم المرتبطة بالتوجيه وإشراك الأساتذة والإدارة التربوية والآباء والمهنيين في المجهود الوطني لتحسين خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه. كما يسعى المشروع،تضيف السيدة العابدة،إلى تعزيز الموارد البشرية وتعزيز الممرات بين التعليم الثانوي والتعليم العالي والتكوين المهني. ولبلوغ هذه الأهداف،ذكرت كاتبة الدولة أن الوزارة اتخذت عدة تدابير تهم أساسا إحداث وحدة مركزية للإعلام والتوجيه وإحداث وكالة وطنية للإعلام والتوجيه ووضع مسطرة خاصة بالتوجيه النشيط لفائدة تلاميذ سلك الباكالوريا وتعبئة جميع الفاعلين من داخل المنظومة التربوية وخارجها حول التوجيه،من خلال تكوين الفاعلين التربويين،وكذا إحداث فضاءات للإعلام والمساعدة على التوجيه بجميع المؤسسات التعليمية الثانوية. وأبرزت أن المنتدى يدعم الجهود التي ما فتئت الوزارة تبذلها لتطوير خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه،وتشجيع جميع الأنشطة التي من شأنها بناء المشاريع الشخصية للمتعلمين ومواكبتها،مضيفة أنه يشكل فرصة سانحة للتلاميذ والأسر للتواصل المباشر مع كافة مؤسسات التعليم العالي العمومي والخصوصي المشاركة في هذا المنتدى الوطني. وأضافت أن المنتدى يشكل إحدى الآليات المناسبة لتنزيل البرنامج الاستعجالي للتعليم ميدانيا،خاصة المشروع (أو 3 بي 7) القاضي بوضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه. وأشارت السيدة العابدة إلى تزايد الوعي الإيجابي بجدوى النهوض بمنظومة التربية والتكوين،بالاشتغال المستمر وفق استراتيجيات شمولية لتحقيق مدرسة النجاح على أسس صلبة ومتينة. وسجلت أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين يعتبر التوجيه جزء لا يتجزأ من سيرورة التربية والتكوين،بوصفه وظيفة للمواكبة لتيسير نضج المتعلمين وبلورة ميولهم وتثمين اختياراتهم التربوية والمهنية،مضيفة أن هذا التصور يرتقي بمجال التوجيه إلى مستوى الدعامة الأساسية التي لا محيد عنها للرفع من مردودية النظام التربوي من داخل المنظومة وفق مواصفات الجودة،في ارتباط بضرورة التأهيل المناسب للاندماج في سوق الشغل. من جهته،تطرق الكاتب العام لقطاع التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد يوسف بلقاسمي إلى أهمية التوجيه باعتباره عملية استشرافية لمهن المغرب الجديدة،تمكن التلاميذ من التوفيق بين ميولهم العلمية والأكاديمية بما يتلاءم مع متطلبات سوق الشغل. وأشار إلى أن النظام الناجع للإعلام والتوجيه يشكل مشروعا تلتقي فيه فعاليات الجامعة وفعاليات قطاع التعليم المدرسي،مؤكدا أن توفيق التوجيه بين اختيارات التلاميذ ومتطلبات سوق الشغل يمكن من إدماج الطلبة في سوق الشغل التي تحتاج إلى كفاءات في مجالات متعددة. من جهته،أبرز رئيس ديوان وزير التشغيل والتكوين المهني عبد الرزاق الحنوشي أهمية توفير المعلومات الضرورية التي تمكن التلاميذ من استشراف آفاق سوق الشغل،مشيرا إلى أن التوجيه نحو التخصصات التي تلائم اختيارات التلاميذ يساهم في تحقيق الإدماج المهني. وقد قامت السيدة العابدة بهذه المناسبة بزيارة مختلف الاروقة المخصصة لمؤسسات التعليم العالي العمومية والخاصة. وتتواصل فعاليات الملتقى الذي تنظمه الجمعية المغربية لأطر التوجيه والتخطيط التربوي بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي،إلى غاية 8 ماي الجاري. ويضم المنتدى نحو 50 رواقا مخصصا لمؤسسات التعليم العالي العمومية والخصوصية ومؤسسات التكوين المهني قصد عرض التكوين الذي تتيحه للتلاميذ والطلبة. ويأتي تنظيم هذا المنتدى الوطني لتفعيل مقتضيات هذا المشروع الذي يتوخى تمكين المتعلم من وسائل توجيه مناسب نحو تكوين يتماشى مع ميولاته ويمنح امكانيات مستقبلية للانفتاح على سوق الشغل،مع تمكينه من إعادة التوجيه أو المرور من مسلك إلى آخر تيسيرا لمتابعة الدراسة أو التكوين.