6100 شكوى بالضرب والإذلال خلال عام داخل الجيش الصهيوني بعد أن أثيرت القضية قبل شهرين من هذا التاريخ، صرح وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أن ولاية رئيس أركان الجيش الصهيوني "غابي أشكنازي" ستنتهي في شباط من العام القادم, ما يعني أن إيهود باراك لن يمدد ولاية رئيس الأركان لسنة إضافية , وهو ما يدحض الإشاعات التي راجت حول نية باراك تمديد ولاية أشكنازي سنة إضافية. وحسب صحيفة يديعوت، فإن باراك سيبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة البحث عن شخصية جديدة لشغل منصب رئاسة الأركان, وأنه أبدى شكره العميق للجنرال "أشكنازي" على الطريقة التي قاد فيها الجيش الصهيوني. وأفادت معلومات صحفية، أن المجلس الأمني المصغر اجتمع في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتيناهو بحضور وزير الحرب إيهود باراك وقائد هيئة الأركان غابي أشكنازي دون معرفة سبب الاجتماع، فيما ترجح المعلومات بأنه قد يكون على خلفية قرار باراك عدم تمديد فترة ولاية أشكنازي لمرة جديدة. وقد تم خلال اجتماع " الكابنيت" ترشيح أربعة أسماء لخلافة أشكنازي وهم: v يوأب غالانت قائد المنطقة الجنوبية. v بيني غانتس نائب رئيس الأركان. v غادي ايزنكوت قائد المنطقة الشمالية. v موشيه كابلينسكي نائب رئيس الأركان سابقاً الذي اعتزل الخدمة العسكرية. ويشير المحللون العسكريون الصهاينة إلى أن غالانت هو الأوفر حظاً لخلافة أشكنازي لأن باراك ثمن أداءه أثناء العدوان الأخير على غزة. يبدو أن قرار وزير الحرب الصهيوني بعدم التمديد لأشكنازي، هو للرد على الاتهامات التي وجهتها العديد من الجهات السياسية في دول الكيان هود باراك، والتي تعتبر أن بارك أراد التمديد لأشكنازي مخافة أن يتحول الأخير إلى قوة منافسة له في رئاسة حزب العمل في الانتخابات القادمة بعد سنتين، بسبب الخلافات والتناقضات في حزب العمل من جهة، ونظراً لكون أشكنازي من الشخصيات التي تحظى بسمعة طيبة في الأوساط الحزبية الصهيونية وفي الشارع الصهيوني من جهة أخرى. أما عن المرشح الأبرز يوأب غالانت فهو يملك سجلاً حافلاً بالإنجازات القتالية والعملياتية علماً بأنه كان قاد وحدة مغاوير البحر المختارة المعروفة باسم (شايتيت 13) وقاد لواء جنين وشغل منصب قائد فرقة غزة. كما اكتسب خبرة سياسية وعسكرية خلال ولايته كسكرتير عسكري لرئيس الوزراء الأسبق اريئيل شارون لمدة 3 سنوات.وخلال ولايته الحالية قائداً للمنطقة الجنوبية قاد الميجر جنرال غالانت عملية (الرصاص المصبوب) في قطاع غزة. يشار إلى أن الجنرال أشكنازي كان عارض بشدة في الصيف الماضي تعيين الميجر جنرال غالانت نائباً له، رغم تأييد إيهود باراك له وفضّل تعيين الميجر جنرال غانتس لهذا المنصب. من جهة أخرى شغل غالانت في مشواره العسكري منصبي ميجر جنرال فقط علماً بأن أحدهما فقط يعتبر ذو مغزى "قائد المنطقة الجنوبية", وفي حال تعيينه رئيساً للأركان فسيتم ذلك دون أن يمر عبر منصب نائب رئيس الأركان أو منصب قائد منطقة أخرى. ويعيد معارضو غالانت إلى الأذهان حقيقة اختطاف الجندي غلعاد شاليط خلال ولاية غالانت قائداً للمنطقة الجنوبية. أما نائب رئيس الأركان الميجر جنرال غانتس المرشح الثاني لخلافة الجنرال أشكنازي فيملك هو الأخر سجلا حافلا في مشواره العسكري حيث سبق له أن قاد كتيبة 890 في لواء المظليين ثم قاد وحدة (شالداغ) المختارة وأشغل منصب قائد لواء الخليل وقائد لواء المظليين ثم قائد فرقة الضفة الغربية وقائد المنطقة الشمالية وقائد القوات البرية والملحق العسكري للجيش في واشنطن. ويقول معارضو غانتس أنه تمت ترقيته إلى مناصب قيادية في الجيش في غضون فترات زمنية قصيرة أكثر من اللازم. وبعد انتهاء الحرب اللبنانية الثانية بدأ بتوجيه انتقادات لاذعة من صفوف الجيش إلى طريقة أداء الميجر جنرال غانتس لمهام منصبه قائداً للقوات البرية وذلك بعد أن اتضح أن الجاهزية القتالية للجيش في تلك الحرب لم تكن بما فيه الكفاية. وفي غضون ذلك ذكرت وسائل إعلام صهيونية أن هناك تغييرات بالجملة في القيادات الأمنية والعسكرية في دولة الكيان بما في ذلك رؤساء أجهزة "الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية وكبار ضباط رئاسة الأركان من بينهم قائدي المنطقة الجنوبية والوسطى, والمفتش العام للشرطة, في ضوء انتهاء ولاية الجنرال أشكنازي في شباط فبراير عام 2011. وذكرت صحيفة هآرتس أن قرار باراك عدم تمديد ولاية أشكنازي سيخلق مشكلة صعبة للجهات الأمنية المختصة في العام المقبل، حيث من المقرر أن يتم استبدال القيادة الأمنية والعسكرية برمتها تقريباً، وذلك في ظل الفترة الحساسة التي تواجهها دولة الكيان بالنسبة للملف النووي الإيراني وخطر اندلاع حرب على الحدود الشمالية والجنوبية. وفي نفس السياق،اظهر تقرير أعده مفوض قبول الشكاوى في الجيش الصهيوني اللواء احتياط "ايتسحاق بريك" مدى الإهانات التي يتعرض لها الجنود الصهاينة من قبل الضباط أثناء الخدمة العسكرية، حيث وصل 6100 شكوى خلال العام الماضي، وكانت الشكاوى اقل من العام الذي سبقه ب 400 شكوى، وقد أظهرت في معظمها صحة موقف الجندي وتعرضه للإذلال والإهانة. وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية ، فان التقرير الذي أعده "بريك" وتم نشر جزء منه اليوم، اظهر أن 60% من مجموع الشكاوى التي وصلت من قبل الجنود كانت صحيحة، وان العديد منها تم التحقيق بها بشكل موسع وتم اتخاذ إجراءات بحق بعض الضباط على الأعمال التي أقدموا عليها بحق الجنود أثناء التدريب. ونشر الموقع بعضا من هذه الأحداث للتدليل على كيفية تعامل الضباط مع الجنود، حيث طلب احد الجنود من الضابط المسئول نقله من الوحدة والعمل الذي كان يقوم به، وذلك لوجود مشكلة وعدم ارتياح مع الجنود اللذين كان يخدم معهم، ولكن الضابط لم يستجيب لطلبه ما دفع الجندي بعد ذلك للتهديد بضرب نفسه بالسكين، فقام الضابط بإحضار سكين وقال له خذ اضرب نفسك، حيث مسك الجندي السكين وقام بجرح كف يده بالسكين على الفور ودون أي تردد، وعلق الضابط في التحقيق انه لم يكن يدرك أن يقدم الجندي على فعلته، حيث تم تسجيل هذا الحادث في ملف الضابط. وأشار التقرير أن العديد من الشكاوى أظهرت تعرض الجنود للضرب من قبل الضباط كأنهم دواب، في الوقت الذي كان البعض منهم يعانون بعض الأمراض، عدى عن الإهانات التي كان يتعرض لها الجنود من خلال الشتم، وكذلك اشتكى العديد من الجنود من منعهم تلقي العلاج الطبي من قبل الضباط، وكذلك الانتظار لأوقات طويلة الطبيب للكشف عليهم وقد وصل في بعض الأحيان الانتظار لأسابيع. وأضاف الموقع أن الناطق باسم الجيش الصهيوني أكد انه تم تلقي التقرير والذي سيتم دراسته بعناية، من اجل إجراء محاسبة داخلية في الجيش الصهيوني والخروج بالعبر لتلافي الأخطاء خلال المرحلة القادمة، كذلك أعطى رئيس الجيش الصهيوني "جابي اشنكازي" تعليماته لأخذ ما ورد في التقرير بجدية عالية وذلك بعد أن التقى مع اللواء "بريك" قبل أسبوع، وسمع منه تفاصيل عن الشكاوى التي استند فيها لإعداد التقرير، وأكد له اشكنازي ضرورة التعاون مع قيادة الجيش وسماع أصوات الجنود لما فيه خدمة لتطوير الجيش الصهيوني.(مجد)