اختار وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بعناية قائد ما يسمى "المنطقة الجنوبية" في جيشه الجنرال يَواف غالانت، ليكون رئيساً لهيئة أركان الجيش القادم، لا سيما وأنه من خطط وشارك في "محرقة غزة"، وأصر على استمرارها، الأمر الذي قد يشير إلى توجهات لدى قادة الاحتلال للفترة المقبلة. مهندس المحرقة ويعتبر يَواف غالانت أول ضابط بحرية يتسلم منصب رئيس أركان الجيش الصهيوني، وهو مهندس "محرقة غزة"، التي راح ضحيتها ألف وأربعمائة وخمسين شهيداً وأكثر من خمسة آلاف جريح، إذ تؤكد المصادر الصهيونية أنه خطط للحرب وقام بإدارتها. ولد غالانت في حي للمهاجرين بيافا، فوالدته هي من المهاجرين الذين قدموا من أوروبا، ودرس الأعمال والإدارة المالية في جامعة حيفا. انضم غالانت، بحسب تقرير نشرته وكالة "قدس برس"، بداية انخراطه في السلك العسكري في العام 1977، إلى وحدة القوات البحرية الخاصة "فلوتيلا 13" أو ما يعرف "شايتيت"، وهي ذات الوحدة التي أوكل إليها مهمة مهاجمة "أسطول الحرية" في مياه البحر الأبيض المتوسط الدولية واعتقال نشطاء السلام المشاركين فيه، وأسفر عنها استشهاد تسعة متضامنين أتراك وجرح العشرات، حيث كان على متن سفن الأسطول أكثر من سبعمائة وخمسين متضامناً من اثنين وثلاثين دولة. وطبقاً لمصادر إعلامية عسكرية صهيونية؛ تنفذ وحدة "شايتيت" البحرية عمليات عسكرية الخاصة، حيث يخضع أعضاء تلك الوحدة لدورات تدريبية مكثفة مع وحدة العمليات البحرية الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية. كاتم أسرار شارون تشير بعض المصادر إلى أن غالانت غادر السلك العسكري مدة عامين، عمل خلالها في قطع الأخشاب في ألاسكا، ليلتحق به مرة أخرى في عام 1984، دون أن تشير المصادر إلى سبب مغادرته العمل العسكري. ويرى مراقبون صهاينة أن غالانت "يتمتع بخبرة واسعة في نطاق العمليات العسكرية البحرية والبرية"؛ فهو يعد أول ضابط بحرية ينتقل من القوات البحرية وإلى القوات البرية لأكثر من مرة؛ حيث تم تعيينه عام 1993 قائداً للواء جنين في شعبة منطقة الضفة الغربية التابعة للجبهة الوسطى، ليعود بعد ذلك إلى البحرية ويتسلم قيادة وحدة "شايتيت" التابعة للبحرية الصهيونية، ومن ثم انتقل بعد ثلاث سنوات مرة أخرى إلى الخدمة في القوات البرية، إذ عين قائداً لما يُعرف بشعبة غزة، قبل انسحاب الجيش الصهيوني منها في العام 2005، حيث أصبح بعدها قائداً لما يسمى الجبهة الجنوبية المحاذية لقطاع غزة. عمل غالانت سكرتيراً عسكرياً لرئيس الوزراء الصهيوني الأسبق آرييل شارون، حيث كان يرافقه في العديد من أسفاره، وخصوصاً عندما يتوجه إلى روسيا، وكان يشارك في اللقاءات التي تنعقد بتمثيل عالي المستوى، حيث يوصف بأنه "كاتم أسرار شارون". دعم استمرار العدوان بقوة ضمن مقالة تحمل عنوان "التحديات الإستراتيجية لغزة"، ونشرها مركز "جيروزاليم" للعلاقات العامة عام 2007، يقول غالانت :"بحسب التقديرات "الإسرائيلية" ستبقى غزة غير مستقرة بسبب عوامل أساسية محددة ذات صلة بسكانها وطبيعتها ومواردها". كما يعتقد غالانت أن إيران هي مصدر الخبرة العسكرية التي تتمتع بها حركة "حماس" سواء فيما يتعلق باستخدام" الصواريخ والمتفجرات، والصواريخ المضادات للدبابات كصاروخ "القسام"، وكذلك حفر الأنفاق". وتشير مصادر إعلامية عبرية إلى أن غالانت خطط لحرب غزة (كانون أول/ ديسمبر 2008) وقام بإدارتها بشكل مباشر، بل وشارك في العمليات العسكرية من داخلها، وقد كان ُيصر على استمرار التوغل في عمق القطاع، إلا أن رئيس هيئة الأركان السابق غابي أشكنازي أصر على وقف العمليات العسكرية والانسحاب من القطاع بعد مرور 23 يوماً.