يُشَكِّلُ مسار العلاقات الأمريكية - "الإسرائيلية" لغزاً كبيراً في مجال العلاقات الدولية؛ كونه لا يسير على نسق سياسي واضح ومعروف, وهو ما يعني: أننا أمام أسئلة متعدِّدة وشائكة عن ماهيَّة وخصوصيَّة هذه العلاقات, وهل يمكن أن تشهد نوعاً من التوتر؟ وما هي أوجه الخلاف التي يمكن أن تنشأ بين الولاياتالمتحدة و"إسرائيل"؟!! من ناحية ثانية: يدور التساؤل حول موضع العرب من مسار هذه العلاقات, وهل بإمكانهم التأثير في مسار هذه العلاقات؟ وكيف يمكن للعرب استثمار الخلافات الأمريكية - "الإسرائيلية"؟ المصالح المشتركة بداية يقول الكاتب والباحث السياسي الأردني علي باكير: "لا شكَّ أنّ العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية علاقات قديمة وقويَّة، ولها خصوصيتها؛ إما من ناحية المصالح المشتركة، أو من ناحية التوجُّهات الأيديولوجية التي تجمع شرائح واسعة في داخل النخب والساسة الأمريكيين، وبين نظرائهم الصهاينة والإسرائيليين". ويستدرج "باكير" قائلاً: "لكنَّ ذلك لا يمنع -وهذه هي النقطة الأهم برأيي- من إمكانية تدهور هذه العلاقات، أو حصول شرخ فيها، وهو الأمر الذي يجب إدراكه جيداً من دون التهوين من عمق العلاقات الثنائية، أو التهويل؛ حتى يمكن التعامل معه بواقعية وموضوعية". صحيح! كما يقول باكير, أنَّ "لكلٍّ أوراقه والتفافاته للضغط على الآخر وقت الشدَّة، لا سيما الكونجرس واللوبي الإسرائيلي في أمريكا، واللذان يشكلان أوراقاً مهمَّة لإسرائيل في الضغط على الإدارة الأمريكية, لكنَّ الولايات المتَّحدة تظل إلى الآن -رغم تدهور موقعها العالمي- القوَّة الأكبر على الإطلاق، وهي قادرة إنْ أرادت -بقوة وحزم- الضغط على إسرائيل، بل وإجبارها على الرضوخ". ويشير باكير إلى أنَّ التجارب "التاريخية أثبتت أنَّه عندما يكون هناك تعارض بين المصالح الأمريكية القوميَّة العليا للبلاد، وبين المصالح الإسرائيلية الخاصة أو الضيِّقة؛ فإن الولايات المتَّحدة تُعَبِّرُ عن موقفها بقوة وحزم وتدفع إسرائيل إلى التراجع، كما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق "دوايت أيزنهاور" إبان العدوان الثلاثي على مصر، وكذلك الأمر عندما هدَّد الرئيس "بوش الأب" إسرائيل بقطع المعونات المالية المخصَّصة لها -كضمانات من شأنها أن توقف الاستيطان- ما لم تستجب لمطالب أمريكا". وأعرب باكير عن أسفه من عدم إجادة العرب "لعبة الاستثمار في الخلافات الأمريكية الإسرائيلية، وتوسيع الهوَّة بينهما، واللعب على تناقض المصالح الذي بدأ يزداد خاصَّة بعد أن فقدت إسرائيل -مع مرور الوقت- دورها كمنصَّة أمنية لأمريكا، وأيضا تقلَّصت أهميتها كدولة إقليمية في ظل التواجد الأمريكي المباشر في المنطقة، وصعود عدد من القوى الإقليمية في المنطقة". لكنه يرى أن "الفرصة ما زالت متاحة لتوظيف هذا الخلاف، واستثماره في سبيل تحقيق تقدُّم عربي على صعيد القضيَّة الفلسطينية.. فهناك إدراك أمريكي متزايد لدى شرائح واسعة في إدارة الرئيس "أوباما" السياسية والعسكرية من أنَّ عدم إحراز أي تقدم على الصعيد الفلسطيني حتى الآن كان سبباً في تصاعد نزعة الكراهية ضد السياسة الأمريكية لدى المسلمين، وأنَّ لهذا الأمر انعكاساته السلبية على صورة ودور ومصالح الولايات المتَّحدة في المنطقة والعالم، خاصَّة في ظل تحوُّل هذه الكراهية إلى أعمال عنف هدَّدت وتهدد الأمن القومي الأمريكي". ويُحَذِّر من أنه "إذا لم يتمَّ استغلال هذه الفرصة السانحة؛ فإن الإسرائيليين قد يلجأون إلى سياسة التسويف والمراوغة، أو الهروب إلى الأمام؛ لتجاوز الخلاف مع الولاياتالمتحدة، وهو ما سينعكس سلباً على القضية الفلسطينية، وعلى العرب ككل". تصادم في المصالح من جانبه يقول الأكاديمي الفلسطيني الدكتور مازن النجار: "من الواضح أنَّ هناك خلافات سياسية بين الولاياتالمتحدة والسياسة الإسرائيلية, وهي ظاهرة للعيان أمام العالم كله". ويستدل الدكتور النجار على ذلك بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أمام جمهور مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (الإيباك) من أنَّ "أورشليم (القدس) ليست مستوطنة، إنها عاصمتنا". ويرى أن نتنياهو "بهذا الإعلان المتحدي أبلغ الولاياتالمتحدة أن القدسالشرقية ليست أرضاً محتلة, وأنها أرض إسرائيلية، وأنها لإسرائيل إلى الأبد، وأنه لن تشاركها فيها أي دولة فلسطينية, وأن إسرائيل وحدها تقرِّر ما يُبنى، وأين يبنى، في المدينة المقدسة". ويُضيف: "مع هذا الإعلان ورفض نتنياهو التراجع عن قرار بناء (1600) وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية، والذي نَسَفَ مهمة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط منذ بضعة أسابيع، عاد إلى إسرائيل منتصراً ظافراً على الرئيس الأمريكي باراك أوباما". ويتابع مسترسلاً: "بيد أنه ظَفَرٌ مؤقتٌ، وانتصارٌ أجوف على حليف إسرائيل الذي لا غنى عنه.. فهذا الصدام كشف أنَّ ما يعتبر مصالح حيوية لإسرائيل تتصادم حالياً مع المصالح الحيوية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط". ويوضح النجار أنَّ "من بين نقاط الخلاف الرئيسة بين الطرفين: أنه بالنسبة إلى نتنياهو كان الانسحاب من غزة خطئاً استراتيجياً فادحاً؛ أدى لسيطرة حماس على غزة، وسقوط الصواريخ على إسرائيل, وهذا الخطأ الفادح لا يريد أن يكرره في الضفة, ومن ثمَّ فلن يُجْبِرَ (250) ألف يهودي على مغادرة الضفة لإقامة دولة فلسطينية بها". وفيما يتعلَّق بمدينة القدس فإن نتنياهو -كما يقول النجار- "يعتبر حدودها كمدينة هي الآن حدود إسرائيل الدائمة, وضم الأراضي لا رجعة عنه, أما الولاياتالمتحدة فهي ترى أن الضفة بما فيها القدسالشرقية هي أرض محتلة, والسلام يقتضي تقاسم القدس، وإعادة جميع الضفة تقريباً، وانسحاب المستوطنين اليهود, والتعويض عن أي أرض تَضُمُّها إسرائيل بأرض إسرائيلية يتمُّ التنازل عنها للفلسطينيين". ويُضيف أن "نتنياهو لا يقبل تلك المبادئ، حيث أنه فاز بمنصبه بسبب إدانته لها، وفي تحالفه الحاكم هناك أحزاب لا تعارض الانسحاب من غزة فحسب، بل تعارض أيضا قيام دولة فلسطينية". ليست علاقة عضوية ويشير النجار إلى أنَّ "هناك طرفاً جديداً دخل في الشجار بين الولاياتالمتحدة و"إسرائيل", وهو الجيش الأمريكي، ممثلاً بشخص الجنرال "ديفيد بتريوس"، حيث أكَّد وفد من كبار الضبَّاط لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال "مايكل مولين" أنَّ هناك انطباعاً متنامياً بين العرب أن أمريكا لم تعد قادرة على الوقوف بوجه إسرائيل، وأنَّ دائرة عمل القيادة المركزية بدأت تفقد الثقة بوعود أمريكا، وأنَّ تعنُّت إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي أصبح يهدِّد موقف الولاياتالمتحدة في المنطقة". ويُضيف موضحاً: "تلقى مولين هذه الرسالة الصارخة: بأن أمريكا ينظر إليها بأنها أضعف من أن تقف بوجه إسرائيل، وأنَّ مكانة العسكرية الأمريكية تتآكل في العالم العربي نتيجة لذلك، ووجدت الرسالة طريقها مباشرة إلى البيت الأبيض، حيث لا يستطيع "أوباما" أن يتراجع، وإنْ لم يقف الآن بجانب المصالح الأمريكية التي تتهددها أخطار الأفعال الإسرائيلية؛ فسوف يفقد دعم جنوده, فعلاقة أمريكا بإسرائيل هامة، لكنها ليست بأهمية حياة الجنود الأمريكيين". وفي ختام حديثة يَخْلُصُ النجار إلى أنَّ "علاقة أمريكا بإسرائيل ليست علاقة عضوية، بل هي علاقة وظيفية, وأنَّ هذه العلاقة تتآكل بسرعة عندما تزداد الصعوبات بوجه الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وتتهدد مصالحها هناك، وتصبح علاقتها بإسرائيل أقلَّ أهمية وقيمة باضطراد". في المقابل يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سعد محيو أنَّ الرئيس أوباما "لن يستطيع خوض مجابهة طويلة الأمد مع تل أبيب، من دون أن يغامر مسبقاً بخسارة معركة الرئاسة القادمة، ومن دون أن يعرِّض نفسه إلى حملات واسعة النطاق من جمهرة واسعة في أمريكا تضم غلاة اليمين الجمهوري والمحافظين الجدد، وصقور البنتاجون، والمؤسسات المالية والإعلامية الكبرى". ويُضيف أنَّ "حل الخلافات الواردة بينهما ستكون بقليل من التنازلات من جانب نتنياهو، مع الكثير من التنازلات من جانب أوباما، تحت شعار: نزع فتيل الأزمة, بَيْدَ أن الحصيلة النهائية ستكون واحدة, فكما أنَّ نتنياهو انتصر على أوباما قبل ستة أشهر؛ فَنَسَفَ كل مبادراته الشرق أوسطية، سينتصر عليه الآن لينسف ما تَبَقَّى من هذه المبادرات، وهي هنا لا تتعدى الهدف المتواضع بالإيحاء بأن عملية السلام مستمرَّة في الشرق الأوسط". أسباب عَجْزِ إدارة أوباما الكاتب والصحفي الفلسطيني عمرو نبيل يلقي بدوره الضوء على أسباب عَجْزِ إدارة أوباما أمام حكومة نتنياهو، التي توجه إليها الصفعة تلو الأخرى قائلاً: إنَّ "جوهر هذه الأسباب يكمن في القراءة الإسرائيلية الممتازة للواقع السياسي الأمريكي، والتي مكَّنتها من الاستغلال الأمثل لواشنطن في تحقيق مصالحها". ويُضيف موضحاً: "على الرغم من أنَّ الولاياتالمتحدة هي دولةُ مؤسساتٍ، إلا أنَّ هذه المؤسسات يقودها أشخاص، وهؤلاء الأشخاص هم الذين يُوْكَلُ إليهم صنع القرارات الأمريكية، لكن هؤلاء الأشخاص لا يتحركون بصورة فردية، وإنما من خلال أحزاب سياسية ينتمون إليها، وبالتالي فهم يَصِلُونَ إلى مواقعهم الرئاسية عن طريق الانتخابات، والانتخابات تعني التنافس على الناخب الأمريكي للفوز بصوته، وهذا الفوز يعتمد على أدوات التأثير من مال وإعلام ودراسات أكاديمية، وهذه الأدوات هي التي نجحت إسرائيل في احتكارها داخل السوق السياسية الأمريكية من خلال وكيلها الحصري والمعتمد اللوبي الإسرائيلي وأَذْرُعُهُ المختلفة". ويُشير إلى أنَّ إسرائيل بدأت في هذا الصدد "لعبة المساعدة الداخلية للقيادة الأمريكية مقابل حصولها على مساندة أمريكا الخارجية في الشرق الأوسط، بحيث يقوم اللوبي الإسرائيلي بتقديم الدعم للأحزاب والمرشحين، على أن يلتزم هؤلاء بصياغة السياسية الخارجية الأمريكية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط على الوجه الذي يحقق المصالح الإسرائيلية، وإنْ تعارضت مع المصالح الأمريكية بالمنطقة، غير أنَّ هذه اللعبة السياسية التي استمرت لسنوات أصبحت تشكل خطراً على الولاياتالمتحدة، التي تمرُّ بأكبر أزمة في تاريخها على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، حيث أنها باتت مهدَّدة بفقد مكانتها كقطب أَوْحَدٍ يقود العالم". وهذه الخطورة -كما يقول الكاتب الفلسطيني- "دفعت اثنان من علماء السياسة الأمريكيين –وهما: جون ميرشماير أستاذ للعلوم السياسية ومدير سياسات الأمن الدولي بجامعة شيكاجو، وسيتفين والت أستاذ الشئون الدولية بكلية جون كينيدي بجامعة هارفارد- إلى القول بأن إسرائيل أصبحت عِبْئَاً استراتيجياً كبيراً على الولاياتالمتحدة، والتأكيد على أن القرارات الأمريكية يجب أن تتمَّ وفقاً للمصالح القومية العليا، وأنَّ المليارات الثلاثة التي تدفعها أمريكا سنوياً لإسرائيل، وتفريطها في بيع أكثر التقنيَّات العسكرية تقدماً، وقيام أمريكا بتقديم (34) فيتو في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات معاقبة إسرائيل منذ عام 1982م؛ كل ذلك ليس في المصلحة القومية العليا للولايات المتحدة، كما أكَّدا أنَّ زوال إسرائيل لن يُقَوِّضَ سير المصالح الجيوسياسية لأمريكا في المنطقة، وأشارا إلى خطورة المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلَّة، والتلكؤ الأمريكي لفعل المزيد لكبح جماحها". ويُضيف: "من أهمِّ ما لاحظه المؤلفان: هو أنَّ النقاشات حول إسرائيل في الولاياتالمتحدة قليلة للغاية، وأنَّ الثمن الحتمي لمن ينتقد إسرائيل هو أن يُوصم بمعاداة السامية، ولكنَّهما -رغم ذلك- قرَّرا الكتابة عن اللوبي الإسرائيلي؛ لكسر ذلك التابوه المحرم، من أجل تحفيز الغير على إجراء مناقشات حول وجوده". ويُتابع "بالفعل أثنى المستشار السابق للأمن القومي للرئيس كارتر "زيبيجنيو بريزنسكي" على الأستاذين ميرشماير ووالت، وقال: إنهما أسديا خدمة جليلة بإطلاق مناظرات شعبية طالما احتاجها الشعب الأمريكي لمناقشة دور إسرائيل في السياسة الخارجية الأمريكية، فيما أعلن الجنرال ديفيد بتريوس -رئيس القيادة الأمريكية الوسطى- أمام مجلس الشيوخ أنَّ النزاع المتدهور في الشرق الأوسط يزيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في المنطقة؛ بسبب انحياز أمريكا لإسرائيل، كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أنَّ عدم إحراز تقدم في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية يُضِرُّ بمصالح الولاياتالمتحدة في مجال الأمن القومي في المنطقة". فرصة ذهبية للعرب وهنا تَلُوْحُ في الأفق - كما يقول عمرو نبيل- فرصة ذهبية للعرب كي يستثمروا هذه الخلافات الأمريكية - "الإسرائيلية"، وذلك على عدة أصعدة: أولاً: الصعيد الرسمي، وذلك من خلال ربط جميع المسارات والملفَّات والمصالح الأمريكية بالمنطقة بالمسار الفلسطيني، والتأكيد على أنَّ تحسن الأوضاع بالشرق الأوسط مرتبط بحل القضية الفلسطينية، ومطالبة واشنطن بالضغط على تل أبيب. ثانياً: الصعيد الأكاديمي، عن طريق التواصل من كبار الأكاديميين في الولاياتالمتحدة، والذين تمثل آراؤهم مرجعًا لصانعي القرار؛ لبيان وتأكيد التعارض والتناقض بين المصالح الأمريكية والمصالح "الإسرائيلية" في المنطقة، ومحاولة تكوين جبهة من الأكاديميين للتأثير على صُنَّاع القرار الأمريكيين. ثالثاً: الصعيد الشعبي، وهو من أهم الأصعدة، حيث يتعيَّن تكوين لوبي إسلامي عربي، تكون مهمَّته كشف صفقات اللوبي "الإسرائيلي" مع السياسيين الأمريكيين، وتغليبهم لمصالح "إسرائيل" على حساب المصالح الأمريكية، وبيان ما يترتَّب على ذلك من خسائر للشعب الأمريكي؛ سواء البشرية منها (في أفغانستان والعراق)، أو الاقتصادية، خاصة في ظل الأزمة العالمية، التي يقف وراءها رجال المال اليهود، حتى تصبح علاقة السياسيين باليهود في أمريكا شُبهة يخشى منها بدلاً من الخوف من تهمة العداء للسامية. وفي هذا السياق نَوَدُّ -يقول عمرو نبيل- أن نختم رأينا بما كشف عنه استطلاع حديث للرأي أجراه معهد زغبي الأمريكي، والذي خَلَصَ إلى أنَّ (81%) من الأمريكيين يعتقدون أنَّ "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" يُضِرُّ بمصالح الولاياتالمتحدة. تحقيق عصام زيدانشبكة رسالة الإسلام"