"تساءل عن معيار أو معايير تقسيم المجال الترابي هل هي تاريخية وجغرافية وثقافية واقتصادية، أم مقاربة أشمل تتجاوز فضائل المعيار الواحد لخلق توليفة معايير قادرة على جعل الجهة وحدة ترابية منسجمة ذات مكونات متكاملة قادرة على العيش والاستمرار." أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة د.محمد الشيخ بيد الله، أمس السبت بالدارالبيضاء، أن موضوع الجهوية الموسعة يكتسي أهمية بالغة باعتباره ورشا يدشن لجيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية، والذي سيبصم لا محالة العشرية الثانية من العهد الجديد. وأوضح د.بيد الله، خلال افتتاح يوم دراسي نظمه الحزب حول موضوع "الجهوية الموسعة وأبعادها الاقتصادية والمالية والاجتماعية"، أن هذا المشروع يعد تعبيرا عن وجود إرادة تغيير مستقبلية لنمط تدبير المجال التنموي وفق قواعد القرب والحكامة والتقطيع الترابي الرامي إلى محاربة الفقر والتهميش والهشاشة والإقصاء. وأبرز أن الجهة الموسعة لها دلالة بالغة لكونها تضع الإنسان في صلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد، مشيرا إلى أن حزبه شدد في أدبياته على أهمية الرهان على البعد الجهوي في خلق الثروة وتوزيعها توزيعا عادلا وعودة النخب إلى فضاءاتها المحلية وتحرير طاقتها. وبعد استعراضه للنماذج المختلفة الجماعية والجهوية التي عرفها المغرب وتباين قراءة حصيلتها، حدد مكامن القصور فيها، على الخصوص، في كون النصوص القانونية تحمل خللا مؤسساتيا جوهريا بين ممثلي الدولة والمنتخبين، وفي طريقة التدبير اللامركزي التي لم تؤد إلى تغيير في آليات وقنوات تدخل السلطة، وفي التقطيع الترابي الذي أبان عن محدودية مردويته في اقتراح فضاء للتنمية المجالية. وفي هذا السياق، قال إن استحضار مضامين الخطابات الملكية الرامية إلى تحديث هياكل الدولة واعادة ترتيب بنياتها باعتماد جهوية موسعة يطرح على كل الفعاليات أسئلة متعددة الأبعاد تحتاج إلى أراء الخبراء والسياسيين، والمختصين في مختلف المجالات، وإلى نظرة عن التجارب المقارنة المعيارية، وإلى الاخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية من قبيل النموذج الجهوي القادر على تأطير البناء الديمقراطي والنسيج الاجتماعي والثقافي واللغوي المتسم بالغنى والتعدد والموارد المالية والاقتصادية، والتوفيق بين معادلة الجهة ووحدة الدولة، وفي طبيعة الجهة وعلاقتها بالبناء المؤسساتي الوطني، وخطاطة اقتسام الموارد المالية، والإصلاحات المحفوظة للمركز. وتساءل عن معيار أو معايير تقسيم المجال الترابي هل هي تاريخية وجغرافية وثقافية واقتصادية، أم مقاربة أشمل تتجاوز فضائل المعيار الواحد لخلق توليفة معايير قادرة على جعل الجهة وحدة ترابية منسجمة ذات مكونات متكاملة قادرة على العيش والاستمرار. كما تساءل حول الأجدى بين اختيار الجهوية على مجموع التراب الوطني دفعة واحدة، أم اختيار منهج التدرج المبني على التأهيل القبلي للمجال ومستوى الأداء والنمو الاقتصادي ومعدلات معينة في المجالات الاجتماعية والثقافية. وأكد أن اجتهاد الجواب على هذه الأسئلة يجب أن يؤطر بالمبادئ الأربعة الواردة في الخطاب الملكي السامي، وهي التشبث بمقدسات الأمة وثوابتها في وحدة الدولة والوطن والتراب، والالتزام بالتضامن، واعتماد التناسق والتوازن في الصلاحيات والإمكانات، وتفادي تداخل الاختصاصات. كما توقف د.بيد الله عند المبادرة المغربية بشأن تمتيع الأقاليم الجنوبية للمملكة بنظام الحكم الذاتي، وقال إنها مقترح جريء منعوت أمميا بالجدية والمصداقية، وحائز على الترحيب الدولي بحكم انسجامه مع المواثيق الدولية واستلهامه من التجارب الرائدة. وأكد أن الخطاب الأخير لجلالة الملك محمد السادس فتح أفقا جديدا للأقاليم الجنوبية بوضعها على رأس الأولوية في مشروع الجهوية الموسعة. وتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي تقديم عروض تتمحور حول "الدارالبيضاء وآفاق التنمية الجهوية" و"الجهوية الموسعة قراءة في الخطابات الملكية" و"أية موارد مالية لأي جهة موسعة" و"جهة الدارالبيضاء.. السياحة منطلق للتنمية" و"السياسية الاجتماعية منظور جهوي" و"المقاولة في بعدها الجهوي". وسبق ان أكد د.محمد الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة رئيس مجلس المستشارين, أن "بوليساريو" ليس إلا مجموعة أشخاص "رهائن" لدى الجزائر لخدمة أهدافها . ونقلت جريدة "الصحراء المغربية" عن د.بيد الله, الذي استضافه حميد برادة في إطار برنامج "ميزونكور" الذي بثته القناة الثانية, قوله : "إنهم أشخاص كانت لهم, في السابق مثل عليا، وبما أن الأمور تغيرت الآن فقد كان عليهم أن يفكروا ويعيدوا النظر في الأطروحة التي كانوا قد بلوروها". وأضاف د.بيد الله, المزداد بمدينة السمارة, والذي ساهم في ميلاد "بوليساريو" ويعتبر أن "صحراويته منصهرة في مغربيته", أنه يتحدث عن "بوليساريو" بشئ من الحزن" لأن قادته كانوا "أصدقاء له بالرباط". وقال : "إنهم مغاربة كان آباؤهم أعضاء في جيش التحرير وهم يدركون ذلك تمام الإدراك"، مشيرا على سبيل المثال إلى والد زعيم "بوليساريو" محمد عبد العزيز الذي قال : "إنه أحد قدماء جيش التحرير المغربي". وبخصوص عودة عدد كبير من الصحراويين من تندوف إلى المغرب, أبرز د.بيد الله أن الأمر يتعلق ب "نزيف رهيب" بالنسبة ل "بوليساريو" معربا عن اعتقاده بأن عددهم يتراوح " ما بين6000 و7000 " وهو "رقم كبير" في رأيه خاصة وأنه يشمل أطرا عليا في "بوليساريو", أي "أطرا كانت تقوم بالتنظير وكان لها إشعاع". ولدى تطرقه لعدد السكان بتندوف, الذين لم تسمح الجزائر و"بوليساريو" للمفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين بإحصائهم, قال د.بيد الله : " إنه يمثل ثلث ساكنة الصحراء, أي ما بين30 و50 ألف نسمة". وأكد د.بيد الله, من جهة أخرى, أن الجهوية ستعطي دفعة للديمقراطية وأن قضية الصحراء "ستتم تسويتها بفضل الجهوية الموسعة". وقال د.بيد الله : "إن الجهوية جاءت تتويجا لمسلسل إصلاح انخرط فيه المغرب منذ10 سنوات"، موضحا أن هذا الورش, الذي يحظى بعناية الملك محمد السادس, يأتي استجابة لمتطلبات هذا العالم متعدد الأقطاب كما أنه يجسد آمال الأجيال الجديدة التي تحتاج إلى المشاركة في تسيير شئون الدولة. وأوضح كذلك د.بيد الله, في كلمة خلال افتتاح يوم دراسي حول موضوع " الجهوية الموسعة" بالجديدة , أن مشروع الجهوية الموسعة "يدشن لجيل جديد من الاصلاحات المؤسساتية, وسيبصم لا محالة العشرية الثانية من العهد الجديد, في تعبير عن وجود إرادة تغييرية مستقبلية لنمط تدبير مجالنا التنموي, وفق قواعد القرب والحكامة والتقطيع الترابي, المنطلق من محددات وغايات ترمي إلى محاربة الفقر والتهميش والهشاشة والاقصاء وتضع الانسان في مركز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد". وأضاف أن حزب الأصالة والمعاصرة طالما شدد في أدبياته على أهمية المقاربة الجهوية والرهان على الجهوي في خلق الثروة وتوزيعها توزيعا متكافئا, وعلى عودة النخب إلى فضاءاتها المحلية وتحرير طاقاتها, بشكل يمكنها من تعزيز تدبيرها الذاتي لشؤونها المحلية وجعلها نموذجا للحكامة الجيدة. وبعد أن أشار إلى أن مبادرة الحكم الذاتي, ذات المصداقية الأممية, تظل مطروحة للتفاوض الجاد لبلوغ التسوية الواقعية والنهائية, أبرز بيد الله أن المخطط التنموي يضع الاقاليم الجنوبية على رأس الأولوية في مشروع الجهوية الموسعة. وأوضح الأمين العام للحزب أن هذا المخطط ينبغي أن يوضع وفق المبادئ الأربعة الواردة في الخطاب الملكي السامي, وهي التشبث بمقدسات الأمة وثوابتها, وعلى الخصوص وحدة الدولة والوطن والتراب, والالتزام بالتضامن, بحيث لايبنغي اختزال الجهوية في مجرد توزيع جديد للسلطات بين المركز والجهات, واعتماد التناسق والتوازن في الصلاحيات والامكانات, بالاضافة إلى انتهاج اللاتمركز الواسع. وأضاف د.بيد الله أن حزب الأصالة والمعاصرة, من خلال تنظيمه لهذا اليوم الدراسي, بشراكة مع خبراء وفاعلين ومناضلين ومسؤولين بالحزب, يساهم في المجهود الوطني المبذول لاعداد النموذج المغربي حول الجهوية الموسعة, من خلال تقديم عروض وإنضاج نقاش حول هذا الموضوع. وخلال أشغال نفس اليوم الدراسي بالجديدة, قدم عدد من الأساتذة والباحثين ورئيسا جهتي مراكش- تانسيفت- الحوز وتازة- تاونات -الحسيمة عروضا حول مواضيع تهم على الخصوص " التطور التاريخي للجهوية بالمغرب" "والجهوية ومبادرة الحكم الذاتي" و "المظاهر الاقتصادية والتدبير المالي للجهة".