أفاد موقع " صحراء ميديا " الإخباري الموريتاني المستقل أن الجيش الموريتاني ألقى القبض بمنطقة وادي النص ( 60 كلم شرق أم كرين ) على ثلاثة عناصر من البوليساريو يشتبه في علاقتهم بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي . وأوضح الموقع الموريتاني نقلا عن مصادر مطلعة أن " الجيش الموريتاني اعتقل ثلاثة متهمين بالإرهاب ونقلهم أمس الأحد من مدينة زويرات شمال موريتانيا إلى نواكشوط العاصمة عبر طائرة خاصة للتحقيق معهم " . وحسب نفس المصادر فإن معلومات كانت قد وصلت إلى قوات الجيش تفيد بتحرك مشبوه لعناصر المجموعة بتلك المنطقة ليتوجه أفراد من قوات الجيش الموريتاني من المنطقة العسكرية الثانية بثياب مدنية إلى منطقة ( النص ) حيث تمكنوا من اعتقال العناصر الثلاثة . وأوضح المصدر ذاته أن التحقيق الأولي بين أن العناصر الثلاثة الذين ألقي عليهم القبض هم عسكريون سابقون في جبهة "البوليساريو" مشيرا إلى أن المحققين ضبطوا بحوزة أحد الموقوفين هاتف ثريا كانت أجهزة الأمن تبحث عنه . وحسب نفس الموقع الموريطاني،فقد أكد الناطق باسم مجلس الامن القومي الأمريكي مايك هامر أن الولاياتالمتحدةالامريكية تدرك أهمية التعاون مع بلدان المغرب العربي خصوصا موريتانيا والمغرب والجزائر في محاربة تنظيم "القاعدة" من أجل منع عناصر هذه الشبكة الارهابية من اتخاذ منطقة الساحل ملجأ لها. وقال هامر، خلال ندوة صحفية مع ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية بواشنطن أول أمس، "إننا ندرك بأن عناصر القاعدة التي تم تشديد الخناق عليها في قواعدها الخلفية بافغانستان وباكستان تبحث عن الاستقرار بمكان آخر" وخاصة بمنطقة الساحل. وأبرز المسؤول الامريكي، في هذا الاطار، أن بلاده تتشبث بالعمل مع بلدان المغرب العربي من أجل منع عناصر القاعدة من إيجاد ملجإ لها بالمنطقة، معربا عن ارتياحه لمستوى التعاون في هذا المجال مع بلدان شمال افريقيا، وخاصة المغرب. وشدد الناطق باسم مجلس الامن القومي، التابع للبيت الابيض، على الاهتمام الذي يوليه الرئيس باراك أوباما "للتعاون الدولي ومع جميع البلدان" في محاربة الفروع المحلية لتنظيم القاعدة، سواء تعلق الامر ب(القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي) أو ب(القاعدة في الخليج العربي). وكانت الولاياتالمتحدة قد وضعت في أكتوبر الماضي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على لائحة "المنظمات الارهابية الاجنبية" طبقا لقانون الهجرة والجنسية. وسبق وكشفت مصادر إعلامية وثيقة الاطلاع أن قوات جزائرية خاصة كانت قد توجهت عبر طائرة هيلوكبتر إلى مخيمات جبهة البوليساريو الانفصالية بتندوف حاصرت منزل محجوب محمد سيدي أحد أهم الأئمة في هذه الجبهة ومفتي قيادتها قبل أن تداهم البيت، حيث عثرت بمنزله على اسلحة مختلفة ومبالغ هامة من العملات الصعبة وعشرين كيلو غراما من مادة TNT وألبسة عسكرية كما ضبطت بحوزته مراسلات له مع بعض قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي كما هو الحال بالنسبة لعبد المالك درود كال (الملقب بأبي مصعب عبد الودود) أمير هذا التنظيم ومع نائبه يحيى عمار. وذكرت هذه المصادر أن هذه العملية تمت بعد أن رصدت مصالح الاستخبارات الفرنسية والاسبانية والأمريكية تبادل لرسائل مشفرة بين أمراء تنظيم القاعدة والمعني بالأمر، وذكرت مصالح استخباراتية حددتها المصادر الاعلامية في دول الساحل وخاصة في موريتانيا أن مفتي جبهة البوليساريو كان يقوم بدور الوسيط السري بين اسبانيا وفرنسا، من جهة والمختطفين لرعايا هذه الدول في هذه المنطقة. وتؤكد هذه الواقعة أن جبهة البوليساريو الانفصالية أصبحت متورطة في تنامي الإرهاب في المنطقة إما بشكل مباشر أو من خلال تمكين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من اختراق أجهزتها المهترئة، وكيف ما كان الحال فإن الحقيقة المؤكدة اليوم أن هذه الجبهة أصبحت متورطة في مستنبت الارهاب في المنطقة. ومن بين أبرز التقارير التي تحدثت عن وجود تنسيق بين البوليساريو وتنظيم القاعدة، تقرير صادر عن المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن ببروكسيل، الذي اعتبر أن «البوليساريو» أصبح إحدى خزانات التجنيد الرئيسية لمنظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أشار إلى أن «غياب التعبئة وتأثر شريحة من البوليساريو بالفكر السلفي يصبان، في الواقع، في مصلحة منظمة من قبيل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي لديها حاجة ماسة في تجنيد مقاتلين جدد». ويعزو التقرير علاقة التكامل بين «البوليساريو» ومنظمة «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» إلى حاجة هذه الأخيرة «لامتدادات محلية وحاجة هذه الحركة الانفصالية للاستفادة من الدعم المالي والزخم الإيديولوجي، الذي تقدمه الجماعات الإسلامية المتطرفة «. وإلى جانب التقارير الدولية، سبق لمسؤولين مغاربة أن أعلنوا عن ضرورة الانتباه إلى خطر التنسيق بين الانفصاليين والقاعدة، ومن بينهم وزير العدل الراحل محمد بوزوبع الذي قال، في حوار صحفي «هناك الآن تنسيق وتعاون بين القاعدة، لا سيما الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية والسلفية الجهادية المغربية وبين جبهة البوليساريو». التنسيق بين الجبهة الانفصالية والقاعدة، حسب بوزوبع، جاء استنادا إلى تقارير استخبارات دولية، خاصة الأمريكية، وقال وزير العدل الراحل إنه إذا «تركنا هذا الوضع مستمرا فسيشكل خطرا على منطقة الساحل برمتها»، ليضيف أن «الانفصاليين يساعدون الجماعات الإرهابية على كافة المستويات في أعمال التخريب التي تطال استقرار المغرب». وللتذكير،فقد صرف النظام الجزائري عليهم منذ 1976 أكثر من 200 مليار دولار، وكان من الممكن ان توجه للشعب الجزائري الذي يعيش الفقر والميزيرية بمعنى الكلمة.