الجزائريين المقيمين في المغرب شيوخا وشبابا يشترطون فتح الحدود لمساهمتهم في استحقاقات بلادهم مع انتفاء النظام المخابراتي الذي تسبب في عشرية الدم والنار قامت مؤخرا المنتخبة على المنطقة الثالثة (المغرب العربي والمشرق العربي وإفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا) بالمجلس الوطني الشعبي الجزائري (البرلمان) البرلمانية أميرة سليم بحث الجالية الجزائرية المقيمة بوجدة والجهة الشرقية،في لقاء استهداف واستمالة جزائريي الخارج الذي تكلفت مصالح القنصلية الجزائرية في وجدة بمهمة الاستدعاء له وحشد وتجنيد البعض لإنجاح مختلف لقاءاتها الدعائية بوجدة والرباط من أجل التصويت لفائدة الرئيس بوتفليقة "ولد وجدة" في عهدته الرابعة المثيرة للجدل جزائريا ودوليا. مصادر "المنعطف" أكدت أن إحدى المقيمات الجزائريات بالجهة الشرقية،تكون قد واجهت البرلمانية بتأكيدها بمدينة وجدة في إطار حملتها للانتخابات البرلمانية السابقة التي فازت فيها بمقعدها الحالي،أنها ستسخر كل وقتها وعلاقاتها في البرلمان لخدمة الجالية الجزائرية في كل من دول المغرب العربي ومصر وشرق أسيا،غير أنها اهتمت بأعمالها الشخصية وهي التي كانت تشتغل إطار في شركة "صوناطراك" وأهملت ظروف العيش الصعبة لمن انتخبوها في إطار معاناة الجالية الجزائرية التي همشتها السفارات والقنصليات التي لا تهتم إلا بملاحقة سكناتهم وتحركاتهم وشبكة علاقاتهم في إحصاء لأنفاسهم،وذكرتها بأنها أضحت مثلها مثل من سبقوها،لا تتواصل مع منتخبيها سوى في الحملات الانتخابية. البرلمانية الجزائرية عن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي شنّفت أسماعها ولأول مرة بكلام لم تعهد من قبل سماعه من أبناء وبنات الجالية،هؤلاء واجهوها بحقيقة نظام بلدهم مقارنة بما يعيشه المغاربة من ديمقراطية وحرية وتنمية حقيقية وقفوا عليها وعلى آثارها منذ خطاب الملك الشاب سنة 2003 بوجدة،هذه الأخيرة رفقة مدن وقرى الجهة الشرقية المغربية خرجت من العزلة والتهميش ومغرب غير النافع بواسطة أوراش كبرى بمئات الملايير في بلد ليس فيه لا بترول ولا غاز،بل فيه إرادة قوية وحقيقية لتنمية البلاد والعباد حسب تعبير مثقفة جزائرية مقيمة في صمت لدى أختها بمدينة بركان منذ تقاعدها من إدارة سيادية بتلمسان سنة 1996،والتي أضافت بأن ما تحقق في الجهة الشرقية المغربية على يد الملك محمد السادس لم يقم بربعه المسئولين في قصر المرادية للجهة الغربية الجزائرية منذ استقلال الجزائر التي غرقت في مداخيل البترول والغاز.كلام وغيره على منواله في الإشادة بالتجربة المغربية النموذجية،لم يرق للبرلمانية التي حاولت بدون نجاح في الإشادة بالتجربة البوتفليقية على حد تعبيرها الذي أضحك الحضور سماعها،والذي اعتبرته "رجل المرحلة المناسب في المكان المناسب،الذي قدم خدمات جليلة للبلد،ويكفيه فخرا أنه مبدع الوئام المدني"،وتفننت في اختيار كلماتها وعباراتها لإظهار وإبراز منجزات بوتفليقة التي وصفتها ب"العظيمة التي لم يسبقه إليها لا عربي ولا أعجمي،أشادت بها مختلف الأمم"،وكانت تحس بأن ألفاظها المنمقة والمختارة بعناية فائقة لم تقنع إلا موظفي القنصلية وبعض الأغنياء من الجالية المستفيدين من النظام الجزائري،بينما الأغلبية الساحقة من الجالية الجزائرية التي استمعت للمرافعات الفاشلة لبرلمانيتهم كانوا ضد العهدة الرابعة وضد حتى النظام الجزائري الحالي،الذي منعهم ومنذ سنوات من صلة رحمهم مع عائلاتهم داخل الجزائر،ويجبرهم على قطع آلاف الكلمترات لذلك عوض العشرات منها أو أقل مرورا عبر الشريط الحدودي البري،هذا الأخير الذي أغلق عليهم فقط،لأن سلع جنرالات السوق السوداء للتهريب من وإلى الجزائر والمغرب تمر كل يوم بتسهيلات من حرس الحدود والجيش الشعبي الجزائري يوضح مواطن جزائري مقيم بين المغرب وفرنسا.ووجدت النائبة أميرة سليم ضالتها في اقتراح سابق لها،حول عدم إحاطة الجالية بكل المنجزات التي قام بها بوتفليقة للجزائر والجزائريات،وأجابت الساخطين بأنهم "خارج الجزائر منقطعين عن الوضع الداخلي في البلاد ولا يطلعون على أخبارها إلا نادرا عكس الذي يعيش داخل الوطن،وهو الأمر الذي جعلني أفكر في اقتراح قناة تلفزيونة أو إذاعية موجهة لسكان شمال إفريقيا وشرق أسيا طبعا من الجالية الجزائرية،اقتراح تتأكد في هذا الظرف نجاعته واستعجاليته"،وهو ما علق عليه أحد الحاضرين ساخرا "كلامها صحيح في ثقب الأوزون،لأنها لا تعرف بأن المغرب يتوفر على شبكة الأنترنت". يذكر أن،مصادر "المنعطف" أكدت أن البرلمانية مقررة لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية الجالية بالخارج في المجلس الشعبي الوطني الجزائري،وقبل مباشرتها لحملتها بالمغرب مع مجموعة "مختارة" من الجالية الجزائرية لولا إصرار بعض من لم يتم إعلامهم أو دعوتهم لتتوجه لتونس في نفس المهمة،التقت بمسؤولين عن الجهة الشرقية،وببعض البرلمانيين المغاربة الممثلين لدائرة وجدة أنجاد الذين رحبوا بها في بلدها الثاني الذي بذل المال والعتاد والدماء لتحيا الجزائر مستقلة.وعبرت للنائبة البرلمانية الجزائرية مجموعة من المواطنين الجزائريين القاطنين بصفة قانونية ومتفاوتة في القدم،تضيف نفس المصادر الموثوقة،عن استيائها من استمرار إغلاق الحدود المغربية الجزائرية بين البلدين خاصة وأنها تتحمل مشقة التنقل لبلدها الأصلي لصلة الرحم مع عائلاتها وزيارة الأهل والأحباب بكلفة مالية وجسدية ثقيلة،في حين وبحكم سكناها المستقر بوجدة كان بإمكانها أن تنتقل إلى الجزائر بكل يسر عبر الحدود البرية المشتركة،وتمكين العائلات الجزائرية من زيارة ذويها بالمغرب.زيادة على أن الشباب الجزائريون المقيمون بوجدة سخروا من النظام الجزائري نفسه الذي وصفوه بالمتآكل والسائر إلى الانهيار بسبب خياراته اللاشعبية واللامنطقية في التعامل الدبلوماسي والسياسة الخارجية خاصة مع المغرب،وبسبب السياسة الداخلية للبلاد التي يغلب عليها الطابع البوليسي.وعبروا رفقة عائلاتهم المقيمة بالمغرب عن عدم حاجتهم لأي خدمة قد تقدمها لهم الحكومة الجزائرية مكتفين بضرورة فتح الحدود مع المغرب. البرلمانية الجزائرية في لقائها التواصلي المفبرك والذي تموله جهات (...) جزائرية تقيم بفرنسا،مع احتمال مشاركة مقيم أو مقيمين جزائريين بالجهة الشرقية في تمويل الحملة الانتخابية الرئاسية لعبد العزيز بوتفليقة المحسوب لدى معارضته بأحد أهم أعضاء "جماعة وجدة" الجزائرية المتحكمة في أهم دواليب الدولة الجزائرية المدنية والعسكرية،ذكرت أميرة سليم بأن الحكومة الجزائرية ستعمل على توفير كل أشكال الدعم المادي اللوجستيكي لتسهيل المأمورية للناخبين الجزائريين حتى يكونوا في الموعد يوم الاقتراع بالقنصلية الجزائريةبوجدة والتصويت لفائدة عهدة رابعة لرئيس مشلول عن الحركة ويهذي طيلة الوقت بكلمات لا معنى لها،وهي أوصاف لحالته الصحية التي يتابع النظام البوليسي في قصر المرادية أحد الصحافيين الجزائريين قضائيا بعدما تجرأ على فضح مستورها وتم منعه مؤخرا من مغادرة الجزائر دون اللجوء إلى المساطر القانونية المطبقة لذلك.إجراءات وتشجيعات ليست بوسعها أن تشجع الناخب الجزائري بالمنطقة الشرقية المغربية واستمالته لترجيح كفة "بوتفليقة" تقول سيدة جزائرية تبلغ من العمر حوالي 55 سنة وتقيم بوجدة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن "لم أصوت لفائدة بوتفليقة ولو كان في صحة جيدة تسعفه في تدبير شؤون البلاد بشكل عادي وصحيح"،وأرجعت السيدة حسب الأستاذ إدريس العولة،أسباب ذلك بما تعانيه من "مآسي حقيقية نتيجة السياسة المتهورة المنبثقة عن حقد دفين يكنه هذا الرجل للمغرب وحتى للجزائريين أنفسهم،فأنا جزائرية وأقيم بوجدة،مرض والداي ولم أتمكن من عيادتهما وزيارتهما،ماتا ولم أشيعهما،يفرح ويحزن الأحباب هناك ولم أستطع مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم".هكذا تتحدث "خيرة" والدموع تنهمر من مقلتيها،بلعت ريقها واسترجعت أنفاسها واسترسلت في حديثها،قائلة "حينما كانت الحدود البرية مفتوحة بين البلدين كنا نتبادل الزيارات مع ذوينا وأهلنا ونزور الأمكنة والفضاءات ونتذكر طفولتنا وشبابنا،ولكن حينما أغلقت الحدود بدأ حبل صلة الرحم بالأهل والأحباب ينقطع شيئا فشيئا،إذ ليس بوسعي توفير المبلغ المالي المطلوب لضمان رحلة جوية من الدارالبيضاء ذهابا وإيابا،وإن كنا إلى وقت قريب نعبر الشريط الحدودي بطريقة سرية مقابل دفع إتاوة لمن يتولى مهمة تسهيل مأمورية إيصالنا إلى المكان المقصود،إلا أنه في الآونة الأخيرة تم تشديد الخناق على الشريط الحدودي بين البلدين،حفرت الخنادق وشيد السياج الحديدي وأصبح العبور إلى الضفة الأخرى خطرا كبير،وخاصة أن رصاص الحرس الجزائري صار يلعلع كل لحظة وحين،ويصوب في وجه الصغير والكبير في وجه المهرب،وفي وجه ساع لرؤية الأهل والأحباب حيث لم يستثن الرصاص حتى الحيوان،إذن كيف أصوت على نظام كهذا حرمني ولسنين من حنان الأم وعطف الأب" تضيف المتحدثة الجزائرية.ونفس الطرح سار فيه شاب يبلغ من العمر حوالي 20 سنة يحمل الجنسية الجزائرية ينتمي للجيل الذي ولد بالمغرب ما بعد صيف 1994 وهو التاريخ الذي شهد إغلاق الشريط الحدودي من قبل النظام الجزائري،بعدما عمل المغرب على فرض نظام التأشيرة على الرعايا الجزائريين لدخول التراب الوطني،نتيجة تورط جهاز المخابرات العسكرية الجزائرية عبر مواطن جزائري في عمل إرهابي بفندق أطلس إيسني بمراكش،يقول الشاب بخصوص الانتخابات الرئاسية بالجزائر "تمنيت أن أتوجه إلى صندوق الاقتراع ولأول مرة في حياتي لأدلي بصوتي لاختيار من يمثل الجزائر أحسن تمثيل،رغم أنني لم يسبق لي أن زرتها يوما،فمنذ أن فتحت عيني في هذا العالم وجدة الحدود مغلقة في وجهي،ورفض هذا الوطن الذي أنتمي إليه وأحمل جنسيته قبولي واحتضاني،وإن كان أتاح لي هذه الفرصة فشروطها تبقى تعجيزية،إذ ليس بوسع أبي توفير ثمن الرحلة من المغرب إلى الجزائر جوا،فكل ما أعرفه عن وطن أجدادي ما يحكيه لنا أبي أو حينما كان يتردد علينا بعض من أعمامي وعماتي وخاصة في المناسبات سواء كانت سارة أو عكس ذلك قبل أن تنقطع تماما في الآونة الأخيرة،عوامل ومعطيات كلها ستجعلني لا أكترث لهذه الاستحقاقات" يضيف الشاب "وما يسري علي يسري على باقي الشباب الجزائري في مثل وضعيتي،فكيف نشارك في محطة سياسية لانتخاب رئيس بلد لم نزره ولم نعرفه قط". كما أن مقيم جزائري معروف بانتمائه السابق للتنظيم السري الذي كان يترأسه المرحوم الرئيس الجزائري المغتال بوضياف،أكد من جهته بأن "الملاحظ لزخم قضايا الفساد التي تتناولها الصحافة والمواقع الإخبارية الجزائرية،هو محاولة تركيز الفساد في بوتفليقة وعصابات الرئاسة فقط،في حين يُسكت عن فساد جهاز المخابرات وعناصره من أكبر قائد فيه إلى أصغر عميل،وهو فساد أكبر بكثير من فساد بوتفليقة وزمرته". فالجنرال توفيق الذي نصبه وزير الدفاع السابق خالد نزار في منصبه الحالي مطلع سبتمبر 1990،يضيف نفس المصدر الجزائري "وقعت بعلمه أو بأوامره كوارث كبيرة أوصلت الجزائر لما هي عليه الآن خاصة بعد أن جاء ببوتفليقة لتتفاقم الأمور إلى حد غير مسبوق.وإن كان بوتفليقة يحاسب على دوره في الخراب الذي قاد إليه البلاد،فإن الجنرال توفيق يحاسب على مئات بل آلاف القضايا منها على سبيل المثال،إلغاء انتخابات 26 دجنبر 1991،وانقلاب 11 يناير 1992،واعتقال آلاف الجزائريين والزج بهم في محتشدات الصحراء قريبا من حقول التجارب النووية الفرنسية،واغتيال المرحوم بوضياف،والمحاكم الخاصة وما أصدرته من آلاف الأحكام التعسفية،وعمليات الاغتيالات والتصفية الجسدية والإعدام آلاف المفقودين المختطفين على يد الأجهزة الأمنية،وعمليات التعذيب الممنهج،والمجازر،واغتيال الصحفيين والفنانين والشخصيات بما فيها معطوب و حشاني وعبد الباقي صحراوي،وعمليات اختراق المنظمات والجمعيات،وعمليات استنساخ الأحزاب والحركات،وتدمير مكونات الشعب الجزائري،وغيرها من الجرائم التي لا تكاد تُحصر،ورغم هذا مازال من يطلب منا بهذه الطريقة المقرفة أن نصوت على العهدة الدموية الرابعة لنظام بوتفليقة المخابراتي". للإشارة،يضيف نفس المقيم الجزائري المشهور لدى "جماعة وجدة" بعملياته السرية أثناء حرب التحرير الجزائرية،بأن السلطات الجزائرية وبأوامر مباشرة من قصر المرادية،تكون قد وضعت قائدا كبيرا في جهاز المخابرات الجزائرية تحت الرقابة القضائية بأمر من العدالة العسكرية،وانه يمكن متابعته أمامها بتهمة ارتكاب "خطأ كبير"،وهو الجنرال حسان الذي كان يقود مجموعة التدخل الخاصة بمكافحة "الإرهاب" بجهاز المخابرات.ويعتبر الجنرال حسان أحد القيادات الأربعة بجهاز المخابرات الذين تم إبعادهم من صفوف الجيش الجزائري خلال اجتماع اللجنة الخاصة للأمن التي عقدت في 13 يناير الماضي.وحسب مصدرنا المطلع جيدا على خبايا النظام الجزائري الفاسد "يبدو أن المخابرات الجزائرية هو الجهاز الفعلي الذي يشرف على قيادة الحروب ضد خصوم الجزائر من دول الجوار بحيث يسهر هذا الجهاز الذي تربطه علاقات وطيدة مع قصر المرادية على تصدير أزمته الداخلية إلى جيرانه الأشقاء،وتُعد أعمال العنف المسلح والتفجيرات الانتحارية بلباس ديني والاغتيالات،وسيلة هذا الجهاز الأساسية لضرب أمن وزعزعة الاستقرار الذي ينعم ويتميز به ما يطلق عليهم بخصوم الجزائر ومحاولة إرباك مشهدها السياسي،وأيضا وسيلة لتدويل أزمتها الداخلية المستمرة منذ أزيد من عقدين من الزمن،فقد كشفت اعترافات عملاء استخبارات سابقين في المخابرات الجزائرية تورط هذا الجهاز في أحداث إرهابية بداخل البلاد خلال العشرية الحمراء لتحميل المسؤولية للجماعات الإسلامية المقاتلة،وأيضا في أحداث مماثلة استهدفت دول الجوار لعل آخرها ما حدث في تونس خلال العام الماضي سنة 2013،حيث اهتزت على وقع عمليتين اغتيال وثلاث هجمات انتحارية وأعمال عنف مسلح استهدفت الجيش بجبال الشعانبي بولاية القصرين". بقيت الإشارة،إلى أن النائبة البرلمانية حسب ما صرح به ل"المنعطف" أحد المتتبعين عن قرب لوضعية المقيمين الجزائريين بالجهة الشرقية،تغاضت عن ما سبق وأعرب عنه مجموع أبناء الجالية الجزائرية من المعوزين والفقراء والمرضى والطلبة المقيمين بوجدة من الذين اعتادوا تحصيل إعانات تصرفها لهم قنصلية الجزائر هناك بصفة دورية،عن استيائهم من حجم الإجراءات البيروقراطية التي فرضها المسؤول الجديد عن مصلحة العمليات الاجتماعية بها منذ تنصيبه خلفا لمن سبقه قبل أشهر قليلة.ولم تتدخل حينما تمت مراسلتها للحيلولة دون الإجراءات التي باشرتها المصلحة المذكورة التي كانت السبب في تأخير وتعطيل وصول الكثير من المنح إلى أصحابها،وجعلتهم يتخبطون في عدد من المشاكل بعد أن اختل نظام إنفاقهم المبني على أساس هذه المنح في وقتها.وقد وصل الأمر ببعضهم حسب ذات المصدر،إلى حد طلب يد المساعدة المذل من جزائريين ميسورين بوجدة ونواحيها،بل وإلى حدود الاستدانة من أشقاء مغاربة لمواجهة تكاليف العلاج بالنسبة إلى المرضى أصحاب الأمراض المزمنة،زيادة على تطوع بعض المحسنين المغاربة المعروفين في وجدة لشراء أدوية لا يمكن الاستغناء عنها من طرف مرضى جزائريين معوزين يقيمون منذ مدة طويلة بالمدينة. ودفع الحرج سيدة مصابة بالسرطان بعد أن فوجئت بحجم الإجراءات المطلوب منها مباشرتها إلى حد الانهيار والصراخ والبكاء داخل مقر القنصلية بوجدة بعد أن كانت في أوقات سابقة تحصل منحتها بصفة دورية ضبطت رزنامة علاجها على أوقات هذا التحصيل المنضبط،قبل أن يحدث لها ما حدث إلى الحد الذي صرخت فيه أمام أعين مسؤولي القنصلية "فين هو رئيس الجمهورية..حسبي الله ونعم الوكيل"،وبعد أن انتهى إلى علم سفارة الجزائر بالرباط عن طريق أحد مخبريها من المقيمين بوجدة،أن محسنا مغربيا قرر التكفل بحالتها وتكاليف علاجها،اضطر معه السفير الجزائري بالمغرب للتدخل الشخصي حتى لا تنتظر تلك المرأة منحتها وصرفها لتكاليف علاجها مدة أخرى لا يسعفها فيها مرضها الخبيث،وأمثلة التآزر والتضامن والتكافل المعنوي والمادي بين المغاربة وأشقائهم الجزائريين كثيرة وعديدة ومنذ قديم التاريخ،ويكفي مدينة وجدة شرفا أنها كانت من بين أهم مدن إيواء وانطلاق وإمداد جيش التحرير الجزائري.