شهدت مدينة وجدة صباح السبت الماضي، احتجاجات صاخبة ضد حكام قصر المرادية بالجزائر، في الوقت الذي دعا فيه عبد العزيز «بوتفليقة» إلى توسيع صلاحيات «المينورسو» لتفقد الوضع الحقوقي بمخيمات العار بتندوف، فضلا عن الوقوف على الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الجزائري مع جنرالات الشاي والسكر. وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية، في إطار التنديد بالتدخل السافر للعسكر الجزائري في الشؤون الداخلية للمغرب، وكذا الاستفزازات المجانية والمتكررة للنظام الجزائري ضد الوحدة الترابية، تحت ذريعة ما أسموه ب» الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها». وانطلقت المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها التنسيقية العالمية للدفاع عن الوحدة الترابية والصحراء المغربية القادمة من مراكش، بشارع محمد الخامس بوجدة، وسط ترديد النشيد الوطني، وشعارات مطالبة بفتح الحدود وبناء المغرب العربي، في حين تم نقل الاحتجاجات أمام مقر القنصلية الجزائرية بمدينة الألفية، للتعبير عن رفضهم الصارخ لكل أشكال التحريض التي يهدف من خلالها جنرالات الجزائر إلى خلخلة الوضع الأمني بالمغرب، فيما تم في حدود المساء نقل الشكل الاحتجاجي إلى النقطة الحدودية زوج بغال. ورفع المحتجون شعارات قوية ضد النظام الجزائري، فيما رفعوا أعلاما مغربية وجزائرية، وكذا لافتة مكتوبا عليه بشكل واضح «حب الأوطان من الإيمان» و «المغرب وطنكم والجزائر وطننا والعقيدة تجمعنا ووحدة المغرب العربي هدفنا». وندد المحتجون باستمرار الجزائر في إغلاق حدودها مع المغرب وقطع علاقات الأرحام بين العائلات المغربية - الجزائرية التي تربط بينها علاقة القرابة والدم، في حين تم رفع الأعلام المغربية إلى جانب الجزائرية، في الوقت الذي يقوم فيه بعض المتهورين الجزائريين بإحراق العلم المغربي وتدنيسه. ودعا المشاركون في المسيرة النضالية الوطنية، حكام الجزائر إلى الانخراط الجاد في بناء مستقبل المغرب العربي، وإرساء أجواء الثقة بين البلدين الشقيقين، على اعتبار أن التقارب المغربي الجزائري هو القناة الطبيعية لرفع التحديات التنموية، والإقليمية والدولية، لاعتبارهما يشكلان الأداة الفعالة لبعث الروح من جديد في «الاتحاد المغاربي». وأكد المحتجون أن هذه الخطوة النضالية، تأتي في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية في تفعيل الدبلوماسية الموازية لتوحيد الصفوف في القضية الوطنية، بالإضافة إلى الإسهام في التنزيل السليم لمقتضيات ومضامين الدستور الجديد، وعلى رأسها الجوار المغاربي والعربي الإسلامي والإفريقي، وكذا تقوية الجبهة الداخلية والخارجية للدفاع عن القضية الوطنية. وعرفت المسيرة مشاركة فعاليات مدنية وسياسية بمدينة وجدة، في حين تم تنظيم لقاء تواصلي احتضنه مقر الفدرالية الديمقراطية للشغل، الذي من خلاله تم تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه المخابرات الجزائرية في تضليل الرأي العام الوطني والدولي، ونشر أكاذيب لا صلة لها بالواقع. وأشار أعضاء التنسيقة في اللقاء الى أنه يستوجب على النظام الجزائري أن يستحيي عندما يتكلم عن حقوق الإنسان، على اعتبار أن الشعب المغربي كله إصرار لتفعيل وترجمة الخطاب الملكي على ارض الواقع، خاصة وأنه سبق للدولة المغربية وأن أسقطت مناورة الأعداء عندما اقترحوا توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء. ووجهت التنسيقية العالمية للدفاع عن الوحدة الترابية والصحراء المغربية، رسالة إلى كل المغاربة على أساس التجند للتصدي لكل مناورات العسكر الجزائري داخليا وفي المحافل الدولية، وذلك عبر فعاليات المجتمع المغربي في الخارج لشرح قضية صحرائنا لشعوب العالم.