أبرز عدد من السفراء الأمريكيين السابقين في المغرب، أمس الإثنين، في رسالة وجهوها إلى الرئيس باراك أوباما، "الرؤية والقيم المشتركة التي تتقاسمها الرباط وواشنطن بخصوص مستقبل منطقة شمال إفريقيا والساحل". اغتنم هؤلاء السفراء السابقون، الذين اشتغلوا في عهد خمسة رؤساء أمريكيين، مناسبة زيارة العمل التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الولاياتالمتحدة، من أجل حث الرئيس أوباما على "انتهاز هذه الفرصة، التي تأتي في ظل الاضطرابات وأجواء عدم الاستقرار التي تسود منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل (... ) لدعم جهود المغرب من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة في المنطقة". ووقع هذه الرسالة ما لا يقل عن تسعة سفراء اشتغلوا في المغرب لمدة 32 سنة، ويتعلق الأمر بصامويل كابلان وطوماس رايلي ومارغريت توتويلر وإدوارد غابرييل ومارك غينسبيرغ وفريدريك فريلاند وميكاييل أوسري وطوماس ناصيف وجوزيف فيرنر ريد جونيور. وعبر هؤلاء الدبلوماسيون السابقون عن رغبتهم في أن تساهم هذه الزيارة الملكية في "تعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع بلد، بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتقاسم معنا قيمنا ورؤيتنا بخصوص مستقبل هذه المنطقة"، مشددين على أن المغرب، الذي يتميز باستقراره في المنطقة، "كان دائما حليفا قويا للولايات المتحدة." وأبرز موقعو الرسالة أنه "على الرغم من رياح عدم الاستقرار التي تهب على المنطقة، فإن المغرب سار، تحت قيادة الملك محمد السادس، على درب الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون، من خلال الانخراط في إصلاحات هامة، خصوصا في مجال حقوق الإنسان". وشدد هؤلاء الدبلوماسيون السابقون على أن دينامية الإصلاحات التي تشهدها المملكة "تستحق الدعم السياسي والمساعدة من الولاياتالمتحدة من أجل المساهمة في تحقيق الاستقرار بالمنطقة وتحصينها ضد الأعمال الإرهابية التي تهدد شمال إفريقيا"، مضيفين أن هذا الدعم "يتعين أن يهم في المقام الأول الجهوده المشروعة للمغرب والرامية إلى إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء، من خلال منح حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية (...)، والذي يعد الحل الواقعي الوحيد لتسوية هذه القضية، وحتى يتمكن المجتمع الدولي من المضي قدما في فهم المشاكل الأكثر إلحاحا في المنطقة". كما أكدوا على "الحاجة الملحة بالنسبة للولايات المتحدة لدعم المغرب في تفعيل مخططه الطموح للجهوية، والذي من شأنه أن يشكل نموذجا للبلدان الأخرى في المنطقة". وذكرت الرسالة بأن المغفور له الحسن الثاني أكد، منذ خمسين سنة مضت، عندما حل ضيفا على الرئيس كينيدي، على أن "شعبي يأمل أيضا في أن تعمل هذه الزيارة على تعزيز التفاهم المتبادل، وتعميق العلاقات مع الشعب الأمريكي، وتمهد الطريق لمرحلة جديدة من العلاقات الوطيدة من خلال تعزيز تعاون حقيقي خدمة للمصالح المتبادلة، وكذا دعم السلم والحرية والكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم".