قرر شفيق الصالوح، مدير الجمارك بالجهة الشمالية الشرقية، تأجيل طلب الورقة الخضراء لمستعملي العربات المرقّمة بمليلية تحت حرف "إِمْ إلْ"، والراغبين في عبور المعبر الحدودي ببني انصار صوب تراب إقليم النّاظور، إلى غاية بداية شهر مارس المقبل بعد أن كان مقررا الشروع في تطبيق العمل بها يوم غد فاتح يناير من عام 2010. واعتبر هذا التأجيل بمثابة انفراج ضمن الأزمة الحادّة التي تسبب فيها هذا القرار المعلن عنه قبل شهور بين الإدارة الجمركية الجهوية ببني انصار وجمعيات ممثلي سكان مليلية المجبرين على العبور المتراقص صوب التراب الإقليمي للناظور، حيث كان هذا القرار قد حضي بمواقف شجب وإدانة ودعوات للتراجع عنه اعتبارا، لما وُصف إذاك، ب "الطعن في انتماء الثغر المغربي المحتل للوطن الأمّ" و "استمرار الإجراءات الجمركية المغربية في أسبنة مليلية"، على حدّ تعبير المحتجين بمعبر باب مليلية وبوابة الإدارة الجهوية للجمارك ببني انصار. وقد كان شفيق الصالوح، بصفته مديرا جهويا لجمارك الشمال الشرقي، قد دافع عن قراره بالتصريح عن كون "إدارة الجمارك لن تدخر أي جهد حتى يتم تطبيق هذا الإجراء التنظيمي بالشفافية والسرعة المطلوبتين"، قبل أن يضيف بأنّ تعميم "هذا الإجراء التنظيمي" على السيارات المرقمة ضمن فئة "إم إل" التي لم تتم معالجتها من لدن النظام المعلوماتي للجمارك في السابق، تمليه "متطلبات أمن وتعقب تحركات هذه السيارات"، حيث يتم استهداف الوقوف على التجاوزات الناتجة عن استعمال هذه السيارات من قبل أشخاص "لا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، ومنها على الخصوص، الإقامة في مدينة مليلية المحتلة". ، كما أوضح مدير الجمارك، إبّان خرجته الإعلامية المؤرّخة في أعقاب احتجاج المليليين يوم 24 أكتوبر المنصرم، بأنّ السيارات التي يملكها سكان هذا الثغر المحتل تستفيد من قبول مؤقت لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد، مشيرا إلى أن هذه المعاملة التفضيلية يتم تطبيقها على جميع السيارات سواء أكانت مرقمة في فئة "إم إل" أو تحمل لوحات في الفئة الإسبانية الجديدة، مشيرا إلى أنّ الأمر تمّ تضخيمه رغم كون الولوج لهذا النظام يتوقف على تعليل الإقامة في الثغر المحتل وبطاقة رمادية مسلمة بمليلية موقعة من طرف مصالح الجمارك المكلفة بتسليم التصاريح. وقد عُلم أيضا، أنّ رغبة رئاسة الجمارك بالجهة في الانفتاح التواصلي مع مختلف المعنيين والمتتبعين قد ترجمت عبر تخطيط هذه الإدارة لتنظيم لقاءات مع ممثلين جمعويين وكذا بعض ممثلي ساكنة مليلية، لقاءات يهدف منها إلى تلطيف الأجواء بين الطرفين، خاصة بعد الانتقادات اللاذعة و الضربات التي تلقتها إدارة الجمارك من كافة شرائح المجتمع المدني و الهيأة الإعلامية و السياسية عن قرارها السابق، زيادة على الرغبة المعبّر عنها في الإحاطة بلائحة الانشغالات وإيجاد حلول توافقية لإيلاج هذه الانشغالات حيّز التواجد الفعلي الميدانيّ والتطبيقي. "ناظور 24"