تختزن مدينة العيون الشرقية وعموم المنطقة الشرقية العديد من الآثار التاريخية والشواهد الحضارية التي تؤرخ لمختلف المراحل والحقب التاريخية التي عرفتها المنطقة،وإذا كانت بعض الآثار التاريخية بهذه الجهة قد عرفت نسبيا بعض الاهتمام والتعريف سواء علىالمستوى المحلي أو الوطني فإن مثيلاتها بمدينة العيون الشرقية ما زالت لم تسلط عليها الأضواء الكافية سواء على مستوى التعريف أو التصنيف أو الدراسة،لتبقى بالتالي عرضة للإهمال والاندثار والتشويه،كقصبة المولى إسماعيل وسط المدينة و قصبة الوطاسيين بمنطقة بورديم وبعض القصبات بمنطقة تنشرفي ومستكمر.وإذا كانت هناك معلمة عريقة نالت حظا وافرا من التشويه والتهميش فهي،بكل تأكيد،قصبة المولى إسماعيل التاريخية،التي أضحت تعيش،وبشهادة الجميع،وضعا مترديا على أكثر من مستوى. وإذا كان هناك من هو جدير بأن يأخذ بيد هذه المعلمة المهمشة فهي الجهات المسؤولة،التي تمتلك مفاتيح إنقاذ هذا الإرث الإنساني وإعادة الاعتبار التاريخي والحضاري له،لكن من سوء الحظ فإن الذين بيدهم القرار يقفون وقفة المتفرج على القصبة وهي تندب حظها العاثر،فالأسوار المحيطة بها التي تآكلت بفعل العوامل المناخية و الأمطار مهددة في كل لحظة بالانهيار،كما أن العديد من الزوايا تحولت لمطرح للنفايات ومراحيض في الهواء الطلق،ما جعلها وكرا مفضلا للحشرات ومرتعا خصبا للقمامات والأزبال التي طالما أزكمت روائحها أنوف المارة،بالإضافة للبراريك والمحلات التجارية الملتصقة بأسوار القصبة من الجهة الشرقية والجنوبية و التي تحول بعضها إلى خراب ترمى داخله الأزبال بشكل مثير للانتباه. قصبة المولى إسماعيل وسط مدينة العيون الشرقية،أصبحت أكثر من أي وقت مضى بحاجة ملحة لالتفاتة من الجهات الوصية كوزارة السياحة والثقافة والهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالمآثر التاريخية،من أجل رد الاعتبار لها والإسراع في صيانتها وترميمها...لأنها نموذجا من نماذج المآثر التي تعاني التهميش واللامبالاة رغم أنها لا تقل مكانة عن بعض القصبات التي تنعم بكل العناية والتقدير بالمملكة،،فهي لم تستفد من الترميمات كمثيلاتها من القلاع والحصون،اللهم الترميم الذي شمل السور الغربي منها و الذي بدأت تظهر عليه الشقوق وتهاوت أجزاء منه.